تعددت الرؤى والتصريحات والتسريبات حول حالة اللواء خليفة حفتر الصحية، المتواجد منذ أسبوع في إحدى المستشفيات الخاصة في العاصمة الفرنسية.

ونشرت بعض المواقف تقارير حاولت تحليل المعطيات المحدودة لمقاربة التداعيات التي سيشهدها الواقع السياسي والعسكري والامني في ليبيا، ونظرا لندرة التحليلات الموضوعية رأينا في المنبر نشر جملة من المقالات التي حاولت قراءة المرحلة القادمة في حالة غياب حفتر عن المشهد:

***

موقع إيمساك : “التطورات في ليبيا وتحرك الإمارات ومصر تحضيراً لمرحلة ما بعد حفتر

أثارت الأنباء المتعلقة بتدهور الوضع الصحي للجنرال الإنقلابي الليبي خليفة حفتر، وتزامن ذلك مع انتخاب خالد المشري من حزب العدالة والتنمية الليبي والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين  برئاسة المجلس الأعلى للدولة، التساؤلات حول أثر هذه التطورات على التحركات الإماراتية والمصرية في الساحة الليبية  لا سيما وأن حفتر يعد  الورقة المصرية الإماراتية الأبرز في الصراع الدائر في ليبيا.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية إن الزيارة المفاجئة التي قام بها ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، إلى العاصمة المصرية القاهرة ولقاءه مع عبد الفتاح السيسي، تأتي في المقام الأول لتبادل الآراء والرؤى بشأن الوضع في ليبيا في ضوء التطورات الأخيرة على الساحة،  حيث يضع مرض  خليفة حفتر ( 75 عاماً) كلا من  مصر والإمارات في مأزق للتحضير لمرحلة ما بعد حفتر في ليبيا.

وتدعم القاهرة وأبوظبي «حفتر» منذ سنوات، عسكريا وماليا، وتحظى قواته بدعم لوجيستي من الجانب المصري، للسيطرة على مناطق النفط شرقي ليبيا.

وتصاعدت التكهنات بشأن مصير حفتر، وسط تأكيدات من مصادر محلية في بنغازي عن نقله إلى الأردن عبر مطار بنينا، الذي تم فتحه بشكل استثنائي، ومنها إلى العاصمة الفرنسية باريس. وتضاربت الأنباء بشأن طبيعة المشاكل الصحية التي يعاني منها حفتر، ففي الوقت الذي قالت فيه مصادر إنه أصيب بغيبوبة ناجمة عن إصابته بسرطان الغدة الدرقية، قالت مصادر أخرى إنه أصيب بجلطة في المخ ناجمة عن ارتفاع في ضغط الدم.

لكن المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر، العميد أحمد المسماري، نفى الأخبار المتداولة حول الوضع الصحي لحفتر، مؤكداً في تصريحات له أن حفتر يتمتع بحالة صحية ممتازة، موضحاً أنه يتابع عمل القيادة العامة وغرف العمليات والمناطق العسكرية، خصوصاً المستجدات في غرفة عمليات عمر المختارالمكلفة باقتحام درنة. لكن مصادر خاصة لقناة الجزيرةكشفت أن حفتر أدخل للعلاج في مستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس جراء إصابته بنزف في الدماغ أدخله في حالة غيبوبة“.

في غضون ذلك، كانتمصادر دبلوماسية كشفت لصحيفة العربي الجديد، عن وجود مساعٍ مصرية إماراتية لترتيب المشهد الليبي، إذ استقبلت القاهرة عسكريين ليبيين تابعين لحكومة الوفاق، وآخرين تابعين لحفتر، على مدار أكثر من أسبوع، في إطار المحاولات لتوحيد المؤسسة العسكرية. ولم تنتهِ تلك الاجتماعات إلى نتيجة واضحة في ظل تهديد كتائب عسكرية في مصراتة، لرئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، باقتحام العاصمة طرابلس في حال تم السماح بدور لحفتر في الجيش الليبي.

وأشارت المصادر إلى أن السيسي طرح على بن زايد نتائج الاتصالات الأخيرة بين القاهرة والخرطوم، سواء على صعيد ما يتعلق بمنطقة البحر الأحمر، والتوضيحات السودانية بشأن الوجود التركي في تلك المنطقة، أو التطورات الأخيرة في العلاقات المصرية السودانية، وتأثير ذلك على ملفات المنطقة وفي مقدمتها الوضع في ليبيا.

ولفتت المصادر إلى أن الإمارات أجرت اتصالات موسعة مع روسيا أخيراً للقيام بدور في تقريب وجهات النظر بين حفتر والسراج، وهو ما رحبت به موسكو، مؤكدة استعدادها لتنظيم لقاء يجمع الرجلين على أراضيها وبرعاية شخصية من الرئيس فلاديمير بوتين للتوصل إلى حل، وذلك قبل الأنباء عن الحالة الصحية لحفتر.

وأعلنت القوات التي يقودها حفتر الثلاثاء الماضي عن تحرك نحو مدينة درنة، وذلك بعد الفشل في التوصل إلى حل. ونقل المكتب الإعلامي لقوات حفتر تصريحات له، قال فيها إن المواطنين يطالبون بتحرير درنة ونحن سنتحرك لتحريرها، مضيفاً أن كلامه موجّه لأولئك الذين يصدقون ما تروّج له الجماعات المسلحة في درنة“.

وأعرب حفتر في التصريح الذي نشره المكتب الإعلامي على صفحته الرسمية في فيسبوكعن أسفه لطول مدة تحرير مدينة درنة“. وكان آخر ظهور مؤكد لحفتر في السادس والعشرين من الشهر الماضي، أي منذ نحو خمسة عشر يوماً، عندما أجرى لقاء مع سفير بريطانيا فرانك بيكر في منطقة الرجمة.

وكانت مصادر مصرية في اللجنة الرئاسية المعنية بمتابعة الشأن الليبي،قالت أن هناك مقترحا مصريا إماراتيا بتوحيد القيادة السياسية والعسكرية في ليبيا يتضمن اختيار «فائز السراج» رئيس حكومة الوفاق، رئيسا للدولة، وقائدا أعلى للقوات المسلحة، بوجود نائبين هما «محمد البرغثي»، و«ناجي مختار».

وبحسب المصادر، فقد تضمن التصور المصري أيضا اختيار «عارف النايض» سفير ليبيا لدى الإمارات رئيسا للحكومة، على أن يكون «حفتر»، قائدا عاما للجيش ووزيرا للدفاع، و«سالم جحا» رئيسا للأركان.

ويرى محللون أن أبوظبي تلعب دورا له تبعات كارثية  داخل الساحة الليبية، فمنذ إطاحة ثورة 17 فبراير بنظام العقيد القذافي وهي تسعى جاهدة لإجهاض الثورة وإقصاء الإسلاميين، من خلال دعمها لقوى الثورة المضادة بالسلاح.

وتسبب التدخل الإماراتي وفق مراقبين ومحللينبفوضى عارمة داخل البلاد وانقسام سياسي داخل مؤسسات الدولة وتمزيق النسيج الاجتماعي وتدهور الاقتصاد.

 وبرزت الإمارات كداعم لـ«حفتر» في ليبيا منذ أوائل 2015 سياسياً وعسكرياً، على الرغم من ترحيبها بوصول الأطراف الليبية إلى اتفاق سلام أفضى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني.

***

موقع عربي 21: ما هي سيناريوهات غياب حفتر عن المشهد في ليبيا؟

بقلم علاء فاروق

تضاربت الأنباء حول تدهور حالة اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، بعد إصابته بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى مستشفى في العاصمة الفرنسية.

وجاء التضارب حول مدى خطورة صحته، ففي حين أكدت عدة مصادر أن حالته خطيرة وأنه في غيبوبة، ذكر موالون له أنها مجرد وعكة صحية وفحوصات طبية اعتيادية.

وأكد مصدر ليبي مطلع في جنيف، أن المشيرحفتر مرض منذ يوم الأربعاء الموافق 4 إبريل/نيسان الجاري، وتم نقله إلى الأردن في ذلك اليوم، ونظرا لحالته الخطرة نُقل إلى باريس“.

وكشف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه أو مصادر معلوماته، لـعربي21، أن نوع الجلطة التي أصيب بها حفتر، تسمى جلطة متحركةيدخل في غيبوبة ثم يفيق وهكذا، ومنذ وصوله إلى باريس لا توجد أخبار دقيقة عنه، لكن يرافقه ابنه الصديق“”، حسب معلوماته.

 غياب حفترعن المشهد العسكري، سواء بتدهور حالته أو حتى الموت، عدة تساؤلات وتكهنات حول مصير قواته، والتي يوجد مناوئون كثر لها الآن، وهل سيشهد الشرق الليبي معارك طاحنة وانشقاقات بين قيادات قوات حفترالتي ظهر تنافسها عبر عدة وقائع؟ أم سيعود الرجل إلى سابق عهده وتكون مجرد وعكة؟“.

انشقاقات وخلايا نائمة

من جهته، قال الباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل، إنه كان يجب ألا تتمحور القوات التي شكلها حفترحول شخصه، حتى نضطر الآن للبحث عن إجابة ماذا لو غاب عن المشهد العسكري والسياسي“.

وأكد عقيل في تصريحات لـعربي21، أن حفتر تحول في الشرق الليبي إلى نظام بكامله، وانهياره سيؤدي إلى كارثة مروعة، وسترجع كل الأطراف التي قاتلها إلى قوتها، وستقع الاغتيالات لكل القيادات التي ساندت حفتر، بل ستحدث انشقاقات عسكرية واسعة بسبب من سيخلف حفتر، وفق تقديراته.

وتابع: “وستنعكس هذه الأزمة على مصر، التي يبدو أنها ستتضرر كثيرا من غياب حفتر بموته –لا قدر اللهلكن يظل الرهان على دور مصر في الحفاظ على المؤسسة العسكرية، بل ربما تستغل فاجعة موتحفتر لتحقق الاستقرار والوحدة أكثر“.

فوضى أو توافق

في حين قال أمين عام حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبد الله الرفادي، إن غياب حفترستكون له تأثيرات كبيرة، خاصة أن مشروعه كان مشروع فرد وليس جماعة، إضافة إلى هشاشة قواته والتي أغلبها مليشياتقبلية وتكتل ديني متطرف المداخلة، وخريجو سجون“.

 وأشار في حديثه لـعربي21، إلى أنه في ظل غياب قيادات عسكرية مؤهلة وتغول أبناء حفترغير العسكريين على قواته، لذا هناك مساران: إما فوضى عارمة وقتال بين أبنائه وبعض أنصاره من جهة وبين المليشيات القبلية من جهة، أو بين المليشيات الدينية المدخليةوبين العسكريين“.

وأضاف: “الأمر الآخر أن يستغل الوطنيون في مجلس النواب غياب حفتر وانهيار معسكره في إحداث إصلاحات جذرية على بنية البرلمان وتوجهاته ويمدوا اليد إلى مجلس الدولة لإنهاء الخلاف السياسي وحل الأزمة برمتها“.

فراغ عسكري

الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، رأى من جهته، أن قوة شخصية ومواقف المشيرحفتر تجعل من غيابه أزمة وفراغا عسكريا لعدم وجود شخص يستطيع أن يملأ هذا الفراغ ولو لفترة مؤقتة، وأبناؤه يتكتمون على صحته خوفا من التأثير على الجيش“.

وأوضح لـعربي21، أن هذا الغياب أيضا ستكون له تبعات وردود أفعال ستكون مؤثرة في استقرار المنطقة، بل وتؤدي إلى سيناريوهات جديدة ذات أبعاد محلية وإقليمية ودولية“.

 ترتيبات جديدة

ورأى أستاذ القانون الدولي والأكاديمي المصري، السيد أبو الخير، أن اختفاء حفتر سواء بالمرض أو الوفاة كما صرح البعض، يأتي في سياق الترتيبات الجديدة بشأن الوضع في ليبيا خاصة أن الأزمة السورية أوشكت على الانتهاء بضربة غربية بقيادة أمريكية“.

 وتابع لـعربي21“: “بعد سوريا ستتوجه الأنظار إلى ليبيا، وبغياب حفترسيحاول أبناؤه السيطرة على قواته، لكن ترتيبات القوى الكبرى سترفض ذلك، لذا أرى أن حفتربات من الماضي، وأن دوره انتهى بزرع الشقاق وتمهيد الانفصال والتقسيم لليبيا، وهذه كانت مهمته“.

_______________

مواد ذات علاقة