بقلم بسام بونني

تحتضن مدينة باليرمو، جنوبي إيطاليا، مؤتمرا دوليا لبحث الأزمة في ليبيا، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وتضاربت الأنباء بشأن مشاركة القائد العسكري ذي النفوذ الواسع في الشرق الليبي، خليفة حفتر، في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام ليبية وتركية أن رئيس الحكومة الإيطالية، جوسيبي كونتي، وصل، الأحد، إلي مدينة بنغازي، للقاء حفتر وإقناعه بضرورة المشاركة في اجتماع باليرمو.

إلا أن وكالة أنباء نوفاالإيطالية نقلت عن مصدر وصفته بالمقرب من الحكومة الإيطالية نفي روما زيارة كونتي لبنغازي، وأضافت الوكالة أنه لا توجد أي تأكيدات بشأن مشاركة حفتر في مؤتمر باليرمو من عدمها.

وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن رئيس الاستخبارات الإيطالية، ألبرتو مانينتي، التقى حفتر، الأسبوع الماضي، في العاصمة الروسية، موسكو، لإقناعه بالسفر إلى باليرمو.

تنافس علني بين روما وباريس

وشككت صحيفة لا ريبوبليكاالإيطالية بنيّة حفتر المشاركة في مؤتمر باليرمو، ونسبت لأحد أبنائه أنه لا مصلحة للحضور لعدم وضوح أهداف الاجتماع“.

واتهمت صحيفة لي أوكي ديلا غويرا، من جهتها، فرنسا، بالعمل على ثني أطراف ليبية عدة عن القدوم إلى باليرمو، وكتبت الصحيفة أن باريس مارست ضغطا على عدد من الشخصيات المؤثرة في الشأن الليبي، رغم أن تمثيلها سيكون عالي المستوى، بحضور وزير خارجيتها، جان إيف لودريان.

ولا تخفي إيطاليا دعمها لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، بينما اختارت فرنسا الوقوف إلى جانب حفتر.

واعترفت الصحيفة بأنه من الصعب لعب دور قيادي في ليبيا دون المرور عبر روسيا، إذ لم يخف الكرملين تعاطفه مع خليفة حفتر“.

ودعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى إجراء انتخابات في ليبيا، نهاية العام الجاري، في أعقاب مؤتمر عقده في باريس، نهاية مايو/ أيار الماضي.

إلا أن الإيطاليين سارعوا إلى معارضة الفكرة بشدّة، متسلحين، في ذلك، بمخاوف دول الجوار الليبي والاتحاد الإفريقي من أنّ أيّ عملية انتخابية قد تفرز سلطة لا تكون قادرة على إعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.

وذهبت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، إلى حد التصريح، نهاية تموز/ يوليو الماضي، بأنّ التعجيل بالعملية الانتخابية دون مصالحة شاملة بين الليبيين لن يضر بليبيا فحسب بل سيضرّ أيضا بإيطاليا“.

ويعلم الإيطاليون أن عدم حضور حفتر إلى مؤتمر باليرمو يمثل ضربة عنيفة لطموحاتهم في لعب دور كبير في ليبيا.

مبادرات محدودة النتائج

وسبق مؤتمر باريس مسار سياسي أطلق في مدينة الصخيرات المغربية، أفضى، في ١٧ كانون الأول/ ديسمبر 2015 إلى توقيع اتفاق يهدف إلى ترتيب البيت الليبي وإعداد العدة لانتخابات عامة تعيد الحكم للمؤسسات.

إلا أن حالة الاستقطاب، داخل البلاد وخارجها، حالت دون وجود إرادة سياسية حقيقية للمضي قدما في تنفيذ بنود الاتفاق. كما أن تغول التنظيمات المسلحة في مناطق متفرقة في البلاد أدى إلى تضاؤل فرص خفض منسوب التوتر والاحتقان.

وفي بداية كانون الثاني/ يناير ٢٠١٧، أطلق الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، بالتعاون مع مصر والجزائر مبادرة تهدف لجمع أطراف الأزمة الليبية حول طاولة الحوار، لكنّ سلسلة من اللقاءات بين دول الجوار الليبي الثلاث لم تكن كافية لتحقيق أي نتيجة ملموسة.

وفي ظلّ غياب جدول أعمال واضح، بدت فكرة عقد مؤتمر باليرمو لبحث الأزمة الليبية غامضة، غموض قائمة المشاركين وتبدو محاولات استقراء نتائجها أصعب من محاولة قراءة الطالع.

***

بسام بونني ـ مراسل بي بي سي لشؤون شمال إفريقيا 

________________

مواد ذات علاقة