في 4 ابريل/نيسان الجاري بدأ خليفة حفتر الجنرال الليبي المتقاعد الممول من الإمارات هجوماً على طرابلس العاصمة حيث تتواجد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ساعياً لاحتلالها، لكن الهجوم كما يبدويتعرض لانتكاسة.

ورغم الأسلحة والعتاد الذي قدمته الإمارات لـحفترإلا أن حكومة رئيس الوزراء فائز السراج المعترف بها دوليا استطاعت وقف قوات حفترفي الضواحي الجنوبية ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير لجماعات مسلحة سارعت لتقديم العون من الفصائل الليبية المختلفة في غرب البلاد.

يتلقى حفتر دعماً من مصروفرنساوروسياإضافة إلى دعم من المملكة العربية السعودية، لكن هذا الدعم مرتبط بالمدى الذي ستدعم فيه الإمارات قوات حفتر، أو ممارسة الضغوط عليه، كما يقول محللون.

يعتمدون على دعم الإمارات

وقال جليل حرشاوي الزميل الباحث في معهد كلينجنديل في لاهاي لوكالة رويترز: ”رغم حرص فرنسا على إظهار أن سياستها إزاء ليبيا نابعة من الداخل، فإنها في الواقع مجرد تابع للإمارات بشكل أو آخر“.

وأضاف ”هذا يعني: إذا لم يقرر الشيخ محمد بن زايد أن حفتر أضاع فرصته وفشل إلى غير رجعة، فإن إيمانويل ماكرون على الأرجح لن يغير أو يكبح سياسته المناصرة لحفتر في ليبيا“.

وقال الخبير في مؤسسة «تشاتام هاوس»، تيم إيتون، في مقابلة مع موقع «راديو فري يوروب»: ليست روسيا ملتزمة تماماً بانتصار حفتر؛ ولديها صلات بجميع مكونات الطيف السياسي. في الواقع، هناك عناصر مختلفة في النظام الروسي تتعامل مع عناصر مختلفة من النظام الليبي، لذلك لا أعتقد أنها مرتبطة تماماً بمسار حفتر، وستكون قادرة على التكيف مع أي تطورات على الأرض، خصوصاً أن هجوم حفتر قد لا ينجح.

ومنعت روسيا إصدار بيان لمجلس الأمن رعته بريطانيا يدين الهجوم العسكري لحفتر، وأصرت على أن يدعو البيان جميع الأطراف لضبط النفس.

وقُتل وأصيب قرابة 800 شخصاً منذ بدء عملية حفتربينهم مدنيون كما تقول منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء (16ابريل/نيسان).

وتوعد السراج بمطاردة حفتردولياً، كما فتحت حكومته تحقيقاً في الدعم الذي تقدمه أبوظبي لقوات حفتر“. في وقت يضغط المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن من أجل وقف العمليات العسكرية.

إذن ما الذي ستفعله الإمارات إذا تعرض حفتر للانتكاسة؟!

بداية العمليات العسكرية المفاجئة كانت الإمارات قد شاركت في بيان إلى جانب دول غربية تدعو إلى وقف العمليات العسكرية. لكن الدولة كما حدث في الماضي منذ عملية الكرامة 2014″ تدعو لذلك في وقت كانت المدفعية والذخيرة الإماراتية تقصف لصالح قوات حفتر.

مجموعة الأزمات الدولية قالت إنه وفي حال تعرض حفترلانتكاسة عسكرية فإن الإماراتيين والمصريين سوف يهرعون إلى مساعدته حيث وأن قواته باتت تقف على أبواب العاصمة. ولفتت إلى أنه (حتى في الوقت الذين كان فيه الدبلوماسيون المصريون يحثون على ضبط النفس، كانت المدفعية الثقيلة وصواريخ الأرض جو تجد طريقها عبر الحدود المصرية إلى ليبيا.) إذا حدث ذلك، فإن قوى أجنبية أخرى قد تدخل الصراع نيابة عن حكومة طرابلس، بما في ذلك قطر وتركيا.

ويبدو أن ذلك بدأ بالفعل حيث قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، إن بعض الدول تفكر بإرسال صواريخ مضادة للطائرات إلى ليبيا، وهذا يمثل تصعيداً للحرب“.

ورداً على سؤال حول من هي هذه الدول، في ظل التقارير عن أن الإمارات أرسلت دعماً عسكرياً لحفتر، أجاب سلامة لسنا متأكدين حول ذلك. هناك اقتناع في غرب ليبيا، أن طائرتين إماراتيتين وصلتا إلى بنغازي من أبوظبي السبت الماضي. كما أن هناك أخبار عن وصول سفن تركية إلى شواطئ غرب البلاد“.

وسبق أن شنت الإمارات غارات جوية دعماً لحفتر في 2014م، وهو ما أثار سخطاً دولياً ومحلياً. وتملك قواعد عسكرية في الدولة الأفريقية.

إذا قررت الدولة الدخول بشكل مباشر في دعم حفترفإن لذلك تبعات سيئة على سمعة الدولة السيئة بالفعل، وخروج مستمر عن إرث الآباء المؤسسين للدولة.

______________

مواد ذات علاقة