بقلم عبدالعزيز عيسى

في كل مرة أزداد قناعة بأنها “مؤسسة فاقدي الأخلاق” وأنها لا تمت للعسكرية بصلة، وأن من ينضوي تحتها لا يخرجون عن أصناف ثلاثة: “مطلوب للعدالة”، “فارٌّ من العدالة”، “العدالة تنتظره.

وجدتني مُتجوّلًا بين صفحات “القيادة العامة” والصفحة الرسمية لـ “المتحدث باسمها”، و”قناة الحدث”، وصفحات كتائبهم وسراياهم ووحداتهم.

في المرة الأخيرة صادفني مقطع مُصوّر، أعدت مشاهدته أكثر من خمس مرات، مَن بالفيديو يُفترض أن يكونوا أبناء مؤسسة عسكرية، ومن يجرجرونه شاب قتل في ساحة المعركة.

أما ما رددوه من ألفاظ فليس من داع لكتابتها، يكفي الإشارة لها، ونترك الحكم للقارئ للتحليل والتأويل، أو ربما التهليل والتعليل إن كان من مؤيدي ذاك المعسكر “غير الأخلاقي” ويستحضر الحجة دفاعًا عنهم ودعايةً لهم.

ولأنه كما قيل “من خسر معركة الأخلاق فقد خسر كل شيء”، – فالمقطع المُصوّر لم يكن الأول كما لم ولن يكون الأخير، فقد سبقه مقطع آخر لمن يُفترض أن يكون “عريفا” اعترف دون محقق بأنه سيحوّل “حيّ الأكواخ” إلى أكواخ، بعد أن يمطره بصواريخ الجراد، وقد فعل فعلته.

وما حدث لأحياء ببلدية أبو سليم من قصف بصواريخ عمياء خلّفت ضحايا، يُعزّز تهديداتهم ووعيدهم، وكذا قيام جندي تابع لحفتر بسرقة ذهب من أحد المنازل بعين زارة، ووقع أسيرًا فيما بعد.

عقب كل مقطع مُصوّر ينشر ويتداول يتأكد لدي أن ما يُدعى “القيادة العامة” ستخرج لتعلن أن الفعل فردي لا يمثلها، وأنها قد اتخذت إجراء قانونيا بحقه لردعه، فهل من أرسلهم حفتر لـ “الموت”، آسف أقصد لتأمين العاصمة بفتحٍ مبين، هم من خريجي مؤسسات الإصلاح والتأهيل؟،

أم أنهم ممن خضعوا لدورات في الانضباط طويلًا وكثيرًا؟

مقابل ذلك استوقفتني صور ومقاطع مصورة، للجيش الشرعي الذي ينضوي تحت القيادة المدنية ممثلة بحكَومة الوفاق الوطني وهي تؤمن إفطارا صباحيا لمراهقين قُبض عليهم في ميدان المعركة قرب الزاوية الغربية.

أولئك المراهقون الذين زعموا أن وصولهم لطرابلس كان للاستعراض العسكري في ميدان شهدائها، والتهام “بريوش” مغمور بالزبدة عند مقهى الحاج فتحي الأشهر في طرابلس وليبيا عموماً.

يؤسفني أن القوات التي قطعت كيلو مترات بعد أن أنفقت القيادة لتدريبها وتجهيزها ملايين، ومثيلها لعلاجها قد تبرأت منها القيادة ذاتها، مرة بإعلان “المسماري” أنه لا يوجد أحد من قواته قد وقع أسيرا، في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الوفاق الوطني أسرها ما لا يقل عن 350 مقاتلا من قوات حفتر، ومرات بتنبيهات وتنويهات بأن الفعل الذي ارتكبه من يفترض أن يكون جنديا هو فعل لا يمثل القيادة؟

فهل يأتي اليوم الذي نرى فيه إعلان القيادة أن المتحدث باسمها، لا يمثلها، وأن ما يرتكبه فعل فردي؟…

ليس ذلك على الله ببعيد.

***

عبدالعزيز عيسى ـ صحفي ليبي

________

مواد ذات علاقة