قصفت طائرات دون طيار، مواقع للحكومة الليبية المعترف بها دولياً في طرابلس، ضمن عملية عسكرية تقوم بها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الموالي لأبوظبي.

وقال مراسل لرويترز والعديد من سكان طرابلس إنهم رأوا طائرة تدور لأكثر من 10 دقائق فوق العاصمة في ساعة متأخرة يوم السبت وأنها أطلقت صوت طنين قبل فتح النار على عدة مناطق. تحدث الضربات بدون طيار ضجيجًا مختلفًا بشكل ملحوظ عن الضربات الصاروخية من الطائرات المقاتلةوقالوا أيضاً إنهم سمعوها مجدداً مساء الأحد قبل أن يسمعوا انفجاراً ضخماً.

قالت الغارديان البريطانية نقلاً عن خبراء إن الطائرات المقاتلة التي يملكها حفتر لا تستطيع الطيران ليلاً، ما يجعل احتمال وجود طائرات أخرى تملكها الإمارات على وجه التحديد.

الحديث عن الطائرات الإماراتية في ليبيا لم يكن طارئاً في هجوم حفتر الأخير على طرابلس، بل إن تدخلها كان أكثر من مرة بين عامي 2014 و2018م، وتلقت الدولة إدانات دولية وليبية.

تملك الإمارات طائرات عديدة مقاتلة ودون طيار في ليبيا تحت إمرة الجنرال خليفة حفتر، كما تكشف ذلك صور الأقمار الصناعية بين 2016 و2017م، في قواعد عسكرية قامت الإمارات ببنائها في ليبيا. ويقول مسؤولون ليبيون إن خبراء إماراتيونيقومون بتشغيلها.

القواعد الجوية

في عام 2016م تم الكشف عن قاعدة عسكرية على بعد 100كم من محافظة المرج الليبية، وتم توسعة مطار الكاظم ليتسع لطائرات إماراتية جديدة.

منذ يونيو/حزيران 2016، ظهرت صور الأقمار الصناعية مساحة تشغيلية في المكان بحيث يحوي مكان للطائرات ومروحيتين UH-60 بلاك هوك، واثنين من طائرات النقل Il-76 ، و واحدة Il-18، واثنتين من الطائرات بدون طيار صينية الصنع. وقام الأسطول الإماراتي بغارات جوية وبعثات استطلاع لدعم قوات حفتر في قِتال الثوار الليبيين في بنغازي.

موقع (War is Boring) المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية الدّولية،  قال في 2017 إن الإمارات قامت ببناء ملاجئ جديدة كبيرة بما فيه الكفاية لاستضافة طائرات مقاتلة بما في ذلك F-16s,و  Mirage 2000sحتى طائرات رافال.

ونشرت قوات ليبية معارضة لحفتر في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر2016 صورا لطائرات إماراتية من نوع (إيه تي 802) وطائرات دون طيار (وينغ لونغ) في أجواء قنفودة الليبية.

في 2017م كانت المعلومات وصور الأقمار الصناعية تشير إلى أن الدولة قامت ببناء قاعدة عسكرية في مطار الخروبة العسكري الليبي على  بعد 100 كيلومتر جنوب غربي حقل السرير النفطي. في نفس العام والعام التالي كانت الإمارات متهمة بقصف حقول نفطية لصالح قوات حفتر.

هذه القاعدة تحتوي على معدات إماراتية من بين هذه المعدات طائرات شيبيل كامكوبتر أس 100، وهي طائرات من دون طيار توجه قذائفها بالليزر. وكان لها دور كبير في معارك بنغازي“.

كما تقوم الإمارات بتشغيل طائرات دون طيار الصينية (“وينغ لونغ إي2″) في ليبيا كما تشير صور الأقمار الصناعية التي التقطت بين عامي 2016 و2017.والإمارات هي المشغل الوحيد حتى الآنلهذا النوع من الطائرات الصينية.

خطورة القتال الجوي

يمثل دخول القوات الجوية ودعم الإمارات لخليفة حفتر منعطفاً جديداً في الحرب الليبية. وقال بيتر ميلت، السفير البريطاني السابق في ليبيا، قوله إن استخدام الطائرات المسيرة مثّل تصعيدا هاما ومأساويا سوف يزيد من عدد الضحايا في ليبيا“.

من جهته قال أنس القماطي، مدير مركز دراسات ليبي إن الحرب الجوية في طرابلس دخلت بشكل رسمي مرحلة جديدة وخطيرة، وتحول الأمر إلى هجوم تشنه دولة أجنبية غازية، وهي الإمارات“.

وأضاف ليبيا لا تزال ليبيا، لكنها على وشك أن تصبح اليمن على البحر المتوسط. وعد حفتر بتحقيق السلام والاستقرار هو خرافة. إن ضربات الطائرات بدون الإماراتية لا يمكن أن تحقق الوحدة “.

______________

مواد ذات علاقة