بقلم محمود جمال

هذا التقرير يخلص إلى أن احتمالية التدخل العسكري البري للقوات المصرية في الداخل الليبي بشكل أكبر في الفترة المقبلة أصبحت كبيرة، خاصة بعد طلب عقيلة صالح من الجيش المصري للتدخل في ليبيا أمام البرلمان المصري.

  الجزء الثاني

كانت من أهم القيادات التي تولت مهام نقل المعدات العسكرية الى ليبيا في الفترة من 2014-2020، ما يلي:

1-الفريق محمود حجازي رئيس أركان الجيش المصري ورئيس اللجنة المعنية بالملف الليبي الأسبق، ومستشار السيسي للأزمات حالياً.

2-اللواء محمد الكشكي مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية سابقاً، ورئيس اللجنة المعنية بالملف الليبي السابق.

3-اللواء عمر نظمي مسئول الملف الليبي في جهاز المخابرات العامة الحالي.

4-اللواء أركان حرب محمد المصري قائد المنطقة الغربية الأسبق ورئيس هيئة العمليات السابق.

5-اللواء أركان حرب وحيد عزت قائد المنطقة الغربية الأسبق.

6-اللواء أركان حرب شريف بشارة قائد المنطقة الغربية السابق ورئيس أكاديمية ناصر العسكرية الحالي.

7-اللواء أركان حرب صلاح سرايا قائد المنطقة الغربية الحالي.

8-اللواء أركان حرب محمد سعيد العصار رئيس هيئة التسليح الأسبق ووزير الانتاج الحربي الحالي.

9-اللواء أركان حرب عبد المحسن موسي رئيس هيئة التسليح الأسبق.

10-اللواء أركان حرب طارق سعد زغلول رئيس هيئة التسليح.

2- الدور المصري في السيطرة على الشرق الليبي:

في 15 أكتوبر من عام 2014م، وبعد شهور قليلة من بداية عملية الكرامة في ليبيا قالت وكالة أنباء أسوشيتد برس نقلاً عن مسؤولين مصريين، لم تسمهما، إن طائرات حربية مصرية قصفت مواقع لمسلحين إسلاميين بمدينة بنغازي الليبية، لكن الرئاسة نفت صحة التقرير، بحسب الناطق باسمها السفير علاء يوسف.

وأضاف المسؤولان أن استخدام الطائرات الحربية جزء من عملية تقودها مصر ضد مسلحين، يشترك فيها قوات برية ليبية. ولفتت أسوشيتد برس إلى أن البرلماني الليبي طارق الجروشي “أكد” لها اشتراك طائرات حربية مصرية في العملية المستمرة في بنغازي، لكنه استدرك أن طيارين ليبيين هم من يتولون قيادة تلك الطائرات.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت في أغسطس من عام 2014م، عن أربعة مسؤولين أمريكيين بارزين قولهم إن مصر والإمارات تعاونتا لتنفيذ جولتين من الضربات الجوية، ضد مسلحين إسلاميين في ليبيا يستهدفون السيطرة على طرابلس.

هذا بخلاف الضربة الجوية التي نفذتها القوات الجوية المصرية بعد إعدام عناصر مسلحة لبعض المصريين داخل ليبيا في 16 فبراير 2015.

وقالت مصادر”إن الضربات الجوية تمت وفق تنسيق أمني ومعلوماتي بين مصر وليبيا، حيث حددت المخابرات الحربية المصرية مواقع لتنظيم الدولة والأهداف وصورتها جواً “.

وقامت الطائرات والمقاتلات “إف 16” بالإقلاع من مطار سيدي براني غرب القاهرة، ثم وصلت إلى مطار مطروح، الذي انطلقت منه إلى الأهداف المطلوبة، حيث ضربت مواقع تنظيم الدولة ومخازن السلاح ومواقع للذخيرة إضافة إلى مَزارع كان يتجمع فيها عناصر التنظيم، فضلاً عن منطقة تسمى غابة “بومسافر.

وفي سياق أخر، كشف مصدر عسكري من قوات “فجر ليبيا” الموالية لحكومة الوفاق عن وصول تعزيزات عسكرية لقوات حفتر خلال عام 2014م. كمنح من مصر والإمارات والأردن.

الدعم المصري الإماراتي كان منذ اللحظة الأولي يركز على حسم وسيطرة حفتر على المنطقة الشرقية بالكامل ولكن المعارك على الأرض كانت لا تشير إلى أن حفتر قادر على الحسم العسكري وفي عام 2017م، كاد حفتر ان يتراجع بشكل كبير بعد سيطرته على معظم الأراضي الشرقية التي يقيم بها 25% من السكان الليبيين على عكس الغرب الذي يقيم فيه حوالي 75% من السكان؛

ولكن بدخول مصر والإمارات وروسيا بشكل أكبر على خط النار، بشكل مكثف، وقيام طيران إماراتي روسي بشن هجمات مكثفة على مواقع الجماعات المسلحة المقاومة لحفتر ، كان ذلك عاملاً حاسماً لقوات حفتر  للسيطرة على الأراضي الشرقية بشكل كامل.

وجدير بالذكر أن هجمات الطيران الإماراتي والمصري تنطلق من قاعدة سيدى براني المصرية المتواجدة في المنطقة العسكرية الغربية.

أعلن حفتر في 06 يوليو 2017م عن التحرير الكامل لمدينة بنغازي، وذلك بعد ثلاث سنوات من إطلاق عملية الكرامة العسكرية في منطقة الشرق الليبي المتاخمة للحدود المصرية الليبية.

ونقلت مصادر خاصة عسكرية ليبية مطلعة ان قوات حفتر قتل منها حوالي 15 ألف قتيل في تلك المعارك، وجدير بالذكر ان عدد القوات التي كانت تواجهها قوات خليفة حفتر كان لا يتعدى الــ 600 مسلح.

استطاع حفتر حسم مدينة بني غازي ليس فقط بالمعارك البرية التي كانت متواجدة على الأرض ولكن كان الحسم الفعلي هو عن طريق الضربات الجوية التي نفذها الطيران المصري بمشاركة الطيران الحربي الإماراتي والذي كان يتخذ من قاعدة سيدي براني الجوية المصرية المتواجدة في الاتجاه الاستراتيجي الغربي غرفة عمليات عسكرية لتنفيذ المهام الجوية على الأراضي الليبية.

وهنا يجب الإشارة الي نقطة هامة وهي:

في شهر إبريل من عام 2017م، أي قبل إعلان حفتر عن تحرير مدينة بني غازي بشهور قليلة نشر تقريراً مُدعّماً بصور تم التقاطها عن طريق الأقمار الصناعية تُظهر “عمليات توسعة” في قاعدة عسكرية قال إن السيسي بَنَاهَا على الحدود الليبية لدعم “حفتر”، وأنها ساعدت ما يعرف بـ الجيش الوطني الليبي” بقيادة “خليفة حفتر” على مواصلة طريقه في الحرب اللبيبة لتثبيت أقدامه.

هذه القاعدة الجوية قيل إنَّ مقرّها، في مصر، على بعد 45 كلم من الحدود مع ليبيا، وعلى بعد 45 كم في شمال واحة سيوة، ومساحتها 45 كيلو متر مربع، ومَحميّة بشكل جيد بحواجز محيطة بها.

ويمكن رؤية بعض التفاصيل مع صور القمر الصناعي، أبرزها أن البنَى التحتية “تستوعب الوحدات العسكرية المصرية أو القوات الأخرى”. وبجانب عمليات بناء طرق ومسارات، تُظهر الصور وجود ما لا يقل عن ثلاث طائرات بدون طيار بحسب صور أخذتها الأقمار الصناعية في 01 مارس 2017م، في حين أن لقطة أخرى يَرجع تاريخها إلى 23 فبراير 2017م، كانت لا تَظهَر فيها هذه الطائرات، ما طرح تساؤلاً حول ما إذا كانت تلك الطائرات بدون طيار قد استُخدمت في ضرب قوات “سرايا ليبيا” ودعم قوات “حفتر”.

ففي ذلك الوقت أعلن مجلس شورى ثوار بنغازي، أن “طائرة أجنبية” استهدفت مقاتليه في منطقة “قنفودة”، وأن طائرات من أنواع أخرى هليكوبتر كانت تُحلّق فوق منطقتي “الصابريو سوق الحوت” في “بنغازي”، لا يُعرَف لمن ترجع ملكيتها.

وقال مصدر يقاتل إلى جانب سرايا الدفاع عن بنغازي في “الجفرة”: إن طائرات مصرية – غير معروفة النوع – شاركت في الهجوم؛ لاستعادة مرافق النفط التي نفذتها قوات حفتر.

في تلك الأثناء، كان حفتر وقواته يعانون في مواجهة المسلحين المتواجدين في مدينة درنه الليبية التي كان يتواجد بها مجموعات من الفصائل العسكرية وعلى رأسهم مجلس شورى مجاهدي درنة المضادة لخليفة حفتر وشهدت مدينة درنه معارك شديدة في قوات حفتر والمسلحين المتواجدين في مدينة درنة.

فاستغل النظام المصري الحدث الذي وقع  يوم الجمعة الموافق 26 مايو 2017م، بعد مقتل مجموعة من الأقباط في محافظة المنيا أثناء توجههم الي دير الأنبا صاموئيل قيل إنه كان علي يد أفراد من تنظيم الدولة الإسلامية، فأعلن عبد الفتاح السيسي عن أن القوات المصرية قامت بتوجيه ضربة لأحد المعسكرات التي يتم فيها تدريب هذه العناصر  في درنة.

وقال إن مصر لن تتردد في توجيه ضربات ضد معسكرات الإرهاب في أي مكان، سواء في الداخل أو الخارج، وأضاف إنه يجب معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب وتقدم له المال والسلاح “من دون مجاملة أو مصالحة”.

بعد انتهاء السيسي من خطابه أعلن سلاح الجو المصري أنه شن غارات على ما أسماه “معسكرات إرهابية في ليبيا” من قبل طائرات من طراز الرافال الفرنسية، وأضاف أن الغارات دمرت المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة، وبثت وزارة الدفاع المصرية صورا لطائرات حربية وقت الإقلاع في إحدى القواعد الجوية قالت إنها وجهت ضربة إلى “معسكرات إرهابية” في ليبيا.

وفي نفس السياق، أعلنت القيادة العامة لميليشيات “حفتر” أن ضربات الجيش المصري في درنة كانت بالتنسيق مع سلاح الجو التابع لها بقيادة العميد صقر الجروشي.

فيما أكدت مصادر أن الغارات المكثفة التي شنها سلاح الجو المصري كانت بمشاركة سلاح الجو الليبي على مدينة درنة شرق ليبيا، كانت تمهد لعملية برية ليبية أوسع ضد الجماعات “الإرهابية”.

وفي المقابل، قالت مصادر عسكرية بمجلس شورى مجاهدي درنة شرقي ليبيا أن طائرات حربية قصفت منطقة الفتايح شرق درنة، واستنكر مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها قصف سلاح الجو المصري لمواقع آهلة بالسكان في مدينة درنة شرقي ليبيا، وأكد المجلس في بيانه أنه لا علاقة له بما حدث في مصر من اعتداءات على المدنيين العزل في المنيا.

يتبع في الجزء التالي

***

محمود جمال ـ باحث، ومدير وحدة الرصد والتوثيق، بالمعهد المصري للدراسات .السياسية والاستراتيجية

___________

مواد ذات علاقة