أمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت 20 يونيو/حزيران 2020، الجيش بالاستعداد لتنفيذ أي عملية داخل أو خارج البلاد لحماية أمنها القومي وسط توتر بشأن ما يحدث في ليبيا المجاورة.

حيث تساند تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بهاً دوليا في طرابلس. وبدعم تركي تمكنت حكومة الوفاق من صد هجوم استمر 14 شهراً نفذته قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر لانتزاع السيطرة على طرابلس. في حين تدعم روسيا والإمارات ومصر قوات حفتر بقيادة حفتر.

قاعدة جوية: قام السيسي السبت بجولة في قاعدة جوية قرب حدود مصر الغربية التي يبلغ طولها نحو 1200 كيلومتر مع ليبيا، وأظهر التلفزيون الرسمي لقطات للرئيس المصري وهو يشاهد مقاتلات وطائرات هليكوبتر وهي تقلع من القاعدة.

كما قال السيسي لعدد من الطيارين من القوات الجوية والقوات الخاصة في القاعدة: “كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا“.

أضاف: “الجيش المصري جيش قوي صحيح، ومن أقوى جيوش المنطقة صحيح، لكن هو جيش رشيد، جيش بيحمي مش بيهدد، جيش بيأمن مش بيعتدي، دي استراتيجيتنا ودي عقائدنا.. اللي مبتتغيرش“.

دعم ليبيا: فيما نقلت وسائل إعلام مصرية عن السيسي قوله إن مصر مستعدة لتقديم الدعم الليبيين لمجابهة التهديدات الخارجية في مواجهة قوى تحاول استعادة نفوذ مضى زمانه. وشدد على ضرورة حل الميليشيات المسلحة في ليبيا.

كذلك وجّه السيسي عدة رسائل لشيوخ القبائل الليبية، موضحاً أن مصر ليست لها مصلحة إلا أمن واستقرار ليبيا، ولن يدافع عن ليبيا إلا أهلها. وشدد على أن مصر مستعدة لمساندة أهل ليبيا في الدفاع عن الدولة الليبية واستقرارها.

تابع السيسي: “هاتوا من شباب القبائل عندكم وتحت إشرافكم ندرّبهم ونجهّزهم ونسلّحهم تحت إشرافكم، ونحن لا نريد سوى ليبيا التنمية والسلام والمستقرة، وانتبهوا إلى أن وجود الميليشيات في أي دولة، وهناك نماذج كثيرة لا تستقر معها الدولة لسنوات طويلة قادمة“.

أضاف: “عمرنا ما كنا غزاة أو معتدين على سيادة الدول، وليس لنا مصلحة سوى استقرار ليبيا“.

سرت والجفرة: كذلك قال السيسي إن تجاوز سرت والجفرة خط أحمر في ليبيا، وأوضح أنه إذا تحرك الشعب الليبي فذلك إشارة للعالم على أن مصر وليبيا بلد واحد ومصالح واحدة وأمن واحد واستقرار واحد.

كما قال إنه يجب خروج كافة القوى الدولية من الأزمة الليبية وبدء تسوية سياسية حقيقية، مشيراً إلى أن مصر لها الحق وفق الشرعية الدولية للتدخل في ليبيا لحماية حدودها.

لا خطوط حمراء داخل حدودنا

أول رد ليبي على تصريح السيسي الذي قال إن سرت الليبية خط أحمر جاء بعد

ساعات من عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية محمد عماري زايد قائلاً إنه لا خطوط حمراء داخل حدودنا وأراضينا، ونرفض أي محاولة لتقسيم الشعب والجغرافيا الليبية، ولنا كامل الحق في إنهاء التمرد على السلطة الشرعية

كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال في كلمة متلفزة عقب تفقده وحدات من القوات الجوية بمحافظة مطروح (غرب مصر)، المتاخمة للحدود مع ليبيا، السبت، مخاطباً قوات الجيش: “كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا سرت (شمال وسط ليبيا) والجفرة (جنوب شرق طرابلس) خط أحمر“.

وتعليقاً على تصريحات الرئيس المصري قال محمد عماري زايد عضو مجلس الرئاسية بالحكومة الليبية الشرعية: “نرفض بشدة ما جاء في كلمة السيسي، ونعتبره استمراراً في الحرب على الشعب الليبي والتدخل في شؤونه، وتهديداً خطيراً للأمن القومي الليبي ولشمال إفريقيا، وانتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية“.

زايد أشار إلى أن ليبيا دولة ذات سيادة لها حكومة شرعية هي حكومة الوفاق الوطني، ولن يكون لأي طرف أجنبي سلطة على شعبها ومواردها ومقدراتها، أو ينال من وحدتها واستقلالها“.

زايد لفت إلى أن علاقات ليبيا مع كل الدول تقوم على الندية والشراكة والاحترام المتبادل، ونحن من نحدد مصلحة ليبيا وشعبها السياسية والاقتصادية والأمنية، ونرفض رفضاً قاطعاً كل محاولات الوصاية“.

مساس بالسيادة: رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري قال أيضا انتقد تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حول الأزمة الليبية، واعتبرها مساسا بالسيادة وتدخلا سافرا في شؤون ليبيا‎‏“.

في السياق ذاته، قال عبدالرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، سابقاً، إن بسط سيطرة الدولة على كامل تراب الوطن وفي المقدمة سرت والجفرة وعودة كافة المنشآت النفطية إلى السلطة الشرعية، هدف لا تفاوض عليه ولا يخضع لإذن من أحد“.

السويحلي أضاف عبر صفحته على فيسبوك، أن أمن جيراننا القومي يتحقق فقط بالكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية“.

إعلان حرب: في وقت سابق السبت، اعتبر العميد عبدالهادي دراه، الناطق باسم غرفة عمليات سرت الجفرةالتابعة للجيش الليبي، تصريحات السيسي بمثابة إعلان واضح للحرب وتدخل سافرفي شؤون ليبيا.

لم يصدر تعقيب فوري من الحكومة الليبية على تصريحات السيسي، لكن مسؤولين فيها سبق أن انتقدوا الاصطفاف المصري إلى جانب ميليشيا الانقلابي خليفة حفتر، واستنكروا الدعم العسكري المتصاعد له من قبل القاهرة.

الحكومة الليبية نددت أكثر من مرة، بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان ميليشيا حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل/نيسان 2019.

رئيس العدالة والبناء” (أكبر حزب إسلامي بالبلاد) محمد صوان وصف تصريحات السيسي أنها تعدٍ وتدخل سافر، يجب الرد عليه وبشكل حاسم وعاجل من الجهات الرسمية“.

أضاف أن الاتفاق السياسي الذي يمثل الأساس الدستوري وينظم العملية السياسية بليبيا، يجعل من المجلس الرئاسي الممثل الشرعي الوحيد للبلاد، ويحدد مهام الأجسام الأخرى وتستمد منه شرعيتها، وهذه بديهيات لا أعتقد أنها غابت عن السيسي الذي يبدو أنه يسعى لصرف الرأي العام عن مشاكله الداخلية بالتدخل في الأزمة الليبية“.

المتحدث باسم الجيش الليبي محمد قنونو قال في تغريدة عبر تويتر، من يرى ليبيا تهديداً لبلاده عليه أن يمسك لسانه وسلاحه ومرتزقته عنها.

لم يصدر تعقيب فوري من الحكومة الليبية على تصريحات السيسي، لكن مسؤولين فيها سبق أن انتقدوا الاصطفاف المصري إلى جانب ميليشيا الانقلابي خليفة حفتر، واستنكروا الدعم العسكري المتصاعد له من قبل القاهرة.

الحكومة الليبية كانت نددت أكثر من مرة، بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان ميليشيا حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل/نيسان 2019.

مؤخراً، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.

السعودية والإمارات تؤيدان تهديد السيسي

أعربت السعودية والإمارات، السبت 20 يونيو/حزيران 2020، عن تأييدهما لخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي حول ليبيا وتهديده بأن مدينة سرت الليبية خط أحمر.

الرياض قالت في بيان نشرته الوكالة السعودية الرسمية، إن السعودية تقف إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها، وتعبر المملكة عن تأييدهالما صرح به السيسي بشأن حق مصر في حماية حدودها الغربيةمع ليبيا.

 السعودية دعت المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والاستجابة لدعوات السيسي للتوصل إلى حل شامل يؤكد سلامة وأمن الأراضي الليبية“.

الإمارات أيضاً أعربت عن تأييدها لما ورد في خطاب السيسي بخصوص ليبيا. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان، أن دولة الإمارات تقف إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة في ليبيا“.

كما أشادت أبوظبي بما اعتبرته حرص القاهرة على حقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي، وتهيئة الظروف العاجلة لوقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات العملية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة“.

ووفق البيان، أكدت مجدداً موقف دولة الإمارات الداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا والالتزام بالعملية السياسية“.

كان الرئيس السيسي قال في كلمة متلفزة عقب تفقده وحدات من القوات الجوية بمحافظة مطروح (غرب)، المتاخمة للحدود مع ليبيا، السبت مخاطباً قوات الجيش: “كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا، تجاوز (مدينتي) سرت (شمال وسط ليبيا) والجفرة (جنوب شرق طرابلس) خط أحمر“.

واعتبر أن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية (في ليبيا) باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء بحق الدفاع عن النفس، أو بناءً على طلب السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب (طبرق)”.

 الأمم المتحدة تعتبر الحكومة الليبية برئاسة فائز السراج، السلطة الشرعية المعترف بها دولياً.

_____________

مواد ذات علاقة