تأكد فشل الحوار الليبي، الذي كانت ترعاه الأمم المتحدة في جنيف، في التوصل إلى اتفاق على قاعدة دستورية، لإجراء الانتخابات في 24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل كما كان مأمولا.

جاء التأكيد على فشل الحوار،على لسان ريزيدون زينينغا، منسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الذي قال إن المحادثات التي ترعاها المنظمة الدولية، والتي كانت تهدف إلى التمهيد لإجراء انتخابات في ليبيا أواخر ديسمبر، فشلت في التوصل إلى اتفاق.

ردود فعل غاضبة

وبعد أن تأكد فشل الحوار الليبي في جنيف، توالت ردود فعل غاضبة من قبل عدة أطراف سياسية، في وقت يخشى فيه الليبيون، من أن يؤدي إنهيار العملية السياسية، إلى عودة الحرب والفوضى للبلاد.

نسب خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى الليبي، فشل الحوار في الوصول إلى قاعدة دستورية للانتخابات، إلى أطراف قال إنها تريد الحكم بالقوة، ومحاولتها فرض انتخابات دون شروط محددة للترشح.

من جانبه دعا رئيس الحكومة الليبية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، كافة الأطراف الوطنية إلى تغليب المصلحة العامة، والتوافق حول صيغة لإجراء الانتخابات في موعدها، وكتب الدبيبة في تغريدة له على تويترنحث كافة الأطراف الوطنية، والبعثة الأممية للاضطلاع بمسؤولياتها، وتغليب المصلحة العامة، والتوافق حول صيغة كفيلة بإجراء الانتخابات في موعدها، وتمكين الشعب الليبي من ممارسة حقه في الانتخاب“.

من جانبه اتهم المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، السبت 3 تموز/يوليو، بعض أعضاء الحوار الليبي في جنيف، بمحاولة عرقلة إجراء الانتخابات في البلاد في ديسمبر المقبل.

وقال نورلاند في بيان نشرته السفارة الأمريكية لدى ليبيا لقد تابعنا عن كثب اجتماعات الملتقى في جنيف هذا الأسبوع، بما في ذلك العديد من الأعضاء الذين يبدو أنهم يحاولون إدخال حبوب سامةتضمن عدم إجراء الانتخابات إما عن طريق إطالة العملية الدستورية أو من خلال خلق شروط جديدة يجب تلبيتها لإجراء الانتخابات“.

الخلاف حول ترشح حفتر

كانت التقارير، التي واكبت الخلافات بين الحاضرين للحوار الليبي في جنيف، قد أشارت إلى أن الخلافات تصاعدت، الجمعة 2 تموز/يوليو، بشأن المقترحات التي تتعلق بشروط الترشح لرئاسة الدولة، وهو ما دفع المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، إلى تمديد جلسات الحوار يوما إضافيا غير أن الخلافات استمرت على حالها، دون التوصل إلى اتفاق.

وأشارت التقارير إلى أن الخلافات تصاعدت، فور تقديم مقترح من مجموعة من الأعضاء، يطالب بعدم وضع شروط على المترشحين للرئاسة، خاصة ما يخص ازدواج الجنسية أو الرتبة العسكرية.

ذلك المقترح اعتبره أعضاء آخرون محاولة لتفصيل القاعدة الدستورية، على اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، لتسمح له بالترشح للانتخابات، وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الليبي، قد دعا في وقت سابق اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إلى نزع الزي العسكري والتخلي عن الجنسية الأجنبية، وتسوية وضعه القانوني مع جرائم الحرب، على حد قوله.

وبدا أن هذه المقترحات، المتعلقة بشروط الترشح للانتخابات الرئاسية، كانت بمثابة القشّة، التي قصمت ظهر البعير، إذ أن الحاضرين للحوار كانوا مختلفين قبل تلك المقترحات، بشأن جوانب آخرى.

منهم من يريد الاستفتاء على الدستور الحالي أولا ثم الانتخابات، ومنهم من يريد تعديل الدستور الحالي أولا ثم الاستفتاء عليه ثم الانتخابات، وطرف ثالث يريد الانتخابات أولا ثم الدستور بعدها.

الليبيون في ترقب

يبدو الليبيون في حالة من الترقب، في ظل الأنباء عن فشل الحوار، في وقت مايزال شبح الفوضى، ماثلا في أذهانهم، منذ الانتفاضة التي أطاحت بحكم القذافي عام 2011، ودعمها حلف شمال الأطلسي، في وقت تعوّل فيه القوى الدولية كثيرا، على إجراء الانتخابات في موعدها منه أجل إعادة الاستقرار للبلاد.

انقسم الليبيون بين متفائل ومتشائم بالمستقبل، إذ يرى المتفائلون أنه مايزال هناك المزيد من الوقت، أمام الأطراف السياسية، لإيجاد قاعدة دستورية تمكن من إجراء الانتخابات في موعدها، وأنه بالامكان عقد مزيد من الجولات للتفاوض، وتقريب وجهات النظر.

في حين يرى المتشائمون أن الوقت لم يعد في صالح الليبيين، وأن إجراء الانتخابات في موعدها يبدو مستبعدا جدا، وهم يرون أن هناك قوى خارجية كما يسمونها، ترتبط مصالحها باستمرار الوضع في ليبيا على حاله، وأن هذه القوى لا ترغب لليبيا في إجراء الانتخابات، أو النهوض من كبوتها.

وهنا نطرح حزمة من الاسئلة المهمة:

من المسؤول عن فشل الحوار الليبي الأخير في جنيف؟

هل حقا أن الحوار شهد محاولة لتفصيل شروط الترشح لرئاسة ليبيا على مقاس خليفة حفتر؟

هل سيقبل الليبيون بترشح حفتر للانتخابات الرئاسية إن أجريت تلك الانتخابات؟

ماهي مشاعر الليبيين تجاه التطور الأخير وهل يخشون من عودة الصراع من جديد إلى ليبيا؟

هل من الممكن تسوية الخلافات القائمة وإجراء الانتخابات في موعدها في كانون الأول/ديسمبر المقبل؟

وفي حالة عدم التوصل إلى تسوية ما هي طبيعة المرحلة القادمة؟

____________

مواد ذات علاقة