هل أرسل حفتر دعما عسكريا إلى حميدتي؟

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلا منسوبا لرئيس المخابرات السودانية السابق صلاح الدين قوش، اتهم فيه الإمارات بالوقوف وراء ما يجري في السودان، عبر إقامة مطبخ للسياسة السودانية في أبو ظبي، والقيام بعملية تغيير تستهدف الجيش، وإحلال بدلا منه قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي“.

وفي التسجيل الصوتي المزعوم، الذي لم يتسن لـعربي21″ التأكد من صحته، والذي قالت مصادر إعلامية، إنه للفريق كمال عبد المعروف، إن عملية التغيير الأولى في السودان، بدأت بواسطة تآمر ماسوني، من داخل النظام، ومن دول بعيرية في الخليج رعت التغيير، ودول أجنبية، استعانت ببعض الهائمين على وجوههم في أوروبا، ويدعون أنهم نشطاء لكنهم تجار سياسة“.

وأضاف: “بعد إعلانهم برنامجا للتغيير، وأصبح الأمر عصيا عليهم، انتقلت المعركة إلى التخطيط عبر عاهات دعاة الحرية والتغيير واليسار والكرازايات، ولكنهم وصلوا إلى نقطة لا يحققون فيها طموحهم، لذلك انتقلوا إلى مرحلة التغيير بالقوة، ووضعوا برنامجا وروجوا له في الميديا، وحاولوا استغلال حركات التمرد“.

وتابع: “إلى أن وصل الأمر إلى التغيير على الطريقة الدقلاوية (دقلو حميدتي يقصد) وحدث انقلاب 360 درجة عن مواقفه السياسية المنشورة، وقالوا ليتم هذا السيناريو في مطبخ السياسة السودانية في أبو ظبي وهرع حميدتي للقاء ابن زايد“.

وقال إن هذا المطبخ التقى فيه ابن زايد، مع حميدتي وحمدوك وبعض رجال المال الماسونيين، وكلهم أجمعوا على لزوم التغيير بالقوة، في أن يضرب الجيش ويتم الإعلان عن حكومة تعترف بها الدول الراعية لهذا التغيير، مع بعض المؤسسات والمنظمات الدولية، ويضرب التيار الإسلامي والعسكري في الوطن ضربة قاصمة، وأعدوا لذلك العدة ومتحدثين.

وأوضح أنه حين بدأ هذا البرنامج، والذي جرى ترتيبه للأهبل حميدتي، الذي لا يفهم بالسياسة ولا عن السودان، وفرضوا أن يكون بالقرب منه ياسر عرمان، وكانت هناك اتصالات مكوكية، بين الغرفة وبين أشخاص في جروبات يتحدثون بالإنجليزية، لكن الجيش والحركات الإسلامية كانت ترصد كل هذه التفاصيل بدقة، وكان البرنامج يتحدث عن السيطرة التامة على المطارات والقيادة العامة، والقصر الجمهوري، والإذاعة والتلفزيون، ثم إعلان سيطرة الدعم السريع“.

وأضاف: “بعد ذلك، استلام المقرات وإعلان حكومة، ثم الزج بقادة الجيش في السجن، واحتلال القيادة وتنزيل التعليمات للقوات العسكرية، والوحدات في السودان، من أجل الخضوع لها وهذا كان المخطط“.

وكشف عن أن قوات حميدتي، كانت تعتقد أن كل الطيران السوداني، موجود في مطار مروي، لكن فوجئوا بالواقع، وأن الدعم اللوجستي والشعبي كان ضعيفا، وبعدما انكشف الوضع اتخذ الجيش الإجراءات الكاملة وحمدوك ما ساكت وقاعد في أبو ظبي“.

وقال ، إن هناك حالة امتعاض من العملية، ولجأ مطبخ السياسة العملية في أبو ظبي، إلى الاستعانة بعمل خارجي، وبدأت الترتيبات بأن تقوم قوات من ليبيا عبر طيران حفتر، بضرب أهداف حيوية في العاصمة، مع تحرك كم هائل من السيارات المدججة بالسلاح عبر الصحراء.

وأشار إلى أنهم جهزوا لهذا السيناريو، لكن الأتراك داسوا الزر الأحمر، وفي حال تحركت أي قوة، نحو السودان من ليبيا ستضرب فورا، فحصلت جلبة شديدة في حدود السودان، مع قوات حفتر، ومع بعض الليبيين الوطنيين الذين لا يقبلون التدخل في الشأن السوداني، فتوقف هذا السيناريو.

وتابع: “لذلك القوات السودانية حذرة من الحدود الغربية، ونصبت صواريخ وطائرات، لمسح أي عمل يقوم من تلك الجهة، لهذا لجأوا إلى سيناريو ثالث وهو التهدئة والحوار ووقف إطلاق النار ما أدراك ما وقف إطلاق النار، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وطلع حمدوك لايف، على أساس أن هذا أمر السودان، فلماذا كنتم تحيكون المؤامرات وتريدون الضرب بالطيران الحفتري والقوة القادمة من ليبيا، التي لا تعرف شوارع الخرطوم“.

وأضاف: “انت بتتكلم عن سلامة المواطنين يا حمدوك من اللايف بتاعك وأنت تجلس في مطبخ العمالة السوداني في أبو ظبي، أنت ورجال المال اللي معك، من الخونة وتجار الدولار والريال“.
وهدد بنشر كافة محاضر اللقاءات التي جرت في أبو ظبي لاستهداف الجيش، وطالب في المقابل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بتجريم كافة العملاء الذين يعملون ضد الجيش، خارجيا ولا بد من الحسم بصورة تامة، وعدم السماح بأي تدخل خارجي“.

وتابع: “يا برهان المؤامرة كبيرة، وآمل أن يكون الأتراك رفدوكم بالمعلومات، ولا بد من تأمين الحدود الغربية والشمالية بقوة، وحسم العملاء الذين يجمعون المعلومات حتى عن قواتهم وتسلحيهم حول القيادة العامة، واضربوا بيد من حديد واقبضوا عليهم وانصبوا المشانق قبل أن تحسمهم الجماهير وفي حال انقضوا على جيش السودان، انتهى السودان، ولا تفاوض معهم ولا شراكة، ويجب إعلان حالة الطوارئ فورا، واعتقال من تحدث فورا، وهذه المهمة الأمن قادر عليها“.

وكانت صحيفة تلغرافالبريطانية، قالت إن الأسلحة الإماراتية التي عثر عليها بحوزة قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو حميدتي، تشير إلى تورط أبو ظبي في الصراع بالسودان مع القوات المسلحة.

وذكرت الصحيفة أن القذائف الحرارية التي عثر عليها الجيش السوداني بحوزة قوات الدعم السريع، صنعت في صربيا عام 2020، وسلمت لاحقًا إلى الإمارات.

وذكرت الصحيفة أن الفيديو تسبب في إحراج محتمل للإمارات، في الوقت الذي تسعى فيه للتوسط إلى جانب مصر لوقف إطلاق النار بين القوات السودانية المتناحرة“.

ونقلت التلغرافعن كاميرون هدسون، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والخبير في شؤون السودان، تأكيد واشنطن أن الإمارات شريك في السعي لتحقيق السلام في السودان كجزء من الرباعية يجب أن يُنظر إليه بشكل متزايد بتشكك“. والمجموعة الرباعية تضم: بريطانيا، والسعودية، والإمارات.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرثيس، إنه وسط أعمال العنف المتصاعدة، يبدو أن هناك آفاقًا ضئيلة لمحادثات السلام.

************

حفتر يرسل دعما عسكريا إلى حميدتي انطلاقا من الجنوب

حسين مصطفى

يجري اللواء المتقاعد خليفة حفتر استعدادات لإرسال مزيد من الدعم العسكري لحليفه في السودان، محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، وذلك في أعقاب الكشف عن شحنة من الذخيرة وصلت إلى السودان الإثنين الماضي.

وكشف مصدر عسكري لـعربي21″ عن تحركات تجريها كتيبة مقاتلة تابعة لحفتر وتتمركز قرب الحدود الليبية السودانية، بهدف تقديم دعم لوجستي لقوات حميدتي، على صعيد الأسلحة والذخائر والعناصر المقاتلة.

ولفت المصدر الذي فضل عدم كشف هويته إلى أن الكتيبة 128 التي يقودها العقيد في قوات حفتر، حسن معتوق الزادمة وتتمركز في الجنوب قرب الحدود مع السودان، أعلنت حالة الطوارئ في صفوف قواتها وألغت الإجازات حتى إشعار آخر، على ضوء تطورات الحرب في السودان بين قوات حميدتي والجيش السوداني.

ويعتقد المصدر أن الكتيبة 128 أُسند إليها عمليات تأمين نقل الأسلحة والذخائر والعناصر كونها على معرفة تامة بالمنطقة الحدودية بين ليبيا والسودان، بل وتسيطر عليها بالكامل، فضلا عن خضوع مطار الكفرة (جنوب) لسيطرتها.

وذكر أن الزادمة تربطه علاقة قوية بالمليشيات في السودان وتشاد وهو متورط في جلب المرتزقة من هاتين الدولتين للقتال إلى جانب قوات حفتر، إبان الهجوم الفاشل الذي شنه الأخير على طرابلس، في نيسان/ أبريل 2019. وفق تقرير سابق صادر عن خبراء في الأمم المتحدة.

وحول طبيعة الدعم الذي يمكن أن تقدمه قوات حفتر قال المصدر، إن حميدتي يحتاج إلى كميات من الذخائر للأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وهي الأكثر استخداما في المعارك، إضافة إلى أسلحة نوعية أخرى تستخدم في حرب المدن، كمضادات الدروع، مشددا على أن حفتر قد يدعم حميدتي بهذه الأسلحة عبر طرف ثالث (لم يسمه)، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الدعم قد يشمل عناصر مدربة خاصة في قتال الشوارع، لكنه استبعد أن تكون هذه العناصر ليبية، مرجحا أن يتم الدفع بعناصر من المعارضة التشادية والسودانية، والتي تتمركز في الجنوب الليبي بمعرفة قوات حفتر.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنالنقلت عن مصادر مطلعة قولها، إن حفتر المدعوم روسيا وإماراتيا، أرسل شحنة ذخيرة، يوم الاثنين الماضي من ليبيا إلى السودان، لتعزيز إمدادات الجنرال حميدتي، وقال الجيش السوداني إن حميدتي يحشد قوة كبيرة في قاعدة جوية شمالية، لتأمين هبوط طائرة مساعدات عسكرية كبيرة من جهات إقليمية.

ولفتت الصحيفة إلى أن حميدتي سبق له مساعدة حفتر، في عمليته الفاشلة من أجل الاستيلاء على العاصمة الليبية عام 2019.

ومعلقا على ما كشفه المصدر، رجح الخبير العسكري، عادل عبد الكافي أن تنطلق الإمدادات العسكرية جويا من مطار الكفرة، كونه يقع تحت قبضة ميليشيات خليفة حفتر وعلى رأسهم حسن الزادمة، ويمكن أن تنطلق منه طائرات الشحن والإمدادات، أو بريا عبر الحدود البرية الطويلة.
ولفت عبد الكافي في حديث خاص لـعربي21″ إلى أن فرضية دعم حميدتي عن طريق حفتر من قبل الإمارات ستكون عبر الحدود المشتركة ما بين ليبيا والسودان نظرا لأنها تحت سيطرة قوات خليفة حفتر، خاصة الكتيبة 128 وبعض المليشيات الأخرى والتي تسيطر جميعها على مساحات واسعة من الجنوب“.

ولا يستثني الخبير العسكري دعم حميدتيقوات الفاغنر المتواجدين على الأراضي الليبية وفي منطقة دارفور، وذلك بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين حميدتي وخليفة حفتر ومرتزقة الفاغنر، والأخيرة لديها أسلحة وخبرات تمكنها من تقديم الدعم المطلوب، ناهيك على أنهم بالأساس لهم تواجد في منطقة دارفور“.

تحذير من تداعيات على ليبيا

وأكد عبد الكافي أن حالة السيولة الأمنية للحدود الجنوبية الليبية مع تشاد والسودان والتي أصبحت معبرا للأسلحة والمرتزقة من وإلى الأراضي الليبية تشكل خطورة كبيرة جدا على أمن واستقرار ليبيا وعلى دول الجوار أيضا، محذرا من تداعيات الحرب في السودان على الوضع الهش في ليبيا، خاصة حال استمرار تدفق مزيد من المرتزقة السودانيين والأسلحة من وإلى الأراضي الليبية

وشدد على أن هذا السيناريو حدث بالفعل، عندما انطلقت عمليات عسكرية لمرتزقة تشاديين مدعومين من مرتزقة الفاغنر من الأراضي الليبية باتجاه تشاد ووصولهم إلى أنجمينا، وقتلهم الرئيس إدريس ديبي عام 2021 وقد يحدث هذا السيناريو مجددا في السودان.

ودخلت المعارك في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع يومها السادس وقد أوقعت إلى الآن أكثر من 270 قتيلا في صفوف المدنيين ودفعت آلاف السكان إلى الفرار من العاصمة السودانية هربا من المعارك.

وتشهد الخرطوم اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
________________

مواد ذات علاقة