قالت الخارجية الأمريكية إنه لا ينبغي لحفتر أن يعتمد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنشاء فيلق عسكري روسي في إفريقيا.

وأضافت الخارجية على لسان متحدثها نيد برايس أن مرتزقة شركة فاغنر شبه العسكرية الروسية يمثلون عنصراً ضاراً في ليبيا، فهم ينهبون البلدان التي يوجدون فيها، ويعرضون الأمن العام للخطر ويتسببون في عدم احترام حقوق الإنسان.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن مجموعة فاغنر زعزعت استقرار ليبيا، واستخدمتها كمنصة لتنظيم أنشطتها في المنطقة، مشيراً إلى أن المرتزقة الروس قاموا في العام 2020 بزرع مئات الألغام أثناء الانسحاب من طرابلس أدت إلى مقتل أكثر من 300 شخص.

وتابع أن فاغنر أعاقت كذلك العملية الانتخابية العام 2021، وليس لديها مصلحة في التوصل إلى حل سياسي للصراع الليبي، مضيفاً أنه يجب على المرتزقة الروس مغادرة البلاد فوراً واحترام إرادة الشعب الليبي، كما يجب على جميع القوات الأجنبية الأخرى النشطة في البلاد.

وأوضح المتحدث أن سلطات موسكو تعمل مع ليبيا على إنشاء فيلق عسكري روسي في إفريقيا، وذلك بعد زيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك إيفكوروف إلى ليبيا بدعوة من خليفة حفتر.

وسيتعين على الفيلق الإفريقي الروسي وفقاً للخارجية الأمريكية إجراء عمليات عسكرية واسعة النطاق في القارة لمواجهة النفوذ الغربي، معتبرة أن مجموعة فاغنر زعزعت استقرار ليبيا واستخدمتها كمنصة لتنظيم أنشطتها في المنطقة.

وأوضحت الخارجية أن هدف الولايات المتحدة في ليبيا هو تحقيق دولة ذات سيادة ومستقرة وموحدة وآمنة يمكنها التحكم في شؤونها الخاصة والتي تتمثل في الانتخابات الحرة والشفافة السبيل الوحيد لإنشاء حكومة وطنية قادرة على ضمان الأمن.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ذكرت وكالة نوفا الإيطالية أن السلطات الروسية تتعاون مع جهات في ليبيا لإنشاء فيلق عسكري روسي في إفريقيا.

وبحسب الوكالة، فإن هذا التعاون يأتي في أعقاب زيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك إيفكوروف، إلى ليبيا بدعوة من مجرم الحرب خليفة حفتر.

وتتمثل مهمة إيفكوروف في التنفيذ العملي للاتفاقيات الروسية الليبية التي تم التوصل إليها في إطار مؤتمر موسكو الدولي الحادي عشر للأمن والمنتدى العسكري التقني الذي انعقد شهر آب/ أغسطس في روسيا.

ونقلت الوكالة الإيطالية عن وسائل إعلام روسية أنّ الفيلق العسكري الروسي في إفريقيا سيسعى إلى مواجهة النفوذ الغربي في القارة السمراء.

وسيتعيّن على الفيلق المزمع إجراء عمليات عسكرية واسعة النطاق في إفريقيا لدعم البلدان التي تسعى إلى تحرير نفسها من التبعية الاستعمارية الجديدة، وتطهير الوجود الغربي وتحقيق السيادة الكاملة، وفق ما نقلته وكالة نوفا.

وفي أحدث نشرة صادرة عنه تداول معهد دراسة الحرب الأمريكي معلومات حول موقف جديد من طرف الجيش الروسي تجاه ليبيا لتعميق جهود استيعاب عمليات مجموعة فاغنر السابقة في إفريقيا من خلال إطلاق وحدة الفيلق الإفريقي الخاصة به، حيث تتطلع موسكو إلى ترسيخ نفوذها في القارة وسط منافسة مع الولايات المتحدة وحلفائها.

المعهد الأمريكي قال في نشرة أصدرها في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إن وزارة الدفاع الروسية بدأت التجنيد العام للفيلق الإفريقي بهدف دمج عمليات مجموعة فاغنر في إفريقيا بعد محاولات فاشلة مزعومة لوزارة الدفاع لتجنيد أفراد سابقين في فاغنر بشكل مباشر.

ونشر أحد المدونين الروس إعلاناً عن خدمة التعاقد في الفيلق الإفريقي الروسي في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث ادعى أن وزارة الدفاع الروسية قررت تشكيل الفيلق الإفريقي الروسي في ليبيا بعد أن التقى نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، في إشارة على الأرجح إلى اجتماعهما في 22 آب/ أغسطس الماضي.

وزعم المدون أن تشكيل الفيلق الإفريقي الروسي في ليبيا هو جزء من اتفاقات روسية–ليبية أوسع جرى التوصل إليها في مؤتمر موسكو للأمن الدولي ومنتدى الجيش 2023. ويزعم المدون أن الراتب المبدئي لأفراد الفيلق الإفريقي هو 280 ألف روبل شهرياً (حوالي 3160 دولاراً)، وهو أعلى بكثير من الرواتب التي أفادت التقارير أن وزارة الدفاع الروسية قدمتها لمقاتلي فاغنر السابقين وأن المجموعة عرضت مجندين لعملياتها في إفريقيا في العام 2023.

ولاحظ معهد دراسة الحرب ادعاء مصدر روسي من الداخل بأن وزارة الدفاع الروسية حاولت دون جدوى تجنيد موظفين سابقين في مجموعة فاغنر لعمليات وزارة الدفاع الروسية في إفريقيا.

ويعتقد المصدر أن الحاجة إلى الإعلان علناً عن التجنيد في الفيلق الإفريقي الروسي يدعم ادعاء المصدر الداخلي بأن محاولة وزارة الدفاع تجنيد أفراد فاغنر السابقين بشكل مباشر للعمليات في إفريقيا كانت غير ناجحة إلى حد كبير.

وحسب مجلة نيوز ويك الأمريكية في عددها الصادر الثلاثاء، فإن وزارة الدفاع الروسية تسعى إلى السيطرة على عمليات فاغنر المربحة في إفريقيا في دول من بينها ليبيا والسودان ومالي منذ وفاة ممول المجموعة السابق يفغيني بريغوجين آب/ أغسطس الماضي. وقالت نيوزويك إنها اتصلت بوزارة الدفاع الروسية عبر البريد الإلكتروني لطلب التعليق ولم ترد.

_______________

مواد ذات علاقة