الحبيب الأسود

مطالب للدبيبة بتوجيه الإنفاق نحو المتضررين في مدينتي درنة وزليتن.

يحيي الليبيون الذكرى الثالثة عشرة لثورة 17 فبراير 2011 التي انتهت بالإطاحة بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي بعد تدخل عسكري من قبل تحالف دولي تحت لواء حلف  “الناتو “، وسط تطلعات لإنهاء حالة الانقسام السياسي بين حكومتي الشرق والغرب، واستكمال مسار المصالحة الوطنية الشاملة بإجراء الإنتخابات.

 تستعد ليبيا للاحتفال بالذكرى الثالثة عشرة لثورة 17 فبراير ، فيما وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الأربعاء، اعتذارا لليبيين لتأخر صرف رواتب شهر يناير الماضي

وقال في منشور عبر حسابه على “فيسبوك”: ”أحرص دائما على ألا تتأخر الرواتب عن موعدها لكل الليبيين دون استثناء”، وأضاف: “لقد قطعت وعدا منذ توليت هذه المسؤولية بألا يعاني الناس مجددا أي تأخير في هذا الملف”، مردفا: ”بل إنني سعيت وأسعى لرفع هذه المرتبات وزيادتها وجعلها عادلة وملائمة لتحديات الحياة والتزاماتها التي نعلم أنها تزداد يوما بعد يوم”.

وتابع رئيس الحكومة: ”إن كانت أسباب التأخير خارجة عن إرادتنا، لكنني أجد نفسي اليوم ملزما بالاعتذار لشعبي عن أي تأخير، وأؤكد لهم أن السبب الرئيسي والوحيد لذلك هو المعاناة التي نلقاها بسبب عدم اعتماد قانون الميزانية في كل عام”، لافتا إلى أن “هذا الأمر هو الذي يعطل إجراءات الصرف في بداية كل سنة جديدة، وبحول الله لن يتكرر ذلك”، وفق قوله.

 محمود المصراتي: كيف نحتفل وهناك ليبيون جوعى ويقفون أمام المصارف

وتشهد العاصمة الليبية طرابلس، انتشارا أمنيا واسعا لتأمين الاحتفالات، التي ستنطلق على نطاق واسع اليوم الخميس، بإغلاق ميدان الشهداء وسط العاصمة بشكل كامل.

وفي الأثناء، طلبت كتلة التوافق الوطني بمجلس الدولة من الدبيبة، الكف عن إنفاق الأموال على فعاليات الاحتفالات بذكرى ثورة 17 فبراير، بشكل يجعل منها معرضًا فلكلوريا لا حراكا شعبيا وسياسيا نبيلًا، ودعته إلى توجيه الإنفاق نحو تحسين أحوال المواطنين المتضررين من فيضانات مدينة درنة، والمتضررين من أزمة المياه الجوفية بمدينة زليتن.

وشددت كتلة التوافق الوطني على ضرورة توفير الخدمات الأساسية الصحية والتعليمية في مدن الجنوب، وغيرها التي مثل فقدانها محركا من محركات الثورة، وقالت في بيان: “نذكر بأن الطريقة الأكثر تحضرا للاحتفاء بالثورة. هي تحقيق أهدافها من حرية وكرامة وعدل وصون لمصالح الشعب”.

كما دعت رئيس الحكومة إلى السير على طريق القطع مع الفساد بكل أشكاله، وإلى استعادة الدولة وقرارها السيادي ووحدتها الوطنية باعتبارها السقف الوطني الذي يحمي الليبيين جميعًا، وأشارت إلى أن الإنفاق الضخم على الاحتفالات بذكرى فبراير تكرر في الأعوام الماضية بشكل بلغ حد الإهدار، وعدم مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المواطن من شح للسيولة وتضخم للأسعار.

وتحيي ليبيا الذكرى 13 لانطلاق الأحداث الدموية التي انتهت بالإطاحة بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي بعد تدخل عسكري من قبل تحالف دولي تحت لواء حلف  “الناتو “، فيما لا تزال البلاد تعيش حالة من الانقسام السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وتعاني من انتشار الفقر واتساع الفساد وتشعب التجاذبات الخارجية على تحقيق مواطن نفوذ في البلد الثري بشمال أفريقيا.

ولا تزال البلاد تعرف تناقضات حادة في تقييم أحداث فبراير 2011 بين داعمين ومعارضين، فقد اعتبر سامي الساعدي، القيادي الإخواني وعضو دار الإفتاء في طرابلس، أن الاحتفال بفبراير كذكرى لنعمة من نعم الله على ليبيا، بحسب وصفه، وقال في تصريحات تليفزيونية: “الاحتفال بفبراير نعتبره ذكرى لنعمة من نعم الله على ليبيا؛ بالتحرر من الظلم والبغي”. بينما رأى الكاتب الصحفي محمود المصراتي أن “أي ليبي سيحتفل بذكرى 17 فبراير، يجب أن يعيد النظر في جنسيته ونخوته” متسائلا: “كيف نحتفل وهناك ليبيون جوعى ويقفون بالطوابير أمام المصارف، ومرضى السرطان يموتون في المستشفيات بمصر وتونس، ولم يدفع لهم أحد تكاليف علاجهم؟”.

وفيما تشهد العاصمة طرابلس احتفالات كبرى بالذكرى نتيجة قوة تأثير تيار فبراير، لا يلاحظ أي اهتمام بالمناسبة في المنطقة الشرقية التي شهدت بدايات الحراك المناهض لنظام القذافي في العام 2011، والتي عرفت خلال السنوات الماضية بتبجيل ذكرى الكرامة التي انطلقت فيها عملية إعادة بناء الجيش وقيادة معركته ضد الجماعات التكفيرية في مايو 2014 بقيادة الجنرال خليفة حفتر.

ويرى المراقبون، أن أهم ما يثير انتباه الليبيين بالتزامن مع ذكرى فبراير، هو فشل العملية السياسية وعجز الليبيين بعد 13 عاما من ثورتهم عن حلحلة أزماتهم وتجاوز حالة الانقسام والانطلاق في تمريس عملية البناء الديمقراطي وفق انتخابات حرة ونزيهة، ويضيفون أن الأزمة تتجه نحو المزيد من التفاقم بسبب التمسك بالحكم والامتيازات من قبل الأطراف السياسية المتمكنة من مقاليد السلطة سواء في غرب البلاد أو في شرقها.

______________

مواد ذات علاقة