بقلم د. محمد محمد المفتي

الدكتور محمد المفتي

بالصدفة أدخل قائد سيارة الأجرة شريطا، فكانت ليبيا يا نغـمـا في خـاطري”. أعادني الصوت المشوب بالألم، إلى ما قبل نصف قرن أو أكـثــر. فـبـعـد عقد من الأناشيد المصرية الحماسية، اشـتعل وعينا على أنـغـام أول عمل فني يتغنى بليبـــيا.

على أفق من التفاؤل والأمل.. “ليبيا يا نـغـما في خـاطريهي إحدى قصائد الشـاعر الرومانسي المرحوم علي صدقي عبد القادر، التي تغنى بها الفنان عبد الوهاب محمد (نـجـم) وبـهـا احـتـفى أبنـاء جيلي، كإشــارة نـحـو مـســتـقبل زاهـر، داعب خـيال الليـبــيين مع انـبـــلاج حـقـبة الـنـفــط.

ثم كانت هزيمة 1967، وما تلاها من موجـة الغضب القومي العروبي الذي وظـفـه نظام القذافي، لتبرير حقبة من التخبط التنموي والسياسي.

فماذا تبقى من ليبيا يا ترى، بعد خمس سنوات من الاقـتــتــال والفوضى الذي تلا ثورة فبراير؟ وكـمـحــاولة للإجــابة ولتـوثــيق ما يدور بأذهــان الناس، كان هـذا المـقــال وهـو أيضــا اســتـجابة لكثير من الأصـدقاء الذين طالبوني برسم صورة مباشـرة وموضوعية للحـيــاة في بنـغـازي في هـذه الأيـام.

نـحــو بـنـــغـــازي

أكثر من غيرها من مـدن ليبيا، عاشت بنغازي شـهورًا طويلـة ومظـلمـة من الرعب .. فـقـد أوقـفـت الاغتيالات والمفخخات اليومية الحياة وشلت الإدارات وشردت آلاف الأسـر. وهكذا عاش أهل بنـغـازي حـقـبة أقرب إلى حياة العصور الوسطى.

وتحت تلك الضغوط المهولة تشكل الجيش الوطني لينتشل المديـنـة من لجـة الخوف والفقر والفاقة. والأكيد أن حجم الدمار والمعاناة المرافـقــين كان كبيرا. قـد تختلف المواقف في تحليل ما حـدث، وربـمـا كانت المصالحة أقل ألما ، لكن في عالم السياسة من المستحيل أن تؤسس أمور الماضي على عبارة فقط .. لو..”. فما حـدث حدث، وعلينا أن نتعامل مع النتــائج والمســتجدات. ولا تـســتـطيع أن تعترض على تدخل المؤسـســة الـعـسكرية ممثلة في الجيش الليبي، لأن كل الساسة المدنيين، وكل المجالس والحـوارات فشلت جميعا في وقف انحـدار البــلاد نـحـو الفوضى والدمــار والتمزق.

المشهد في شـوارع بنغازي الحبيبة يرسم لنا ما آلت إليه خدماتنا وعلاقاتنا وآمـالـنـــا. والربــيــع كما يـقـولون تـراه من أول البــاب. وفـعــلا، عـند منتصف الليل، حطت بنا الطائرة من تونس في مطار الأبرق. السؤال الأول الذي يداهـمـك، هـو لماذا يبقى هذا المطار منـفـذا وحـيـدا شهد وما يزال حركة نشطة وبالتالي دخـلا وفــيـرا، لماذا يبقى على حاله من البؤس وغياب أبسـط الأثاث؟ .. بل ويبقى موظـفـوا المطـار رغم جـهـودهم البطولية دون تكريم، بل وعـرضة للسخرية والذم؟
هكذا فـقـدنا ، مواطنون ومسئـولون أبسط قيم الحس الحضاري والرغبة في التطوير، واحترام أنفسنا. وهـذا ما تلمــسه أيضــا في عبارات الكثيــرين إذ يـحـقـرون أنـفــسهم : “شـعب لا يـســتـحـق ، نـخـبـة فاســدة ، أزمة أخـلاق ومئات البوســتات التي تـقـرأهـا على الفيس بـوك التي تحمل إليك مشاعر القنـوط واليـأس ولو بعـبارات الدعــاء الـغــائـمـة“. وبتراجع قيمة الدينار الليبي وشحـّة ما في جيوب الليبيين وانـهـيــار الخــدمات، تســتـطيع أن تقـدم قيمة حسابية لما آلت إليه أمورنا.

ولعل أحـد مظــاهـر تـعـافي بنغـازي، غـير السيارات والمحـلات، هـو انتشــار عشرات مقاهي الكافيـه ، التي تجـدهـا في كل شارع وزقــاق، شـئ أشــبه بمرابيـع شــبابية، نظـيـفـة وأنيقـة. ربما يـنـتـقـدهـا البـعض ، لكن لـعـلـها تـعـبيــر عن انتمـاء لـثـقـافــة عالمية في عـصـر الموبايل والإنـترنت ، وأيضا ، تـعـويض عـن البطالــة!! وهـروبـًا من ممارسـة السياسـة التي يرونـهـا مزيجـا من الكـذب والتـحـايل والنـهـب.

و في أحد المقاهي الشبابية .. التقيت بالصديق رجب وعلى فنجان ماكياتا تبادلنا أحزان المدينة .. التي لخصها رجب في عبارة مقتضبة: ” يــومـنا ما يكمل .. والسـنة تخطم بسرعة تجرع الآلام يجـعـل الشـهور والسـنين تـمـرق، فـتضـيع أيامنــا في مطاردة الراتب في طـوابـير المصارف .. ومكابدة الغــلاء والنــزوح .. ثمة من ينام الليل في سيارته في حـديقة عامة ، الغــاز رغم حملات الحرس البلدي والشرطة ما زال يباع بأربعين دينار للاســطوانة على الطريق الســاحلي “. أو كما قـال الصـديق فتح اللـه ابــزيو المناضل المخـضـرم، المقيم تحت هـبات الرصاص المـتـراشـق في ســماء حي الســكابـلي، بنـغــازي صــامدة، تـقــاوم الرصاص والجـوع والـفـقـر لكن يا دكتـور محمد ، هـنـاك انفصام ســلوكي. البشر حتى في هذه الظروف لا يتخلون حتى على الكماليات .. الشكولاتـة، العـطــور مثلما تتشــبث هـذه النخـبــة بالسلطـة والمناصب وبالتالي المال، وياريت عـنـدهـم كـفــاءة بس“.

ثمة بارقة أمل على أية حـال

فـحركة البنــاء متواصلة داخل المدينة وعلى ضفتي طريق الساحل الشرقي. المتـاجـر والمـطــاعم والمـقاهي تتكاثـر في كل حي، لكن التجـار يـخـتزنون نقـودهم ، وعنـدهم حـق كما يقول التجـار الشباب المجـاورون. أولا التاجـر يحتاج لشراء دولار لكي يستورد وتستمر الدورة التجـارية. لكن بعدين ما الذي يضمن أن المصرف سيصرف لك ما أودعـت؟ويقع الحمـل على كاهـل المواطــن الذي يشتري بأســعار مضــاعـفـة. وهـكـذا تـبقى بنـغــازي مدينـة الحيارى، والمـعــاناة والأمل. لكـنـها هـذه الأيــام جذلى بعـودة إداراتـهـا مهما كانت متـعـثرة. وكما شرح لي الصديق محمد: “آه لكن لا تنسى أن أهـم ما حـقـقـه الجيش، هـو دفـع خـطـوط المواجـهـة إلى خارج المدينة. تأمل أين كنا وأين أصبحنا، وسـط المدينة اســتـعاد حيويتـه. كان الناس يخلدون إلى بيوتهم مع المغرب ، الآن حركة المرور إلى ما بعد منتصف الليل .. واخـتـفـت السيارات المسلحـة“.

رجال المرور عند التقاطـعـات ، دون ســلاح ودون تـوتـر، يهـابهـم السائقون، حتى وإن واصل الشباب المتهـور سرعاتهم وتجـاوزاتهـم المرعبة، وحتى وإن ظلت نسبة .. ربما 30% من السيارات دون طـارقات” ! وعـنـد ناصية الشارع، قال لي صديقي الصحفي: “بنـغـازي ما تـزال تتنـفـس الصـعـداء. وهـذا ســر تأيـيـد الناس لـعـودة الجيش والشرطة. هـذا ناهيك عن تـحـرير الهــلال النفطي الذي يـبـشـر باسـتقرار وانتعـاش الاقتــصـاد. حـفـتر تقـدّم حين وخـّـر غـيره. هـذا كل ما حـدث. البـلاد بحـاجـة إلى رجـل قـوي يوقف الفـوضى. وهـو ما يبـدو أن إخـوتـنـا ‘ســاســة طرابلس’ يجـدون صـعـوبة في فـهـمـه“.

ثـــوابت التــاريخ الليـبي

ويبــدو أن التـاريخ يـعـيد نـفـســه. ويحسن بنا أن ننظـر إلى الأمـور في سياق تاريخي واجتماعي أعمق. أولا لنعترف بأن ليبيا بحكم جـغـرافيتـها، مهددة دوما بالتمزق لأنـهـا أرخبيل من الواحـات المتناثرة في صحراء مترامية. وليبيا محاطـة بدول تعاني من تضخم السكان وفـقـر الموارد.

ولبعد المسافات تشكلت خلال القرون الثلاثة الماضية مستوطنات حضرية تجارية متباعدة ومتميزة في الجبل الغربي والزاوية وطرابلس ومصراته وما حولها، وبنغازي ودرنة، وفي مثلث الجفرة، والجنوب والخط الرأسي الممتد من اجدابيا إلى الكفرة. ولكل واحة أو مدينة ثقافتها، وولاءاتـهـا، وأيضا خصائـصـهـا. وإضافة إلى تيار الحـجـيـج القادم من المغرب والمتجـه شـرقا، هناك موجـات الهـجـرة الداخـلـيـة من كل أنحـاء ليبيا، كل عشرة أعوام تقريبا نتيجة الجـفــاف كانت عمـوما من الغرب شـرقا إلى ســهول برقة وربـوع جبلها الأخضر الخصبة، وكان آخر هذه الهجرات البيئية في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي. كما كانت الصراعات القبلية نتيجة التكاثر السكاني عاملا أساسيا في جذب موجات الهجـرة إلى برقة ، واندفـاعات ســكانية نـحـو مصر الخصيبة وآخرها هجـرة الجـوازي ثم هـجـرة قـبائل أولاد علي.

وخلال الـقـرنين 18 و19 ، تحولت طرق التجارة الصحراوية مع أفريقيا أو ما عرف بالسـودان عـمـوما (من النيجر ومالي وتشاد والسودان ‘المصري’) إلى ليبيا، فازدهـرت مصراته التي انتشر تجـارها في كل أنحاء البــلاد، ليشكلوا شبكة واسعة من العلاقات التجـارية والاجتماعية، ربطت الواحـات الليبية.

وخلال نفس الفترة أمست طرابلس عاصمة وسدة حكم، لإقليمها أولا وأخيرا. كما أصبحت أكثر المدن الليبية ارتباطا وتأثرا بأوروبا. لكن طرابلس ظلت أيضا من الناحية السيكولوجية أسيرة روح المدينة القديمة بأســوارها المواجـهـة للدواخـل، يأتيها الوافدون ولا يخرج أهلها إلى الدواخل. بل يحرص الوافـدون من تجار وموظفين إلى استثمار مدخراتهم في قراهم، التي يرحلون إليها كل عطلة. ولأنـها مدينة سلطة كانت مواقف طرابلس استجابات وردود فعل، وافـتـقـدت روح التحرك الجماعي. وجسدت الأحداث السياسية هذه السمات، فـثـورة غـومة ضد العـثـمانيين لم تندلع في مدينة طرابلس بل ارتكزت على الدواخـل وأحـمـد باشا القرمللي اسـتقل بإقليم طرابلس لا بانـقـلاب داخـل الـقـلـعـة ( السراي) بل قادما من الجبل الغــربي، والمتظــاهرين الذين اقتـحـموا طرابلس عام 1967 قدموا إليها من الزاوية ، وأخـيـرا كان دخول ثوار 2011 لتحرير العاصمة. ولهـذا كانت طرابلس دائما تخشى دواخلها، وكثيرا ما عجز سـاسـتها عن اســتيعاب أهمية تلك الدواخل ، بل وتـمـتد حيرتـهـم لتشمل بـرقـة بمـزيـج من الغيرة والتخوف من ‘الـشـراقــة’ , بمن فيهم ذوي الأصول الـطرابلسية، ولعل سلوكيات المجلس الرئاسي في الشهور القليلة الماضية تعكس تلك المشاعر الضاربة في أعـمــاق التاريخ، التي تـمـتـد من عـدم الاكتراث إلى التخـوف من الداخـل وخاصـة بـرقـة.

بالمـقــابل كانت بنـغــازي / بــرقــة ، بباديتــهـا وحـضــرهـا، كانت دائـمــا مـركـز مـبادرة، ومصـدر قـرار، وسـريـعـة التـمـرد. وبنـغـازي رغم صـغـر مينائــها مقارنة بطرابلس، و شـح مواردهـا ، ظلت عبر تاريخـهـا بـؤرة جـذب للعمالة الوافــدة من الـغـرب. والأهـم أنـها شكلت مجتـمعا متماسـكا، وربما كان أحـد الأسباب أن من يصل برقة تنقطع به السبل، وتضـحـو إمكانيات العودة شبه مستحيلة. ولهذا كانت أمام الوافـدين من الغرب والجنوب الليبي، خيارات كلـهـا تـقـود إلى أن يمدوا جـذورهم في تـرابـها بعضهم، إذا قدموا في أسر كبيرة وبالذات اذا كانت الهجرة نتيجة خصومة، انصهر كليا في جوف قبيلة برقاوية ، ومنهم من احتفظ بـهـويته” (تاجوري ، زليتني ..)، , وفي كل الحالات عززت المصاهرات اللامتناهية لحمة الإنتـماء، وتلك هي دلالة عـبــارة المجاهـد عبد الحميد العبار التي قالها للقـذافي من أن أهل برقة أخـوال وأبنـاء خالات. والطريف أن حتى الذين استقروا في المدن تبنوا نـظــام الانتماء القبلي البرقاوي رغم أنهم لم يكونوا في مواطنهم الأصلية قبائل.

لكن الجمـيـع احـتفـظ بولاء عـمـيق وصادق للأرض التي احـتضـنـتهم. وقـاد زعماء حـضور بنـغـازي من مصراته وورفلة وتـرهــونة وشويخاتحملة التمسك باسـتـقلال بـرقـة ومبايعة الملك إدريس. أما ما نسـمعـه اليـوم عن حساسيات قبلية وجـهـوية، فليس سوى نتاج لإعـلام ممول ولكن ألم يعـد في ليبيا غير هـؤلاء يتحدثـون على كل القـنـوات ويزرعـون الفـتـنـة؟كما عـلـق عبد العاطي ، حين جلسنا في كافيـه حـديقة ألعاب الأطـفـال بالكيش.

بـوصـلـة نـحـو المـســتقبل؟

ثل هذه الحقائق الراسخة تساعدنا على التعامل مع واقع الأحداث بموضوعية ، وتجعلنا ندرك مدى سخف عواطف التحيز والتعصب، وتـدعــونا ألا نلتفت لما هـو ثانوي، وأن نتحلى بالصبر والتسامح وأن نمتلك شــجاعـة تـبادل التنازلات ، لأن ثـوابت الشــأن الليبي هي الغالبة في نهاية المطاف.

ففي ســنة 1947 ، كانت زعامات طرابلس متـنـازعـة ، ومتخـبطـة، وحتى بـعـد عـودة البشير الســعـداوي الذي جسـد زعـامـة تاريخية ممكنة، ظلت طرابلس أسيرة صراعاتها ، فما كان من بـرقــة والأمير إدريس إلا مواصلة المسيرة واستطاعت تدريجيا أن تـقـنـع العالم بجدوى استقلال ليبيا وتكسب الأنصار من بين الدول الكبرى. وهـنـا لا أدعـو للانـفـصــال ولا إلى عـودة الملكية، لكن من لا يتعظ بدروس التــاريخ فـإنـه ســيـعـيد ارتكاب نـفـس الأخـطــاء.

ومصراته التي مـد تجـارهـا خيوط نسيج الهـوية الليبية، دون أن يقصدوا ذلك، إلا أن بعض زعمـائــها إذا خـلـعـوا عباءة التجـارة، وامتـشــقوا السـلاح ، جـروا على مدينـتـهم الـعـداوات والكـراهـية.

بالمقابل أشير إلى حكمة السعداوي الذي نصح زعماء طرابلس بالقبول بالفيدرالية وبتولي الأمير إدريس عرش المملكة، كل ذلك من أجل الاحتفاظ بوحـدة البلاد، حتى وإن ناله من السـخرية والأذى الكثير.

وتبقى بنـغـازي/ برقـة مركز المبادرة ومفتاح بوابات الاسـتـقـرار من أجل خير كل الليبيين. وأذكـر أنني في رسالة بعثتها في شهر ديسمبر 2011 إلى المستشار مصطفى عبد الجليل ألح فيها على جملة من الإجـراءات ومن بينها تعيين محافـظ قبل نقل المجلس الانـتـقالي …. قلت في نهايتها ويخبرنا التاريخ أن من لم ينصت لبنـغــازي إنما يغمض عـينيه عن نـذر المسـتـقبل …. فـسـياسة المـناورة والتجاهل والتأجيل على أمل أن يؤدي مرور الزمن إلى يأس المطالبين، قـد تغرق أصوات الاحتـجــاج مؤقـتـا في دوامة الحيرة، إلا أن هـذا لن يمنع اختزان الغضب بل وتصاعـده“. فـهـل سيــسمعني ســاســة ليبيا؟ أم أنـهـم كما قال عباس ما في ايدهــم شيْ ..”.

وكم هي محملة بالدلالات هذه العبارة المقتضبة. فالسلطة الشــخـصـية بمعناها العام زائلة، بـقـرار أو رصاصة أو جلطـة أوغـيـرهـا. لكنـهـا مريبة إذا نظرنا إليها في ســياق النظرية التآمرية. وسـاســتنا اليوم يتصارعـون على المناصب وقـرارات المؤسسات المالية مثلا، ولكن هل سـتـكون المناصب ثـمـنا لـتـمـريـر مشروع يفضي إلى تـقســيـم ليبيــا وتـغيـير بنيـتـها الديموغـرافيـة بالاسـتـيطان الإفـريقي ؟ فهـذه المـخـاوف يجب أن تـؤخـذ بجـدية في ضـوء مقـتـرح رئيس الوزراء المجري ببناء مدينة عملاقة على الساحل الليبي للمهاجـرين، ومطالبة كـوبلـر بإلـغــاء تجريم الهـجـرة وقبل كل ذلك بما قاله نائب مدير مخابرات أمريكي سابق قبل شــهـور بأن سـوريا وليـبــيا كيانات تنتمي للماضي؟
__________

218 تي في

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *