د. أحمد المغراوي

لإيماني بأن حرية الفكر والنقد حق خاص لا يمكن المساس به، ولهذا لمَّا افتقدت أمتنا حرية الراي والكلمة ضاعت بالضرورة القدرات الابداعية لهذه الامة. فالحضارة هي نتاج الفكر الانساني حيث أن الفكر هو نتاج عقلي ولهذا يمكن فهم استحالة إنشاء حضارة دون تحرير الانسان.

ولإيماني بان كرامة كل رجل وإمرأة هي المبدأ الأساسي لأي مجتمع ديمقراطي. ولهذا فان الحرية الفردية، والمسؤولية والكرامة الإنسانية تتحقق في إطار مجتمع عادل، والحرية السياسية تتم في إطار مشاركة ديمقراطية ذات مغزى من جميع الأشخاص.

وعليه فان الدستور الليبي يجب أن يحوي إلتزاما بالسعي لتحقيق تكافؤ الفرص لجميع الأشخاص، وتعزيز مجتمع الثقافة الفريدة والمتنوعة، والاعتراف باللغات الرسمية، مع الالتزام بالمحافظة على الهوية الليبية في مجتمع عالمي لان الحضارة الانسانية هي ملك للجميع وعلينا المساهمة فيها.

ووفقا لهذه الفلسفة، فان علينا أن نؤيد الحقوق والحريات الأساسية للأشخاص تحت سيادة الدستور والقانون، ونُلزم أنفسنا بحماية هذه القيم الأساسية وتكييفها المستمر للإحتياجات المتغيرة للمجتمع. وحيث أن بعض العاهات السياسية من خريجي المدرج الاخضر في لجنة إعداد الدستور خرجوا علينا بنظام رئاسي على الطريقة المصرية بمعنى إنتخاب الرئيس من العامة وحيث أنه ليس هناك نظام ديمقراطي يتم فيه إنتخاب الرئيس من العامة وفي عدم وجود أحزاب، انها محاولة جديدة للعودة الي نظام حكم الفرد من بعض الذين تعودوا علي العبودية وحكم الفرد.

ولتعميم الفائدة أٌقدم للقراء خلاصة أهم أفكار محاضرة توضح عيوب ومزايا أنظمة الحكم السياسية في العالم حتى لا يتم الضحك على واستغفال العامة من جديد.

عنوان المحاضرة

ميزات وعيوب أنظمة الحكم السياسية

العناوين الرئيسة

ـ مقدمة

ـ مزايا وعيوب النظام البرلماني

ـ مزايا وعيوب النظام الرئاسي

ـ مزايا وعيوب النظام شبه الرئاسي

ـ النظام البرلماني الألماني

ـ استنتاجات

***

مقدمة

ـ الديمقراطية هي أن تحكم الأغلبية ويسمع فيها صوت الأقلية

ـ الديمقراطية هي وسيلة وليست غاية

ـ الديمقراطية تعني التعددية السياسية ( وجود أحزاب) والتداول السلمي على السلطة

ـ ليس هناك أي نظام ديمقراطي يقدم حلول نهائية وأن كل اﻷنظمة هي أنظمة نسبية

ـ ليس هناك أي نظام ديمقراطي بدون أحزاب وعلى هذه الأحزاب أن تطرح رؤيتها الإقتصادية لأن زمن الإيديلوجيات قد إنتهى وعفا عنه الزمن

ـ ما يعرف بالديمقراطية التوافقية والأحزاب المبنية على أساس عرقي ومذهبي هي أكذوبة أثبتت فشلها في لبنان والعراق.

ـ جميع البشر متساوون في ثلاثة: (1) المساواة أمام الله، (2) المساواة أمام القانون، (3) المساواة في الحقوق. •

ـ في جميع النواحي الأخرى المواطنين مختلفون. والمساواة أكذوبة للضحك على العامة واستغفالهم.

ـ المواطنة تعني الرجل والمرأة والمساواة في الحقوق تعني أن لا يكون للمرأة نسبة معينة كنسبة التمثيل 30% المقترحه في الدستور

ـ نسبة النساء في ليبيا تتجاوز نسبة الرجال

مزايا وعيوب النظام البرلماني

أـ مزايا النظام البرلماني

ـ النظام البرلماني يمتاز بالسهولة والسرعة في إصدار التشريعات لأن السلطة التنفيذية (الحكومة) كثيرا ما تضم أعضاء من الهيئة التشريعية

ـ ما يمثل السلطة التنفيذية في النظام البرلماني هو حزب الأغلبية أو ائتلاف الأحزاب في السلطة التشريعية، وبالتالي يملك من الأصوات ما يمكِّنه من تمرير التشريعات

ـ إرادة المواطنين هي الأكثر وضوحآ في النظام البرلماني

ـ رئيس الحكومة في النظام البرلماني في معظم الحالات لا يتم انتخابه مباشرة

ـ النظم البرلمانية أقل عرضة للانهيار وبالتالي هناك فرصة ضئيلة للعودة إلي حكم االستبداد

ـ أنه منذ الحرب العالمية الثانية، ثلثي بلدان العالم الثالث ذات النظم البرلمانية نجحت في عملية الانتقال إلى الديمقراطية

ـ على النقيض من ذلك، لا يوجد نظام رئاسي في دول العالم الثالث نجح في عملية الانتقال إلى الديمقراطية دون أن يشهد إنقلاب عسكري

ـ مرشح الحزب لرئاسة الحكومة هو عادة ما يكون معروفا قبل الانتخابات

ـ هذا يعطي الناخبين الفرصة لمعرفة برنامج الحزب ومعرفة نوايا وقدرة هذا المرشح على الالتزام ببرنامجه الانتخابي، وبالتالي يكون مسئولا على تطبيقه أمام الناخبين

ـ النظام البرلماني ينتج بعض المناقشات الجادة والمهمة، وتعتمد هذه المناقشات على الثقافة السائدة في المجتمع والتي تنعكس في الثقافة السياسية للأعضاء

ب ـ عيوب النظام البرلماني

ـ في النظام البرلماني لا توجد هيئة مستقلة قادرة على معارضة قانون أقره البرلمان، بمعنى لا توجد مراقبة للسلطة التشريعية و هذا قد يقود إلى طغيان الحزب الحاكم

ـ عدم وجود مبدأ الفصل بين السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية) وتداخل هذه السلطات في النظام البرلماني

ـ في النظام البرلماني قد يكون التمثيل فيه ذات سمات عرقية عنصرية، أو مقسما إيديولوجيآ

ـ النظم البرلمانية في بعض الدول تكون غير مستقرة سياسيآ عندما يكون الحزب الحاكم لا يملك الأغلبية في البرلمان وبالتالي تكون التحالفات غير مستقرة

ـ قد تطالب أحزاب الأقلية، بالإقتراع حول حجب الثقة عن الحكومة أو قد تعيق إصدار بعض التشريعات (مثال عدم التوافق على الميزانية)

ـ قد يكون عدم الاستقرار في النظام البرلماني نتيجة للتمثيل النسبي والثقافة السائدة في المجتمع والاستقطاب الشديد فيه

ـ العملية الانتخابية في النظام البرلماني قد تجرى في أي وقت، وبالتالي فإن عدم وجود تقويم إنتخابي محدد يتيح الفرصة بأن يساء استخدامه، بمعنى أن الحزب الحاكم قد يطلب إجراء انتخابات عندما يعرف أن شعبيته في أحس أحوالها، وقد يرفض إجراء الانتخابات عندما يعلم بان شعبيته في انحسار

ـ يمكن معالجة هذا الإشكال بوضع مواعيد وتواريخ محددة لإجراء الإنتخابات

مزايا وعيوب النظام الرئاسي

أ ـ مزايا النظام الرئاسي

ـ في النظام الرئاسي السلطة التنفيذي أي الحكومة غالبا ما يتم اختيارها بشكل مستقل عن السلطة التشريعية

ـ الرئيس هو من يقوم باختيار وزراء حكومته

ـ في النظام الرئاسي، يتم اختيار الرئيس من بين رؤساء الأحزاب بشكل مباشر من قبل الناخبين

ـ رئيس الحزب الفائز في الانتخابات هو رئيس الدولة

ب ـ عيوب النظام الرئاسي

ـ إذا كانت السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في النظام الرئيسي تشمل كلية أو أغلبية أعضاء من مختلف األحزاب السياسية، فإن السلطة التنفيذية في هذا النظام الرئاسي قد لا تكون قادرة على تطبيق برنامجها الذي طرحته وقد تؤدي إلي حالة جمود تشريعي

ـ قد تكون السلطة التشريعية مقسمة ما بين الأحزاب وبالتالي تكون صالحية الرئيس محدودة

ـ النظام الرئاسي في دول العالم الثالث وفي غياب تاريخ و تجربة ديمقراطية ناضجة يودي إلي عودة العسكر للحكم والعودة من جديد للإستبداد وحكم الفرد

مزايا وعيوب النظام شبه الرئاسي

أ ـ مزايا النظام شبه الرئاسي

ـ بعرف النظام شبه الرئاسي أو ما يعرف بالنظام الرئاسي البرلماني، حيث أنه نظام خليط بين النظام الرئاسي والنظام البرلماني، يكون فيه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء شريكين في تسيير شؤون الدولة

ـ توزيع السلطات بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يختلف من بلد إلى آخر

ـ يختلف هذا النظام عن النظام البرلماني في أن رئيس الجمهورية يتم اختياره من قبل الشعب

يختلف عن النظام الرئاسي في أن رئيس الوزراء مسئول أمام البرلمان ويستطيع البرلمان محاسبته وعزله إذا أراد

ـ من مزايا هذا النظام أن من حق الحكومة إصدار قرارات لها فاعلية القوانين بشرط موافقة رئيس الجمهورية عليها، والحق في إقتراح القضايا التي يجب مناقشتها في البرلمان

ب ـ عيوب النظام شبه الرئاسي

ـ يعطي هذا النظام لرئيس الجمهورية حق حل مجلس النواب والمطالبة بانتخابات جديدة للمجلس

ـ يسمح هذا النظام لرئيس الجمهورية بالمطالبة بانتخابات جديدة للمجلس أكثر من مرة واحدة في كل سنة

ـ المشكلة الأساسية التي تواجه هذا النظام هي عندما تتصادم مصالح رئيس الجمهورية مع مصالح رئيس مجلس الوزراء الذي يمثل الحكومة

، ـ هذه المشكلة عرفت في السياسة الفرنسية بمشكلة التعايش المزدوجوهي الحالة التي يتم فيها اختيار رئيس الجمهورية من اتجاه فكري مناقض للاتجاه الذي يمثله رئيس الوزراء، وقد كادت تؤدي إلي إنهيار النظام الفرنسي أثناء حكم الرئيس ميتران

ـ النظام شبه الرئاسي المقترح في الدستور مجاراة لتونس سيؤدى في ليبيا إلي إنتكاسه ديمقراطية وعودة للإستبداد من جديد، وخاصة أنه مبني على التصويت الفردي وفي عدم وجود أحزاب

ـ ليس هناك أي نظام ديمقراطي يتم التصويت فيه على أساس النظام الفردي

مزايا وعيوب النظام البرلماني الألماني

أولا: الرئيس هو قائد الدولة ويتمتع بصلاحيات وسلطات تمثيلية أولية ورمزية

ثانيا: رئيس البوندستاغ هو أعلى منصب رسمي ويتم انتخابه من قبل أعضاء البوندستاغ وهو مسئول عن الإشراف على الجلسات اليومية للبرلمان

ثالثا: أعلى المناصب الرسمية هو المستشار الذي يتم تعيينه من رئيس البوندستاغ بعدما يتم انتخابة من قبل البنو دستاغ، ويمارس السلطات التنفيذية (رئاسة الحكومة)

ـ هو نظام برلماني ذو ديمقراطية تمثيلية

ـ المبادئ الأساسية للدستور الألماني تنص على ضمان كرامة الإنسان، والفصل بين السلطات، وسيادة نظام القانون وهي غير قابلة للتعديل

مزايا النظام البرلماني الألماني

ـ نظام التصويت الألماني جيد ونسبي ويسمح بتصوتين

التصويت الأول يسمح للناخب بالتصويت لمرشح مباشر من دائرته الانتخابية ويسمى التصويت على الشخص، مما يعني أن المرشح الذي يحصل على أعلى الأصوات يكون هو الفائز في الدائرة

التصويت الثاني يسمح للناخب بالتصويت لصالح طرف من المرشحين في الإنتخابات للبرلمان على أساس القائمة الحزبية

ـ يكون إختيار الرئيس في النظام الألماني بالتوافق في البرلمان وهي وظيفة رمزية وشرفية

ـ رأيي الخاص أن النظام الألماني (البرلماني) هو الأمثل والأنسب لدول الربيع العربي والتي عانت دوله من إستبداد الفرد حتى أصبحت عبادة الشخص ثقافة عامه في المجتمع، وقد عانى الألمان كما عانت دول الربيع العربي من إستبداد الفرد حيث كان هتلر هو يأمر فيطاع

استنتاجات

ـ ليس هناك أي نظام ديمقراطي يتم فيه التصويت داخل البرلمان على القرارات سريا

ـ التصويت على القرارات يكون علنيا في مجلسي النواب والشورى

ـ الديمقراطية النقية قد تودي إلى وقوع الحكومة مباشرة في يد الرعاع وخاصة في البلدان ذات التاريخ غير الديمقراطي

ـ يجب أن يصمم الدستور بطريقة تضمن أن ألأفضلهو من يحكم البلاد، مثلا أن يتم توزيع الدوائر الإنتخابية بطريقة تضمن أن الجماهير غير المتعلمة لا ينتخبوا شخص غير لائقللحكم

__________

عين ليبيا

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *