بقلم محمد عمر غرس الله

إن محاولة استقراء وصف اجتماعي سيسيولوجيللواقع الليبي يرتبط بالأسباب السياسية التي أدت لهذا الواقع منذ 5 سنوات، وهو أيضا مرتبط بالمبررات التي تستخدمها العناصر الفاعلة في هذا الواقع،

وهو بالتالي متعلق ومنسوب لشهر فبراير تاريخ انطلاق الأحداث في ليبيا عام 2011″ كمبرر وغطاء لما يحدث، حيث إن الدراسات الاجتماعية السيسيولوجيةتقوم عادة باستقراء الواقع ـ من خلال منهجية علم الاجتماعالذي اعتبره أُوغست كونت علما وضعياً يهتم بتحليل الواقع المتغير للحياة الاجتماعية والظواهر والمشكلات التي لازمته، حيث يعاني المجتمع الليبي بتنوعه الجغرافي والاجتماعي حالة عامة لها سماتها وعناصرها وتجلياتها الاجتماعية والاقتصادية يساهم فيها المتنفذون ـ في الواقع الليبي اليوم ـ من أفراد وجماعات وقبائل وتكوينات سياسية وقتالية ومليشياوية الخ، وأيضاً متنفذون سياسيون وبنكيون مصرفيون، تحت مبرر (ثورة فبراير وأهدافها)، وهو المسوغ الذي تحت ذريعته يقع الواقع الليبي اليوم،  يقول إميل دور كايم إن علم الاجتماع عليه أن يكشف ويفسر العلاقة بين الوقائع الاجتماعية“.

ولذا فان قراءة  وقائع المجتمع الليبي تحتاج منا أن ننسج توصيف مصطلحي لهذا الواقع مرتبط بهذا المبرر (ثورة فبراير) يمكن له أن يعبر عن الحالة بمجملها حاملاً السمات والعناصر الدالة والمشاركة والصانع لهذا الواقع الليبي اليوم، الذي يمكن تسميته سوسيولوجيا (فبرايرولوجيا)، والذي له سمات وعناصر وتجلياتتبدو واضحة في المجتمع الليبي في حياته اليومية منذ سنوات، حيث إن السوسيولوجيا كانت وليدة الأزمات والتي تعد المحرك الدينامي الذي دفع إلى تطور المقاربات ، دعونا نرى؟ 

أولا السمات

وهي سمات الحياة الاجتماعية الليبية اليومية المتعلقة بالبلاد وغياب جهاز الدولة، وسيادتها المنتهكة وأرصدتها المنهوبة، وبحياة الإنسان ومعيشته واستقراره ومصدر دخله، فحياة الإنسان محفوفة بالمخاطر أينما كان وأينما اتجه نتيجة لعدم وجود جهاز الدولة من شرطة وجيش وأمن، واندلاع الاشتباكات داخل المدن، وأيضا توالد الحكومات والمجالس والرؤؤس السياسية وبياناتها.

فالإنسان الليبي رجلاً وطفلاً وامرأة وشيخا ـ اليوم ـ مُعرض للخطف والقتل والابتزاز، سواء على الهوية الشخصية او القبلية أو حتى بمجرد الصدفة، وانعدام مصادر الدخل وتأخر المعاشات ونقص حاد في السيولة، وتوقف الدراسة وتذبذبها، والتهجير للقبائل والأسر والأفراد والاستيلاء على الأملاك والتدمير، وغلق الطرق ومحاصرة المدن والتهجير الجماعي وتجريم مدن بأكملها وإطلاق تهم (فئة باغية ـ أزلام ـ علمانيون ….. الخ) وانعدام الثقة بين الناس حتى اتهم الجار جاره، وهاجم الصديق صديقه، واتهم وهاجم الزميل زميله الخ، وهي سمات تبدو عامة على امتداد الخريطة الاجتماعية الليبية اليوم، يعاني منها الإنسان والأسرة والقبيلة، حيث تآكلت مدخرات الناس وانخفض المستوى المادي إلى القاع، وضرب المجتمع في أهم مقومات وجوده وبقائه واستقراره.

ثانيا العناصر

وهي العناصر الفاعلة في الوقائع اليومية في المجتمع والتي بتصرفاتها وأعمالها تؤثر في الحياة العامة للفرد والأسرة وبالتالي المجتمع ككل، وينتشر هؤلاء على امتداد الخريطة الاجتماعية والجغرافية والسياسية،  أنهم الذين يسمون أنفسهم (الثوار ومجالس عسكرية بكل تنوعاتهم وتبايناتهم ومواقعهم وأسمائهم وتوصيفاتهم  والمجموعات مسلحة التي تستخدم الإسلام والأوصاف الدينية شعارات لها …. الخ) ومجموعات أخرى كل مرة تنحت لها اسم جديد بما فيهم المجرمون الذين يستغلون الظروف ويعلقون إجرامهم على الشعارات السياسية المرفوعة.

(يقول هارولد جار في كتابة دراسات في المنهج الاثين1967 م متأثّرا  بشوتز أن عالم الاجتماع يجب أن يفهم المعنى الذي يعطيه الأفراد لفعلهم)، إن هؤلاء بتنوعاتهم المليشياوية ـ كلها ـ يتصرفون كأصحاب حق في فعل أي شيء !! من إقامة بوابات على الطرق العامة، وقبض واتهام وتهديد وشن حملات قتالية واصدار بيانات، وفتح جبهات واتهامات وخطف وقبض وتمترس وتحشيد قتالي، وهي مجموعات تتوالد بشكل بكتيري على جسد المجتمع الليبي المنهك اليوم، وتفعل فعلها الذي يتم استغلاله بالوظيفية السياسية من طرف اللعبة الدولية القذرة او تستفيد منه لتحقيق مآربها.

ثالثا التجليات: 

لحالة (الفبرايرولوجيا) هذه، تجليات اجتماعية وقيمية واضحة يمكن ملاحظتها في المجتمع الليبي وهي:

1. انقلاب السُلّم الاجتماعي

وهو صعود أفراد وأسر للسطح الاجتماعي والسياسي بدون أن يكون لهم أي تاريخ سياسي او قدرة ثقافية او فكرية لا في قبائلهم ولا في مناطقهم ولا على مستوى المجتمع الليبي ككل (مع بعض الاستثناءات الهامشية التي لا يقاس عليها)، حيث تصدر المشهد الاجتماعي والسياسي داخل تكوينات المجتمع الليبي، أسماء لم يكن لها أي تاريخ او دور او معرفة وقدرة او مهارة، وكان صعودهم بسبب الحرب والقتال وحالة الانفعال والعصبية القبلية الضيقة، وامتشاق السلاح والفوضى والقتل والتهجير وسفك الدماء، ويستمدون مشروعية بقائهم من ذلك،  وهذا الانقلاب في السُلم الاجتماعي احدث شرخا حاداً في الواقع الليبي، حيث سار هؤلاء بقبائلهم وبالمجتمع الليبي نحو العار الوطني خاصة فيما يتعلق بوضع ليبيا ومقدراتها ومستقبلها في يد اللعبة الدولية التي لا تبقي ولا تذر،وأيضا مارسوا دورا معيقا حقيقيا لقيام الدولة، ومعيقا للقاء الوطني الداخلي باختلاق الحجج.

2. انقلاب في سُلّم القيم: 

وهو حالة تبدو مثيرة وغريبة وهي من أهم تجليات (فبرايرولوجيا الواقع الليبي)، حيث لم يعد معيار القيم كما يعرفه المجتمع الليبي تاريخيا في ميزان قيمه، فالظلم والتعدي المادي واللفظي صار سمة عامة ومفاخر بها، وتهجير الأسر والاستيلاء على أملاكها وتهجير قبائل ومجاميع سكانية بعشرات الآلاف تحت صيحات (الله اكبر)، ولم يعد من العار الاعتداء على الجار، ولم يعد عيبا التعدي على صديق أو على الأكبر سناً أو على أصحاب الرأي الآخر، وصار القتل والاعتداء على الهوية الشخصية والقبلية مفخرة شخصية وقبلية، بل ومجاهر بها ومدافع عنها، كما إن غلق مساجد وتهجير سكان وغلق مدارس وتدمير خزانات المياه والاستيلاء على أملاك الآخرين لم يعد عيبا أو حراما يستحي منه الإنسان، ولا عارا كما هو معتاد في طبيعة الليبيين الحقيقية،

إن انقلاب سُلم القيم أيضا واضح جدا في المفاخرة بمولاة الأجانب واستقبال السفراء والمفاخرة بهم والتصوير معهم والعمل تحت إمرتهم وإعطاء الإحداثيات لهم والترحيب بتدخلهم، والذهاب لهم واستجدائهم واللهث وراء مبعوثيهم ، لقد فقد الواقع الليبي المعيار القيمي الوطني بشكل واضح وجلي حيث يتم تجريم من يلتقي مع أخيه الليبي من قبيلة أخرى أو طرف ليبي آخر، ويعتبر ذلك كبيرة الكبائر، بالمقابل يتم صناعة وابتكار المبررات للجلوس مع الأجانب والتنسيق والتشاور معهم في الشأن الوطني واعتبار ذلك فخرا ومبررا ومرحبا به ولا بد من فعله.

3. “الجهلوت“: 

وهو تجلي من تجليات (فبرايرولوجيا الواقع الليبي)، وهو وصف أطلقه الباحث والمثقف الليبي الأستاذ ضو ربيعويعبر عن حالة غريبة تتلبس الكثير من المتنفذين في المجتمع الليبي اليوم، في قناعة الجاهل ـ الذي صعد على السطح الاجتماعي بسبب الأحداث ـ انه يعرف كل شي، ويتصرف على إنه علامة زمانه، والغريب إن هذا (الجهلوت) هو حالة تجلت بشدة عبر الواقع الفبرايرولوجيالليبي، وهي غير حالة الجهل بشيء ما، وإنما هي حالة جهل يعتقد صاحبها ويتصرف على انه يعرف في كل شي، فالجهلوتمستشري جدا في أوساط الذين تصدروا المشهد الليبي (مع بعض الاستثناءات المحترمة والتي لا يقاس عليها) وهذا الجهلوت هو أداة حقيقية لقمع النخب والمثقفين والخبراء حتى داخل قبائلهم نفسها فما بالك على مستوى المجتمع الليبي الذي يعج بالمثقفين والأكاديميين والسياسيين المؤهلين والقادرين.

4.  صعود الانفعال

وهو حالة شطط حادة أصابت فئة متنفذة من الواقع الليبي، تكرر عبارات من الناحية المفاهيمية ليس لها ما صدق تعتبر هذه الفئة نفسها أحق بتقييم كل شي، وتستخدم مبررات غريبة لا تصمد في ابسط نقاش، فيذهب أصحابها مباشرة نحو جملة دماء الشهداءكمبرر لأي فعل أو حجة يغلق بها أي نقاش او يبرر بها أي تصرف يقوم به، وإن أفحمه الواقع المزري الذي شارك في صنعه يواجه ذلك بتهمة الحنين للطاغية، وان أفلس نهائياً واسقط بيده، فيخرج آخر ما لديه بالقول إن الطاغية جهلناوهو يعترف ضمنا بجهله ويعلق ذلك على الماضي، ويعتبر اعترافه بالجهل ذكاء خارق منه يسوغ له الإدلاء بدلوه في كل بئر، كعلامة زمانه الذي لا يشق له غبار وله الحق في فعل كل شي وتصدر أي مشهد.

5. غياب كامل للنخب: 

رغم إن المجتمع الليبي يعج بالمثقفين والأكاديميين والخبراء السياسيين في قبائله ومدنه، إلا أن هؤلاء يعتبرون الغائب الأكبر عن الفعل والواقع الليبي، وهذا احد أهم تجليات فبرايرولوجيا الواقع الليبي)، فهؤلاء إما هُجروا، او أُسكتوا، وصمتوا، وتواروا، وإما سُجنوا وهددوا، وبالتالي ترى حالة عامة من غياب هذه النخب حتى داخل قبائلها.

، فالمثقف والسياسي إما متهم أو متفرج، او في أحسن حالاته يبرر (للجهلوت) سطوته ويصمت عليها أو يتفاداها، وهي حالة غريبة افتقدت فيها النخب الليبية أدنى حالات التضامن فيما بينها، وبقت أي محاولات تتم في صورة السير بجانب الحائط كما يقال، والبكاء على الظروف ومخاطبة ولوم المبني للمجهول، وتفادي مواجهة الواقع والإشارة للازمة في عينها، وبالتالي القيام بالدور المطلوب حتى داخل المجتمعات المحلية والقبلية

6. المفاخرة بموالاة الخارج والتسليم له

وهي حالة غريبة للغاية، فالصراع السياسي داخل أي مجتمع حق لكل فرد والطموح السياسي والمغالبة السياسية داخل المجتمع حق لا يمكن نكرانه على احد بل إن المطالبة بالتغيير السياسي حق أصيل للناس، لكن عناصر صناعة الواقع الليبي تفاخر وتجاهر بموالاة الخارج والتنسيق معه والذهاب والتسليم له، بل والعمل وفق ما يخطط دون أدنى اعتبار للمصلحة الوطنية أو الحفاظ على الإمكانيات والموارد والأموال والسيادة الليبية، إنها احد أهم تجليات (فبرايرولوجيا الواقع الليبي)، حيث يعاني الذين صعدوا للسطح السياسي والاجتماعي من أزمة الجدارة بالحكم أو بتصدر المشهد الوطني حتى داخل قبائلهم نفسها، حيث يوالي هؤلاء الخارج ويسلمون له ولمبعوثيه بطريقة أو أخرى، سوى أفراد أو جماعات، ويتسابقون للقاءات خارج الحدود، بالمقابل رفض وعرقلة أي لقاء وطني داخلي أو تواصل مع قبائل أو أطراف ليبية أخرى إلا عبر الوسيط الدولي،  ومنعوا أي لقاء وطني داخلي أو قبلي يمكن أن يشكل حاضنة وطنية تساهم في افتكاك ليبيا من براثن اللعبة الدولية

ومن اغرب ما في تجليات فبرايرولوجياالواقع الليبي هو أن خصوم فبراير أنفسهم جزء من هذا (الواقع الفبرايرولوجي)، فالمتفحص للحالة الداخلية مثلا لهؤلاء تلاحظ حالة الحرب الحادة داخلهم والتخوين والقذف والتفرغ شبه التام للطعن في بعضهم البعض بمبررات التواصل مع الفبرايريين او اتهام البعض منهم (بالفبررة) نفسها ؟؟؟ ونكران أي عملية نقد داخلي وذاتي وموضوعي نسبي أو جزئي، واعتبارها جريمة الجرائم، والانسحاب شبه الكلي والهروب الواضح من مواجهة الخصوم الحقيقيين الذين سيطروا على الواقع الليبي وصنعوا ماساته ومأساتهم،  وهم يمتهنون التفرغ الكامل لتأكل نارهم بعضها البعض، بل وناصبوا العداء اي جهد يقوم به رفاقهم للعمل السياسي، ولم يتركوا تقريبا أحد من رفاقهم إلا وقدحوا فيه كليا أو جزئيا (إن الذين فشلوا في المواجهة التاريخية راحوا يبحثون عن الضحايا من رفاقهم لتكوين زعامة زائفة عليهم).

إنها حالة تعرٍ تام من القدرة على مواجهة الخصوم الحقيقيين، ومواجهة الواقع وصياغة مشروع وطني للإنقاذ أو المساهمة فيه وبلورة خطوات عملية لذلك، وهي حقيقة مُرّة وصادمة جعلت هؤلاء يفقدون القدرة على التماسك واحتواء التنوع والتباين الداخلي، وأيضا  هم يفتقدون بالتالي أي قدرة على احتواء الآخرين والاستفادة من الظروف المأساوية التي تعيشها ليبيا لحشد وطني لإنقاذ البلاد، إنما اتجهوا نحو بعضهم البعض في حرب غريبة عجيبة لا تجد لها مبرر ولا مسوغ سوى العجز التام والنكوص

إن فبرايرولوجيا الواقع الليبيتبدو واضحة المعالم كتفاعل اجتماعي طارئ على غير طبيعة المجتمع الليبي، (نظرية الفعل الاجتماعي ّ لماكس فيبر ّ تدفع بعلم الاجتماع لفهم وتفسير معنى الفعل والتفاعل الاجتماعيين)، إن الواقع الليبي صار حالة انسحبت على بساط المجتمع كله بل وتركت ندوبا حقيقية في العمق الليبي لدى كل تنوعات المجتمع الاجتماعية والسياسية أيضاً، وكذلك فيما يتعلق بالسيادة الوطنية والأرصدة والمدخرات الليبية، والأمن الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بتنوعاتها الشخصية والقبلية والمناطقية.

إنها حالة غريبة كليا عن تاريخ المجتمع الليبي، وهي ليست نتاج صراع ليبي ليبي محلي فقط، بل هي نتاج تدخل دولي وإدارة دولية عارفة قاصدة تدير وتستفيد من الواقع وتصنعه وتغطيه سياسيا وتدفعه نحو المزيد من ذلك، وهي تقوم بذلك عن سبق إصرار وترصد، لتكسير هذا المجتمع وصنع ندوب وحواجز تاريخية بالدم المسفوك والتهم المفلوتة بين الأفراد والجماعات بكل تنوعاتهم، ورغم ذلك فإن هذه الحالة السوسيولوجية ليست حالة دائمة بل هي مرحلة طارئة يمر بها المجتمع الليبي منذ خمس سنوات وقد بدأ فعلا في التنبه لها وتشخيصها والاعتراف بشجاعة بها، وبالتالي  فإن (فبرايرولوجيا الواقع الليبي الطارئة) لا تعني إن هذا المجتمع الليبي فقد قيمه وتماسكه وأخلاقياته الاجتماعية.

فالمجتمع الليبي تاريخيا واجه ظروف أصعب وأكثر مأساة ونهض، واستمر بقيمه الأخلاقية المتينة التي لازالت موجودة في تصرفات الناس وعلاقاتهم التي رغم هذه الحالة المرضية ـ الطارئة ـ لازال فيها الكثير من الايجابيات التي لا زالت تواجه هذا (الواقع الفبرايرولوجيا كوصف للسمات والعناصر والتجليات) إنها تواجه كمناعة طبيعية ضد الأمراض السياسية والاجتماعية التي حلت بليبيا، وستنتصر عليها بالوعي بالأزمة (وسماتها وعناصرها وتجلياتها) وهو أولى خطوات تحسين الواقع الليبي

والله من وراء القصد

***

محمد عمر غرس الله كاتب ليبي/ بريطانيا

______________

إيوان ليبيا

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *