Members of forces loyal to Libya's eastern government walk next to a tank during clashes with the Shura Council of Libyan Revolutionaries, an alliance of former anti-Gaddafi rebels who have joined forces with Islamist group Ansar al-Sharia, in Benghazi, Libya March 14, 2016. REUTERS/Stringer FOR EDITORIAL USE ONLY. NO RESALES. NO ARCHIVE.

مجلة لوبوان

ذكر موقع مجلة لوبوان الفرنسية الأسبوعية المقربة من أوساط اليمين الفرنسي في تقرير نشر اليوم 11نوفمبر الجاري بعنوان: “تنظيم الدولة مازال يقاوم في سرتأن القوات الحكومية الليبية بدت عند انطلاق حملة استعادة مدينة سرت قبل ستة أشهر قادرة على حسم المعركة، في إطار زمني ضيق،

لكنها ما لبثت أن غرقت في حرب استنزاف مؤلمة في مواجهة جهاديين يستميتون لإطالة أمدها.

وتحاصر القوات الحكومية منذ نحو أسبوعين عناصر التنظيم في منطقة سكنية صغيرة، ورغم ذلك، فإنها تتقدم ببطء شديد، بسبب المقاومة الشرسة والخشية من خسارة مقاتلين ووجود مدنيين عالقين في هذه المنطقة.

ويقول رضا عيسى وهو أحد المتحدثين باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني إن تأخير حسم المعركة أسبابه كثيرة، أهمها أنها عبارة عن حرب شوارع شرسة جدا، يستميت داعش لإطالتها في أمتاره الأخيرة“.

ويضيف طالت الحرب، لكنها في النهاية معركة وليست مباراة كرة قدم حتى نضع لها إطارا زمنيا محددا، الأهم بالنسبة لنا الحفاظ على حياة مقاتلينا وعلى المدنيين الذين يتخذهم داعش دروعا بشرية، ولو تطلب ذلك التقدم ببطء“.

وفي الأسابيع الأولى من الحملة التي انطلقت في 12 مايو الماضي، حققت القوات الحكومية تقدما سريعا مع سيطرتها على المرافق الرئيسية في سرت المطلة على البحر المتوسط، بعد أقل من عام على سقوط المدينة في يد تنظيم الدولةفي يونيو 2015.

لكن هذا التقدم سرعان ما بدأ بالتباطؤ مع وصول القوات المؤلفة من جماعات مسلحة، تنتمي معظمها إلى مدينة مصراتة إلى مشارف المناطق السكنية في المدينة، لتتحول المعركة إلى حرب شوارع، وقتال من منزل إلى منزل.

وقتل في الحملة التي أطلق عليها اسم عملية البنيان المرصوص“- أكثر من 650 مقاتلا حكوميا، وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف بجروح، فيما بلغ عدد قتلى الجهاديين في المدينة بين 1800 وألفي قتيل، بحسب عيسى.

ويقول المتحدث المنطقة المتبقية صغيرة جدا، لا تتجاوز الكيلومتر المربع الواحد، لكننا لا نريد فقدان مزيد من المقاتلين، حتى ولو أن ذلك يعني إطالة أمد المعركة، ويتابع موضوع المدنيين أيضا خطير جدا، فمقاتلينا يسمعون صراخهم من المنازل، كلما كان هناك قصف، لا نعرف أعدادهم، لكن داعش يمنعهم من الخروج، ولذا، يجب التعامل مع هذه المنطقة المتبقية بحذر كبير“.

ويتبع عناصر تنظيم الدولةفي سرت، مسقط رأس القذافي، مبدأ القتال حتى الموت، إذ يعمدون إلى تفجير أنفسهم قبل القبض عليهم، ونادرا ما يقعون أحياء في قبضة القوات الحكومية.

وفي موازاة عشرات الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة ومئات الألغام التي زرعت على الطرقات وفي المنازل، تواجه القوات الحكومية خطرا إضافيا يتمثل في وجود أعداد كبيرة من قناصة التنظيم الجهادي.

وللتعامل مع هؤلاء القناصة، تستعين القوات الحكومية منذ الأول من أغسطس بضربات جوية تشنها طائرات أمريكية، نفذت أكثر من 350 غارة على مدار نحو ثلاثة أشهر ونصف، لكن رغم ذلك، بقي الجهاديون يبدون مقاومة ضارية.

ويرى ماتيا توالدو الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية والمتخصص في الشؤون الليبية أن المعركة طالت لأن المقاتلين الحكوميين واجهوا مقاومة أكبر من المتوقع، وتلقوا خسائر بشرية كبيرة، وبدأوا يشعرون بالإنهاك“.

ويتابع عندما بدأت الضربات الأمريكية، حققت قوات البنيان المرصوص تقدما مهما، لكن تنظيم الدولة محاصر حاليا في مساحة صغيرة جدا، بحيث يصعب تخيل مدى تأثير هذه الضربات في هذه المساحة“.

 وستشكل خسارة تنظيم الدولةلمدينة سرت ضربة موجعة، في وقت يواجه حملتين عسكريتين كبيرتين في كل من العراق وسوريا، حيث تسعى القوات المحلية بمساندة التحالف الدولي إلى سلب هذا التنظيم عاصمتيه في البلدين، الموصل والرقة.

وفي ظل الفوضى الأمنية التي تشهدها ليبيا منذ إسقاط نظام القذافي عام 2011، وفرت سرت ملاذا آمنا للتنظيم بعيدا عن أعين العالم، ليجعل منه محطة استقطاب رئيسية لمئات المقاتلين بهدف تدريبهم على شن هجمات في دول أخرى.

وبين يونيو 2015 ومايو 2016، قطعت الأيادي في سرت، وأعدم الناس بشكل علني، وساد الرعب، وفي شوارعها الرئيسية، انتشرت أعلام التنظيم الجهادي، وجابت سياراته الشوارع، وفرض عناصره على السكان أداء الصلاة في مواعيدها، ومنعوا خروج النساء من منازلهن، إلا برفقة رجل.

ويقول عيسى المعركة ليست سهلة أبدا، فنحن نقاتل فكرا متطرفا متسلحا ينشد الموت، أدركنا منذ البداية صعوبة وشراسة المعركة، وأن هذا العدو لا يمكن القضاء عليه، إلا بقتل كامل أفراده. وهذا ما سنفعله“.

____________

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *