بقلم منصور المختار

مع بداية انتفاضة 17 فبراير وتحطيم حاجز الخوف شعر سعد بان نهاية النظام باتت قريبة وعندها بدأ يفكر فى مستقبل ليبيا، هذه الارض التى ارتوت بدماء ابنائها واصبحت جزء من كل الليبين.

مع كثرة التفكير وقلقه على ليبيا إختلت قواه العقلية. ومما زاد الطين بله هو دخوله الى مصحة الامراض العقلية.

بقى فى المصحة فترة من الزمن وكان طبيب المصحة كل اسبوع يقوم بفحص النزلاء الذين يعتقد أنهم أتموا العلاج ويمكنهم الخروج من المصحة، جاء دور سعد الذي إستطاع إقناع الطبيب أنه قد تعافى فوافق على خروجه.

بعد خروجه أعلن عن انتخابات المجلس الوطنى فقدم نفسه للترشيح عن دائرة بوعطنى وفاز فى الإنتخابات. وفى أول إجتماع للمجلس تقرر التصويت على من يرغب فى ترشيح نفسه لرئاسة المجلس، وعندما جاء دور سعد فى تقديم نفسه وعرض برنامجه وقف وقال:

أما عن نفسى فيكفى إختلال قوايا العقلية خوفاعلى ليبيا .. واما عن برنامجى فهو كالآتى:

ليبيا لديها مزايا عديدة تمكنها من بناء اقتصادها والرفع من مستوى شعبها والتغلب علي المشاكل التي تواجهها اذا ما اتبعت خطة مدروسة ومتكاملة مستندة علي البحث العلمي والاستفادة من تجارب وخبرات الدول الاخري.

ليبيا عدد سكانها محدود ومساحتها كبيرة وبها الجبل الاخضر الذى يزيد على مساحة لبنان وكله قابل للزراعة وبها الجبل الغربى موطن الزيتون والتبغ .. لها شواطئ مواجهه لاوربا… مناخها معتدل على الساحل والمناطق الجبلية … ليبيا تريد مشروع متكامل للتنمية الاقتصادية وخلق نواة للادارة من أسفل الى أعلي، مثل هذا المشروع قد يعجل باستقرار ليبيا ويضعها علي الطريق الصحيح لتحقيق النمو الاقتصادي والانطلاق نحو مستقبل أفضل.

هذا المشروع له جانبين: الجانب الإدارى … والمستوى المحلى.

الهدف من الدولة هو تقديم الخدمات الاساسية للمواطن فى مكان إقامته وان لا تقف عائقا امام طموحاته.

يمكن تحقيق هذا الهدف عن طريق:

تقسم ليبيا إداريا إلى محافظات أو أقاليم تدار عن طريق مجالس مكونة من ستة أعضاء من بينهم المحافظ، منتخبون مباشرة من سكان الإقليم، مهمة المجلس إدارة شؤن الإقليم وتقديم الخدمات الاساسية للمواطنين بافضل الوسائل بحيث كل متطلبات المواطن تتحقق فى مكان إقامته.

يتبع المجلس الإدارات الآتيه: إدارة التعليم / إدارة الصحه/ إدارة الامن/ ادارة المرافق/ إدارة التنميه.

يعلن المجلس عن الشروط المطلوبه لإختيار مدراء هذه الإدارات وبناء عليه يختار المجلس أفضل المتقدمين كفاءة لكل إدارة ويكون تعيينهم بعقود تنص على المرتب ومدة العقد والاداء والفصل إلى آخره.

تُخصص لكل إقليم موازنة سنوية حسب عدد السكان ويقوم المجلس بصرف الميزانية حسب خطة سنوية موضوعة مقدما.

على المستوى الوطنى تدار ليبيا عن طريق مجلس وطنى (برلمان) يمثل كل الاقاليم على النحو الآتى:

كل إقليم ينتخب ممثليه إلى المجلس الوطنى وفى أول إجتماع للمجلس يتم انتخاب الرئيس ونائب الرئيس. ويعتبر هذا المجلس اعلى هيئة سياسية

تحدد مدته باربع سنوات ولا يجوز لاعضائه الترشيح لفترة اخرى.

الرئيس هو رمز الدولة ولا نريد ان نسمع منه اى خطاب او يتميز عن بقية الليبيين باى شيئ.

يتبع المجلس إدارة قوية تعرف بادارة شئون المجلس مزودة بجهاز كفؤ وهى التى تصيغ القوانين وتنفذ مقترحات المجلس، وتكون حلقة وصل بين المجلس والإدارات الممختلفة.

من المهام الرئيسيه للمجلس الآتى:

إقرار الميزانية، خطة التنمية، ومناقشة وإقرار القوانين.
إستجواب ومناقشة مدراء الإدارات المختلفة.
تعيين كل من مدير مجلس التنمية والإعمار، مدير المصرف المركزى، رئيس القوة العسكرية، مدير إدارة الحدود والهجرة، مدير إدارة النفط، مدير الشئون الخارجية، مدير إدارة الضرائب والجمارك.

في الجانب الإقتصادى يقاس معدل نمو الدولة بقدرتها الإنتاجية وإرتفاع مستوى الفرد المعيشى لابعدد الوظائف الحكومية أو وزارة الداخلية أو الإعلام الحكومى ولتحقيق ذلك علينا إستبدال الوزارات التقليدية بإدارات أو مؤسسات تديرها كفاءات منعتقة عن الروتين الحكومى ومعتمدة على خطط مدروسة مسبقا ومجلسا للتنمية والإعمار قد يكون هو الوسيلة لتحقيق هذا الغرض.

هذا المجلس هو العمود الفقرى والمحرك لعملية بناء ليبيا يحكمه قانون ويتمتع بمرونة فى تنفيذ اعماله وهو بمثابة مجلس الوزراء مع إختفاء السلطة السياسية.

بعد ما يتم إختيار مدير مجلس التنمية والإعمار من قبل المجلس الوطنى يقوم المدير بتسمية خمسة اشخاص لعضوية المجلس ممن تتوفر فيهم الخبرة والكفاءة وتعرض هذه الاسماء على المجلس الوطنى الذى يجرى تقييمهم للتاكد من صلاحيتهم لهذا العمل.

المهمه الاساسيه لمجلس التنمية والإعمارهو إعداد خطة التنمية والإشراف على تنفيذها عن طريق إدارات شبه مستقلة مبتعدة عن الروتين الحكومى .وهذه الإدارات هى: (التعليم، الصحة، المياه، الزراعة، الصناعة، الطاقة، البيئه، السياحه، الاسكان والمدن، المواصلات، المعلومات والإحصاء).

الإدارات التاليه تنشئ بقانون وتتبع المجلس الوطنى:

المصرف المركزى: يقوم المصرف المركزي بتطبيق القوانين المصرفية والاشراف علي الاقتصاد. تدخل كل عائدات الدولة الي المصرف المركزي، ويتم الصرف علي الخطة عن طريق حساب لكل ادارة او هيئة.

إدارة النفط: هى المسؤولة عن تنمية قطاع النفط من إبرام العقود إلى سياسة التصدير وغيره.

القوات المسلحة: ليبيا لا تحتاج الى جيش تقليدي برتب عسكرية ومعدات حربية تقليدية وانما تريد قوة متحركة وسريعة مزودة بالمعدات الحديثة لمراقبة الحدود والتحرك السريع في الحالات الطارئة.

إدارة الحدود والهجره: تامين الحدود وتنظيم العمالة الخارجية.

إدارة الضرائب والجمارك: جباية الضرائب والعوائد الجمركية.

إدارة العلاقات الخارجية: ليبيا دولة محايدة تنتهج سياسة معتدلة ولا تدخل فى متاهات هى فى غنى عنها، تركز على البناء والرفع من مستوى الليبيين مع مد يد المساعدﻻ للدول المحتاجة بطريقة منظمة، إلغاء عدد كبير من السفارات فى الخارج وتقليصها إلى اقصى حد.

التعليم الجامعى: المعاهد العليا والجامعات مستقلة ويدير كل جامعة او معهد مجلس إدارة يقرر المناهج ونظام الدراسه الخ. وعلى الطلبة الاختيار بين هذه المؤسسات بحسب الكفاءة والابحاث المنشورة.

العلاقه بين الافراد والدولة: تبسيط الاجراءات والمعاملات مع استخدام الوسائل الحديثة فى جميع المجالات بحيث لايحتاج المواطن إلى الوقوف امام أى هيئة أو اداره حكومية لطلب شيئ ما. وهذا يساعد على اختفاء السلطة والقضاء على الرشوة والمحسوبية.

الدين والدولة: الدين لله والوطن للجميع، حرية الدين مكفولة لكل من يعيش فى ليبيا ،الفصل التام بين الدين والدولة.

الإعلام: الصحافة مستقلة والدولة تصدر نشرة اسبوعية بالعطاءات والاشياء القانونية فقط ولا تملك اى صحيفة او إذاعة. الإذاعة المرئية والمسموعة شبه مستقلة تركز على التوعية والثقافة والترفية ولا علاقة لها بالسياسة.

الدستور: اللجنة المنبثقة عن المجلس والمكلفة بصياغة الدستور عليها ان توضح بشكل قاطع الآتى:

الفصل الكامل بين الدين والدولة.
المساواة بين الليبين جميعا فى الحقوق والواجبات.
إسم الدوله (ليبيا).
عدم التركيز على ذكر الاشياء البديهية مثل اللغة والدين والإنتماء.

النتائج المطلوبه هى:

1- الإسراع فى بناء ليبيا.

2- تقديم الخدمات مباشرة للمواطنين كل فى بلديته.

3- إلغاء الروتين الحكومى والإعتماد على التقنيه العلمية فى تقديم الخدمات للسكان بدون ان يترددوا على الدوائر الحكومية.

4- تقليص نفوذ الدولة والقضاء على المحاباة والرشوة.

5- تلاشى سلطة الفرد فى اعلى الهيكل السياسى.

6- حصر الإنتخابات فى المحافظات لتكوين الإدارة المحلية ومن ثم السلطة العليا يقلل من الإنقسامات والتعصب إلى جهه معينة.

7- إحلال الإدارات المتخصصة محل الوزارات التقليدية هو الطريق لبناء ليبيا.

8- تسييرعجلة الإقتصاد تدريجيا حتى لايحدث تضخم واعباء إقتصادية.

9- تقليص العماله الخارجية والإعتماد على انفسنا.

ختاما

إن المسؤل الاول عن تدمير ليبيا هو معمر القذافى واما المحيطين به فهم طحالب نمت فى ذلك المستنقع ولا يملكون من أمرهم شيئا .

رأس النظام ذهب الى غير رجعة اما البقية فنحصرها ونصنفها حسب الافعال التى إرتكبوها وبدل المحاكم والعزل نطلب من كل منهم ان يواجه الشعب ويقول لنا ماذا فعل ولماذا، وعلى ضوء ذلك من أجرم فى حق ليبيا يعاقب والآخرين يدمجون فى المجتمع.

***

بعد إنهاء كلمة سعد بدا هرج ومرج فى القاعة وكل يتحدث للآخر ويقولون (هذا يريد أن يلغى الشريعة ودار الإفتاء، يريد أن يلغى السفارات والوزارات ويفوت علينا فرصة الحصول على سفير او وزير، يريد تقليص نفوذ الرئيس ويلغي الإمتيازات التى نحصل عليها، يلغي المحاكمات وقانون العزل السياسى وهذا يلغى نفوذنا … الخ.

لابد من تكوين لجنة طبية تثبت أنه ما زال مجنونا ونتخلص منه.

_____________

ليبيا المستقبل

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *