بقلم مهاجر

   لعل تجربة التحول الديمقراطي الواعدةفي تونس وموقف حزب حركة النهضة العقلانيبقيادة الاستاذ راشد الغنوشي من مسألة التوافق مع الفرقاء السياسيين أكثر تأهلا ووضوحا للتوسط بين أطراف الصراع في ليبيا للوصول إلى توافق حقيقي يخرج البلاد من أزمتها التي تكاد تصل بالبلاد إلى حالة الدولة الفاشلة.

ومن خلال التصريحات العديدة لزعيم النهضة راشد الغنوشي حول الوضع في ليبيا نجد أن هناك مقومات حقيقية في طرحه المباشر لتحقيق المصالحة الوطنية بين النخب الليبية .

ولا يخفى على أحد أن الغنوشي ينطلق أولا من اعتبارات مصلحية لبلده حيث يؤكد في أكثر من مقابلة بأن بلاده تعارض أي تدخل عسكري في ليبيا، وأن تونس موقفها مستمر في رفضها للحرب كوسيلة لحل النزاعات والمشكلات السياسيةفالحرب الأهلية إن بدأت في ليبيا فلا يستطيع أحد أن ينهيها أو يحد من تمددها لدول الجوار تونس خاصة.

وأوضح الغنوشي بأن حل الأزمة في ليبيا يعتبر مفتاحا لحلّ مشاكل داخلية ذات طابع أمني واقتصادي في تونس، فهو لا يعتبر الصراع السياسي والعسكري في ليبيا مسألة محلية بل قال بأن المسألة الليبية لا نعتبرها خارجية في تونس، بل هي جزء من السياسة الداخلية التي يجب أن تراعي الوضع وحقائق الجغرافيا التي تقول إن تونس جزء لا يتجزأ من ليبيا، وليبيا جزء لا يتجزأ من تونس وكذلك الجزائر“.

صرح الغنوشي لوكالة الأناضول مشددًا أن الأزمات لا تعالج بالحرب بل بالحلول السياسية والسلميةوأن الحل السلمي في ليبيا وإن كان ناقصًا هو أفضل من الحرب. ففي رأي الغنوشي وهو محق أن الحرب تتبعها كوارث“.

وأشار رئيس حركة النهضة إلى وجود تواصل مع كثير من الأطراف الليبية، لحثّهم على التوافق والأخذ بالنموذج التونسي، الذي جنّب البلاد الكوارث والحروب والصدامات، داعيًا إلى أن يتنازل بعض الأطراف لصالح البعض الآخر، كما تنازلت النهضة عن السلطة“.

وبخصوص دوره قال الغنوشي أن حركته تحتفظ بعلاقات قوية مع كل الأطراف الليبية سواء الإسلاميين وغير الإسلاميين والقبائل وجماعة النظام القديم، وحريصون على تمتينها وتوظيفها لصالح استتباب السلم في ليبيا، الذي إذا لم يتحقق، فيهدد التجربة التونسية وكل المنطقة“. وأن الحل الوحيد هو الحوار السياسي بين الفرقاء في ليبيا، وتأسيس حكومة وحدة وطنية بإمكانها السيطرة على الوضع في ليبيا .

لم يستبعد رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، إمكانية التوصل إلى وفاق في ليبيا

ونشر المكتب الإعلامي لحزب حركة النهضة إيجاز صحفيأن الغنوشي استقبل وفدا من حزب العدالة والبناء الليبي والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين وضم الوفد الاستاذ محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء،و الاستاذ نزار كعوان رئيس الدائرة السياسية بالحزب وعضو مجلس الأعلى للدولة.

وجاء اللقاء لبحث مبادرة دول الجوار “تونس – الجزائر – مصر”، ودراسة الأوضاع التي تمر بها المنطقة وليبيا خاصة، وسبل تحقيق الاستقرار السياسي فيها والاستفادة من التجربة التونسية في إحلال الوفاق.

وأكد محمد صوان بحسب البيان، على ضرورة التمسك باتفاق الصخيرات كأساس للعملية السياسية، مع إجراء بعض التعديلات المحدودة على الاتفاق لتحقيق قدر أكبر من التوافق ببن الأطراف الليبية دون تدخل من أي جهة خارجية أخرى.

ونوه إلى ضرورة أن تتضمن أي مبادرة تطرح لحل الأزمة التي تشهدها البلاد على عدة نقاط لتحظى بالقبول. وأكد على أهمية المحافظة على العملية السياسية الديمقراطية في البلاد وعدم إقصاء أي طرف، بالإضافة إلى توحيد المؤسسة العسكرية وامتثالها للسلطة السياسية المدنية كما هو متعارف عليه في جميع دول العالم .

ومن جانبه أكد رئيس الدائرة السياسية بالحزب نزار كعوان، على أن حل الأزمة في ليبيا لن يكون إلا على طاولة الحوار، مبديا ترحيب الحزب بمبادرة دول الجوار، وتقديره لحرصهم في المساعدة على حل الأزمة الليبية.
____________

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *