في مشهد ليس الأول من نوعه، قامت قوات موالية للقائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر  بالإنتقام من القائد الميداني بمجلس ثوار بنغازي “جلال مخزوم”، الذي دفن منذ نحو ستة أيام بعد وفاته متأثرا بجراحه، بنبش قبره واخراج جثته ومثلوا بها.

وقتل «المخزوم»، متأثرًا بجروح أصيب بها في قصف مدفعي من الجيش الليبي على عمارات الـ12 غرب بنغازي الأحد الماضي،  بحسب مصادر مقربة من مجلس شورى ثوار بنغازي.

كما أفاد العقيد ميلود الزوي الناطق باسم القوات الخاصة الليبية أن مقتل «المخزوم» جاء جراء استهداف قواتهم لموقع تمركز مجلس شورى بنغازي في «عمارات 12» بمحور غرب بنغازي آخر معاقل التنظيمات الإرهابية، في قصف مدفعي.

التمثيل بالجثة


ووثقت صور وفيديوهات تبادلها ناشطون ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي عملية التمثيل بالجثة حيث وضعت جثة المخزوم على سيارة وتجول بها مسلحو قوات حفتر في بنغازي وسط حالة من هستيريا الفرح وإطلاق الرصاص والصراخ والسب والشتم والبصاق عليها.

وقام مقاتلو حفتر عقب التجول بالجثة في أرجاء واسعة من بنغازي بشنقها أمام معسكر قوات الصاعقة تشفيا في صاحبها الذي قام منذ قرابة الثلاثة أعوام مع قادة عسكريين ومقاتلين في مجلس شورى ثوار بنغازي بإطلاق عملية عسكرية سميت وقتها “ادخلوا عليهم الباب” تمكن فيها مقاتلو المجلس من اقتحام معسكرات لقوات حفتر وهدمها وقتل من واجهوهم في هذه المعسكرات بالسلاح.

وتدور في بنغازي عمليات قتال طاحنة بين قوات اللواء “خليفة حفتر” قائد عملية الكرامة، وقوات سرايا الدفاع عن بنغازيالتابعة لثوار بنغازي للسيطرة على ما يسمى بمنطقة الهلال النفطي الاستراتيجية، حيث تبادل الطرفان السيطرة عليها مؤخرًا.

تحرير قنفودة

وقد جاء دخول مسلحي قوات خليفة حفتر إلى منطقة قنفودة بعد عملية الإخلاء السريعة والخروج الجماعي لمقاتلي المجلس ومن معهم من العائلات العالقة داخل العمارات السكنية المعروفة باسم “عمارات الـ12التي كانوا محاصرين فيها إلى محاور القتال التي يسيطر عليها مقاتلون آخرون تابعون لمجلس الثوار في منطقتي الصابري وسوق الحوت شمال المدينة.

وتؤكد المصادر أن مقاتلي المجلس خرجوا في سيارات عسكرية متهالكة وفي مجموعات متفرقة، بينها قادة عسكريون وميدانيون بارزون.

وقد سلكت هذه المجموعات طرقا مختلفة، حيث إن بعضهم قبض عليهم من قبل قوات حفتر وقتلوا، والآخرون وصلوا إلى مناطق سيطرة مجلس الثوار، ومنهم من ما زال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة.

ومن بين هذه المجموعات مقاتلون مرفوقون بمدنيين دخلت في اشتباكات مع قوات حفتر في إحدى مناطق غرب بنغازي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 24 عنصرا من مقاتلي مجلس الثوار.

وقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عدة جثث لمقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي ملقاة داخل موقف للسيارات أمام ثلاجة الموتى بمركز بنغازي الطبي، وكان من بين الجثث جثتا امرأة وفتاة صغيرة.

من جهتها، أعلنت غرفة العمليات العسكرية لما تعرف بعملية الكرامة في بنغازي عما وصفته بـ”تحرير قنفودة” رغم أن مقاتلي مجلس شورى الثوار انسحبوا منها من غير قتال في غفلة من قوات حفتر الذين كانوا يحاصرونها.

وبهذا التطور تكون العمليات العسكرية قد توقفت تماما في غرب بنغازي بعد اشتداد وطأتها في العام الماضي وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، خصوصا الضربات الجوية الي كانت تنفذها طائرات حربية مسنودة بطائرات أخرى من دون طيار.

تنديدات ومطالبات بالمساءلة

وأصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ومقره بالعاصمة طرابلسبيانا دعا فيه أعيان قبائل شرق ليبيا والشخصيات السياسية والنشطاء ووسائل الإعلام ومسؤولي المؤسسات العسكرية والأمنية إلى استنكار ما قام به من نسبوا أنفسهم للجيش الليبي في مدينة بنغازي شرق ليبيا من نبش للقبور وتمثيل بالجثث، ومطالبا بتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم.

ومن جهتها، أصدرت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني بيانًا، مساء الأحد، للتعليق على الأحداث الجارية بمدينتي طرابلس وبنغازي، مستنكرة «الانتهاكات الإنسانية» في مدنية بنغازي من «نبش القبور والتمثيل وقتل النساء والأطفال»، والتي قالت إنه «نتيجة الحكم العسكري» بحسب وصف البيان.

وقالت الوزارة في بيانها إن «المؤسسة العسكرية لا يمكن اختزالها في (خليفة حفتر، لافتًا إلى أن ما وصفته بـ«حكم العسكر» سيسفر عن«نتائج وخيمة» على الشعب الليبي، بحسب البيان.

واختتمت الوزارة البيان برفضها أن يقود المؤسسة العسكرية المشير خليفة حفتر، متهمة إياه بقيادة البلاد إلى «الفوضى والانقسام»، قائلة: «لا توافق بوجوده (حفتر)، وأن البلاد لا يحكمها أي فرد أو جهة بالقوة».

وقد لقيت حادثة إخراج الجثث من القبور والتمثيل بها استهجانا كبيرا وواسعا على مستوى البلاد، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات التنديد واستنكار ما حدث.

واعتبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الليبيين أن ما حدث همجية مخالفة للشريعة الإسلامية ولا تليق بالمسلمين وتضرب بعرض الحائط كل معايير حقوق الإنسان.

________________

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *