اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، الجنرال الليبى خليفة حفتر بارتكاب جرائم حرب فى مدينة بنغازى، مشيرة إلى أن قواته أو ما يسمى بـالجيش الوطني الليبىقامت في 18 مارس الجارى والأيام القريبة من هذا التاريخ، بقتل وضرب المدنيين فى المدينة، بالإضافة إلى الإعدام الميداني بحق مقاتلى المعارضة والتمثيل بجثثهم.

وبدوره، طالب جو ستورك، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، الجنرال الليبى التعامل بشكل عاجل مع هذه الادعاءات المخيفة من خلال التحقيق مع المشتبه بارتكابها، ومنهم قيادات عسكرية عليا ربما تتحمل مسئولية شخصية.

ونقلت هيومن رايتس ووتش، فى تقرير لها، عن أهالي ونشطاء وصحفيون محليون قالوا إن عشرات المدنيين فروا بشكل مفاجئ من حي قنفودة المُحاصر بمدينة بنغازي شرقي ليبيا في 18 مارس، بعد عامين تقريبا من مواجهة بين قوات الجيش الوطني ومقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، حيث فر نصف المدنيين تقريبا، وبعضهم برفقة مقاتلين من مجلس الشورى، إلى حييّ الصابري وسوق الحوت بوسط مدينة بنغازي، اللذين ما يزالان يخضعان لسيطرة مجلس الشورى. أوقف مقاتلو الجيش الوطني نحو 7 عائلات بعد تعطل إحدى سياراتها وهاجموا وقتلوا بعض أفرادها واعتقلوا البعض، على حد قول الأقارب.

وأكدت هيومن رايتس ووتش، أنها اطلعت على مقاطع فيديو وصور شاركها أقارب الضحايا وصحفيون ونشطاء محليون يُزعم أنها تُظهر جثث لمقاتلي مجلس الشورى في بنغازي، ويُزعم أن مقاتلي الجيش الوطني الليبي شوهوا الجثث ومثلوا بها أثناء إجلاء سكان قنفودة في 18 مارس أو بعد ذلك.

وأعلنت قوات حفترفي 18 مارس أنها أجلت 7 عائلات مكثت بالعمارات رقم 12 في حي قنفودة، أخر نقطة قتال في الحي بين الجيش الوطني ومجلس الشورى، لكن لم يقدم الجيش الوطني معلومات عن مصائر أو أماكن المدنيين، وإن كان قد أتم فحصهم أمنيا، وإن كان أي مدنيين قد اعتقلوا أو اتهموا بجرائم.

وفي 20 مارس 2017، أصدرت قيادة الجيش الوطني بيانا يندد بوقائع سُجلت بالفيديو والصور لارتكاب عناصر من الجيش انتهاكات جسيمة، بينها التمثيل بالجثث وإحراقها وتشويهها. قال البيان إن الجيش سيعتقل المشتبه بارتكابهم الانتهاكات وسيحيلهم إلى لجنة تحقيق. في 21 مارس أصدر الناطق باسم الصاعقة، الوحدات الخاصة في الجيش الوطني، بيانا يبدو أنه يدافع عن بعض الانتهاكات. لكن في ساعة لاحقة من اليوم نفسه أصدر قائد القوات الخاصة تعهدا بمحاسبة المسئولين عن التمثيل بجثث مقاتلي مجلس الشورى.

وقالت المنظمة إنها اطلعت على فيديو يبدو أنه يُظهر رفات قائد مجلس الشورى جلال مخزوم وقد أُخرجت من مدفنها، على حد قول صحفيين محليين لـ هيومن رايتس ووتش. في الفيديو، ويبدو أن مقاتلي الجيش الوطني الليبي يهللون وهم يرافقون الجثمان، المربوط إلى مقدمة سيارة، في موكب يعبر بشوارع بنغازي. أصدر مجلس الشورى بيانا يعلن فيه مقتل مخزوم في 18 مارس 2017.

هذا بالإضافة إلى مقطع فيديو منفصل يُزعم أنه يُظهر جثمان مقاتل من مجلس الشورى مُعلقا من حاجز خرساني لدى مدخل معسكر للجيش، أثناء تهليل مقاتلي الجيش الوطني ووقوفهم لالتقاط صور مع الجثة، وفي صورة أخرى، يرقد جثمان مقاتل في صندوق شاحنة أثناء قيام رجل مجهول بقطع أذنيه ويديه. في صورة أخرى، يقف مقاتل مجهول في ثياب عسكرية لالتقاط صورة له إلى جوار جثمان محترق.

وقال ناشطون وصحفيون محليون إن هذه الصور التُقطت أثناء أو بعد عملية استرداد الجيش الوطني لقنفودة في 18 مارس 2017. لم يستطع باحثو هيومن رايتس ووتش التحقق من تاريخ هذه الوقائع أو مكانها.

________________

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *