نظمت شبكة الديمقراطيين في العالم العربي مائدة مستديرة بعنوان ست سنوات من الثورة التونسية حال الديمقراطية في العالم العربي بين الفرص والتحديات والتي أقيمت في مقر الشبكة الأورومتوسطية بتونس العاصمة.

وشارك في هذا الحوار كل من السيد سمير جراح المدير التنفيذي للشبكة، السيد رضوان المصمودي رئيس مجلس إدارة الشبكة، السيد صلاح الدين الجورشي منسق سابق للشبكة والسيد جمعة بوعشير عضو المكتب التنفيذي.

في بداية الندوة، أكَد السيد رضوان المصمودي على أن كشف الغطاء عن جريمة التعذيب والتفكير جديًا في الآليات التي تتصدى لها، مسؤولية الجميع

استهل السيد سمير الجراح الجلسة مرحبا بالحضور ،كما قام بالتعريف بشبكة الديمقراطيين في العالم العربي، مستعرضا الفترة التي سبقت تأسيسها ومثمنا جهود و دور السيد رضوان المصمودي في تقريب وجهات النظر بين الإسلاميين والعلمانيين ممَا أدَى إلى تجاوز الإختلافات الفكرية والإيديولوجية ونشأة شبكة الديمقراطيين في العالم العربي.

واعتبر السيد رضوان المصمودي أن الإختلاف أمر طبيعي وفي نفس الوقت هو أمر صحي لما ينتج عنه من تدفق للأفكار والأطروحات الجديدة ،إلا أنه يتطلب إدارة واعية للإختلاف تمكن من تأسيس وتركيز لثقافة جديدة تيسر الطريق للديمقراطية ،لكي لا يتحول الأمر إلى فتنة وحروب و تشرذم مجتمعات.كما أكد على ضرورة وضع آليات تحل الخلافات الفكرية باعتبار أن الديمقراطية هي نظام يضمن التنظم وحرية التعبير وحرية الإعلام إلى جانب انتخابات شفافة ونزيهة.

وأشار السيد رضوان المصمودي إلى أن دور شبكة الديمقراطيين في العالم العربي يقوم على تقريب وجهات النظر والاستفادة من الخبرات والمساهمة في مساعدة باقي الدول العربية التي مازالت تعيش الحروب والاقتتال ،على إرساء أنظمة ديمقراطية والخروج من الفتنة و الإقتتال .

و في آخر تدخله تساءل حول الخطة التي يجب اعتمادها لتحقيق أنظمة ديمقراطية ناجحة في العالم العربي و ماهي الإستراتيجيات؟. اما السيد جمعة بوعشير فقد اشار الى ان  شبكة الديمقراطيين تهدف إلى لم شمل كل التيارات الديمقراطية في العالم العربي.وأكد على أن شيطنة الديمقراطية نتيجة ما يحدث في ليبيا وسوريا ومصر، يمكن مجابهتها بالنجاح الذي يحصل في تونس.

وخلال ورقته طرح السيد جمعة الأسئلة التالية:هل يجب على الديمقراطيين البقاء مكتوفي الأيدي أم من واجبهم التحرك وأخذ المبادرة ومحاولة إنقاذ تلك المجتمعات؟ و كيف نواجه الحملة الإعلامية التي تقوم بها القوى المضادة للثورات العربية؟وكيف نعمل على إعادة السلام في العالم العربي؟

و في نفس السياق ،اعتبر السيد صلاح الدين الجورشي  أن تونس هي أمل باقي الدول العربية كمثال لنظام ديمقراطي فتي واصفا إياها بالشمعة المتبقية ،مشيرا إلى أنه ليس من مصلحة الدول العربية أن تتبخر الديمقراطية في تونس و تندثر.

كما أكد أن تونس في حاجة إلى تصحيح مسار سياسي و اقتصادي، أما باقي البلدان التي شهدت ثورات فهي في حاجة إلى إنقاذ و إيقاف سريع للنزيف الذي استنزف الثروات والشعوب.واعتبر أن هذه المرحلة تتطلب بشدة اتحاد القوى الديمقراطية للنهوض بالعالم العربي ،علما و أن الخيار الإقتصادي هو خيار استراتيجي. فكيف نحول هذا المطلب إلى واقع؟

و خلال النقاش، أكد السيد محمود غربال (ناشط بالمجتمع المدني) أن القوى الثورية استعجلت الثورة ونتائجها مما انعكس سلبا على سير الإنتقال الديمقراطي الذي اصطدم بنشاط القوى المضادة.كما ذكرت السيد آمنة الحنزولي أنه هناك ثلاث عوامل تسببت في تعطل إرساء الديمقراطية في البلدان العربية.

أولا، على المستوى الفكري، من الملاحظ عدم تهيّئ النخبة المثقفة فكريا للتطورات الأخيرة مما جعلها باقية في مرحلة ردود الفعل اليوميّة (موقف صدمة) ولم تدخل بعد في مرحلة الفعل و التخطيط والاستشراف.

ثانيا ،على المستوى الجيوستراتيجي ،تحتل تونس موقعا جيوسياسيا خطيرا بمقتضى الحدود المشتركة مع كل من ليبيا التي تمر بأزمة سياسية حقيقية و الجزائر التي تعد مطمعا للغرب سبب تفوقها على مستوى الطاقة.

ثالثا،على مستوى المشروع الوطني ،الذي يتطلب تضافر الجهود بصفة جماعية بين مختلف التيارات السياسية مهما اختلفت ايديولوجياتهم و تكوين مشروع وطني بديل جامع لكل القوى ،ينهض بالمطالب الاجتماعية و الاقتصادية ويتخلص من التبعية الاقتصادية للرأس المال العالمي يكون كل من الاسلام السياسي والقوى الديمقراطية فاعلين في ضوء المعطيات الاستراتيجية الراهنة.

كما أكد السيد رضا التليلي (أستاذ في التاريخ) على أن خروج تونس من الإستعمار و دخولها في نظام الحزب الواحد أدى بصفة حتمية إلى الدكتاتورية.كما أشار إلى أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال فصل الدين عن المجتمع أو فصل المجتمع عن الحريات و حقوق الإنسان وبالتالي من الضروري البحث عن جسور تواصل بين مختلف هذه التصورات.كما أكد أن قضاء أربع سنوات للحديث عن الهوية و الإيديولوجي ،أدى إلى تدمير الفكر السياسي الديمقراطي للمجتمع.كما اعتبر أن عزل تونس عن بقية العالم العربي سيهدد بناء نظام ديمقراطي، لذلك من الضروري المساهمة في الحد من الفوضى السياسية في دول الجوار.

و أضاف السيد رضا التليلي إلى أن تدهور الثقافة الديمقراطية في أوروبا يهدد استقرار تونس السياسي، وخاصة مع صعود التيارات اليمينية المتطرفة في أوروبا و تحالفها مع شخصيات الثورة المضادة في تونس.و فيما يتعلق بشبكة الديمقراطيين في العالم العربي، أكد أن نجاحها يتطلب تواجدها في شبكات عالمية غير محلية لكي لا تبقى عبارة عن ديكور أو موديل.و تعرضت السيدة حليمة عبسي(جمعية البحث عن المفقودين في الخارج) إلى الهجرة غير الشرعية للشباب التونسي الذي اعتبرته الضحية الأولى للثورة التونسية، نتيجة الوضع المتأزم للإقتصاد و السياسة في تونس.

كما اعتبر أحد المتدخلين (ناشط بالمجتمع المدني) أن ما حدث في تونس هو عبارة عن انتفاضة و ليس ثورة، و لكن تم اغتنامها من قبل جهات لتحقيق مصالحها.

و من خلال مداخلته ،تساءل السيد فارس بن تارزي (ناشط بالمجتمع المدني) حول ما يمكن أن تنتجه داعش في السنوات القادمة علما و أنها نتاج الحرب على العراق سنة 2003؟و أشار إلى إمكانية تركيز الديمقراطية عبر مسار رباعي الدفعيقوم على إعادة فهم دور المجتمع المدني، تعزيز الشراكة ما بين المجتمع المدني و الحكومة، التفكير دوليا و التفاعل محليا مع الإنطلاق من قراءة شاملة للوضع السياسي و الإقتصادي.

و أخيرا، العمل في أطر تضامنية ضمن ترابطات مدنية. كما دعا شبكة الديمقراطيين إلى ترسيخ ثقافة التشبيك على مستوى المجتمع المدني التونسي لأنه غير قادر على التفاعل بمفرده.و بعد سرد العنوان اعتبرت السيدة حنان الفاسي(ناشطة بالمجتمع المدني) أنه لا توجد ديمقراطية في العالم العربي و لا في تونس حتى نتحدث عن فرص و تحديات، مؤكدة على غياب ثقافة الديمقراطية وترسيخ رفض الآخر قطعيا.كما أشارت إلى إمكانية الإنتفاع بالتجارب المقارنة التي استطاعت ترسيخ أنظمة ديمقراطية ناجحة.

ذكرت المغرب التي استطاع الإستفادة من الثورات العربية على جميع المستويات ،من دون انتظار قيام ثورة على أرضه.أما السيدة حميدة السبعي(امرأة قانون) فقد اعتبرت عزوف الشباب عن الدخول في الحياة السياسية ناتج عن فرض الساسة لقراراتهم بصفة عمودية بالتعاون مع وسائل الإعلام التي سعت إلى تشتيت فكر المجتمع عن القضايا الأساسية التي يجب التركيز عليها و نقدها.

و في نفس السياق، أكد السيد رائد بن معاوية (ناشط بالمجتمع المدني)على أنه يتوجب على الحكومة التونسية استثمار الفئة الشبابية و تصويبهم، بالإضافة إلى تحقيق تطور اقتصادي حقيقي لضمان انتقال ديمقراطي سياسي سريع و تركيز خطاب بديل يحث على الديمقراطية يمكنه إقناع الشباب وجذبهم إلى الحياة السياسية.كما اعتبر أنه من الضروري إصلاح المؤسسة الأمنية و تأهيلها ليكون ديمقراطية مع أمن جمهوري.

و للتفاعل، أكد السيد رضوان المصمودي على أن الإعلام الجديد هو الذي يلعب دورا هاما على حساب الإعلام التقليدي(السمعي البصري) و أكبر دليل على ذلك أن مواقع التواصل الإجتماعي كانت من الأسباب التي أدت إلى فوز ترامب في الإنتخابات الرئاسية.

و في آخر الجلسة عرض السيد سمير الجراح محاور اهتمام الشبكة و هي الآتية: نشر ثقافة الديمقراطية، توعية المجتمعات و خاصة الفئة الشبابية، التواصل مع المجتمع المدني، تعميق البحث و محاولة صد القوى المضادة للديمقراطية، الإهتمام باقتصاد البلدان العربية، نظرة تحليلية لمدى تأثير التيارات اليمينية المتطرفة على الديمقراطية في العالم العربي، الإشتغال في تونس و محاولة وضع حلول للمشكلة السياسية الليبية.

_________________

شبكة الديمقراطيين في العالم العربي

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *