بقلم علاء فاروق

هاجم رئيس تحالف القوى الوطنية الليبي، محمود جبريل، ما أسماه الإسلام السياسيفي بلاده بالتسبب في الفوضى التي حدثت بالبلاد بعد الثورة الليبية، وأن الإسلاميينقاموا بسرقة حلم الليبيين.

وقال جبريل، وهو وزير تخطيط سابق في حكومة القذافي، إن قوى الإسلام السياسي أبطلت بقوة السلاح فوز تحالف القوى الوطنية في الانتخابات الماضية، موضحا أن تضييع تلك الفرصة أضاع فرصة تحويل انتفاضة 17 فبراير 2011 إلى مناسبة لبناء دولة، وفق تصريحاته لجريدة الشرق الأوسط“.

كما هاجم (باستحياء) جبريل، الذي زار العاصمة طرابلس مؤخرا، سيف القذافي، مستبعدا عودته إلى المشهد السياسي أو مشاركته في الانتخابات، مؤكدا: “هناك عقبات قانونية تحول دون أن يلعب سيف القذافي دورا أساسيا في مستقبل ليبيا، لأنه لا يزال مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية والقانون الدولي يسمو على القانون المحلي الليبي، وفق قوله.

وطرح هذا الهجوم في هذا التوقيت عدة استفسارات حول:

الهدف من هذه الاتهامات الآن؟

وهل بدأ جبريل التسويق لنفسه وحزبه عبر النيل من آخرين؟

ولم الجمع بين الإسلاميينوسيف القذافي؟

ولماذا تجاوز جبريل ما تفعله قوات اللواء حفتر في الشرق الليبي أو التطرق لحفتر شخصيا؟.

الصحفي الليبي، محمد العرفي، أكد من جانبه؛ أن ما ذكره جبريل حول ما أسماه الإسلام السياسي لا يشهد له الواقع بل المتابع لأداء التحالف في المؤتمر الوطني يعرف تماما الدور العبثي الذي لعبه أعضاء التحالف واقتحامات مقر المؤتمر عبر كتيبتي الصواعق والقعقاعالموالية لجبريل وعبد المجيد مليقطة القيادي في التحالف“.

وأوضح في حديثه لـعربي21، أن الإسلام السياسي كما يسميهم جبريل، شهد على حسن التزامهم وانضباطهم أحد خصومهم والعضو في تحالف القوى الوطنية الشريف الوافي، والغريب أن قوى الانقلاب الذي يقوده حفتر كانت وراء محاولة إفشال انتخابات مجلس النواب ويكررها في انتخابات 2018، ولم يذكرهم جبريل بكلمة“.

وتابع: “لكن اتهام التيار الإسلامي عند كل استحقاق انتخابي أصبح الورقة التي يلعب بها خصومهم لحصد أصوات الناخبين بدلا من الحديث عن برنامج انتخابي يرفع معاناة الوطن، كما قال.

وأكد عضو حزب العدالة والبناءالليبي، المبروك الهريش، إن هذه التصريحات غير مستغربة من رئيس حزب سياسي، فهو يسوق لنفسه عن طريق تشويه خصومه، لكنها ممارسة سياسية غير ناضجة تدل على انعدامية البرنامج السياسي لدى جبريل“.

وأشار في تصريحات لـعربي21، إلى أنه ربما يكون جزء من الإسلاميين قد ساهموا فعلا في الأزمة الحاصلة عبر تعنتهم وتطرفهم، لكن هناك طرفا آخر مؤمن بأساليب الديمقراطية الحديثة ولا يمكن لجبريل أن ينأى بنفسه أو حزبه عن الفشل الحاصل، كونه كان رئيس للحكومة يوما وكذلك حزبه الأول في المؤتمر العام“.

وحول تجاوز جبريل لممارسات القوات التابعة للواء خليفة حفتر، قال الهريش: “عدم تطرق جبريل إلى ما يقوم به حفتر من إجرام وعسكرة للدولة يأتي أيضا في سياق الدعاية السياسية لحزبه، يعتقد جبريل أن كثيرا من أنصار حفتر هم أنصاره وربما يكون لهم دور في أول انتخابات قادمة، وفق تقديره.

وقال الإعلامي الليبي من طرابلس، محمد علي، إن كل من تعنت وتصدر مشهد الانقسام سواء الإسلام السياسي أو غيره من التحالفات والجماعات السياسية يتحملون مسؤولية الفشل الذي تحقق على أعقاب الصراع السياسي“.

وأضاف لـعربي21“: “لكن تصريحات جبريل الأخيرة ستساهم في تأزم الموقف وتكرس الصراع الإيديولوجي وهذا مالا يخدم متطلبات المرحلة التي تحتاج نضج والحد من خطاب الإقصاء“.

وقال الطبيب العسكري التابع لقوات البنيان المرصوصسابقا، محمد الطويل، إن جبريل مراوغا بارعا ويلعب علي وتر الإسلاميينتسويقا لحزبه استعدادا للانتخابات القادمة، وكلامه فيه مغالطات كونه وضع يده في يد حزب العدالة والبناءالمحسوب علي الإسلاميين للإطاحة بالمرشح السابق لرئاسة الحكومة مصطفي أبو شاقور (الذي فاز عليه في انتخابات شفافة بصوت واحد في المؤتمر الوطني العام) وقد تحالفه مع العدالة والبناء إلى أسقاط مصطفى ابوشاقور ليفوز بالمنصب حليفه علي زيدان“.

وبخصوص فرص جبريل في الانتخابات المقبلة، قال لـعربي21“: “فرصه قليلة، فقد اختبره الليبيون في انتخابات المؤتمر الوطني واختبروا حزبه وما جره على البلاد من تدهور ودعما للانفلات الأمني وآخرها دعمهم لـالانقلابيحفتر في 2014 قبل أن يتخلوا عنه مؤخرا بعد أن أيقنوا نوايا حفتر في السعي للحكم بمفرده، حسب رأيه.

____________

مواد ذات علاقة