نحن مجموعة من النشطاء السياسيين والإعلاميين والحقوقيين ساهمنا في نشاطات المعارضة الليبية ضد نظام القذافي من خلال مواقعنا القيادية في الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا و (منتدى ليبيا للتنمية البشرية والسياسية) ومن خلال مواقعنا الإلكترونية (أخبار ليبيا) و (منتدى ليبيا للتنمية البشرية والسياسية) و (الشفافية ليبيا) و (ليبيا العدالة) ، وكانت لنا مساهمات أخرى من خلال مواقع عدة في ثورة 17 فبراير.
إن أهم ما أفرزته تجاربنا في المعارضة الليبية وأثناء وبعد ثورة 17 فبراير حدوث ما يعرف بـ ( Paradigm Shift) أو النقلة النوعية في الإفتراضات والمفاهيم التي أقمنا عليها مواقفنا وجهودنا في مرحلة المعارضة الليبية.
تلك النقلة النوعية في المفاهيم فرضت علينا العودة لتحليل ونقد تجربتنا في المعارضة الليبية في الخارج بما في ذلك الخطاب والأساليب والأدوات التي اعتمدناها انطلاقا من القيم التي افترضنا وجودها في المجتمع الليبي والنخب الليبية المختلفة.
ومنذ عام تقريبا قمنا بتأسيس منظمة مجتمع مدني (غير حكومية) لا ترتبط بأي حزب أو قبيلة أو منطقة أو مدينة بل تعبر عن تيار وطني وسطي مغيب بالكامل عن صنع مستقبل ليبيا، ولذلك اخترنا لها إسم
وطنيون بلا حدود
وهي تعبير عن هويتنا الوطنية الليبية التي تخترق كل الحواجز والأسوار والحدود المصطنعة بين المناطق والقبائل والجهات والمدن والثقافات والإثنيات . وهي حدود نفسية صنعها النظام الشمولي الهالك وورّثها التطرف والقمع بكل أنواعه الذي استهدف أبناء الشعب الليبي سواء من قبل النظام الهالك أو من قبل قوى لبست لباس الثورة واخترقتها ومارست حزمة من الإنتهاكات الفاجعة لحقوق الإنسان الليبي.
وبالنظر إلى ما تشهده العديد من وسائل الإعلام الليبية وصفحات التواصل الإجتماعي من أكاذيب وتضليل وتشهير وتزوير للحقائق، وفي غياب الشفافية والمساءلة والحوارات المفتوحة المعلنة والنقاشات العامة بين النخب السياسية، رأينا أن تكون مساهمتنا في الحوار عبر البوابة الإلكترونية التي اخترنا لها إسم
الاستاذ عاشور الشامس: المشرف العام ورئيس التحرير
الدكتور عبدالمجيد بيوك: المدير الفني والمحرر
وقد رأينا أن المرحلة تقتضي ألا يكون هذا المنبر إخباريا فحسب بل تعليميا، وتوثيقيا، وتحليليا، ملتزما بتتناول القضايا الراهنة والمستقبلية بكل صراحة وجرأة وصدق.
إننا نسعى من خلال هذا المنبر إلى المساهمة في تعميق الوعي بقضايا الوطن الراهنة، وبعناصر الأزمة المتشابكة والمعقدة والمحددات التي تعيق التحرك في الإتجاه الصحيح للتجربة الديمقراطية الوليدة ولذلك فإن المنبر سيقوم بتبني ونشر بعض المبادئ والأفكار والخلاصات لتجارب انسانية لمجتمعات نجحت في الإنتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية بعد حروب أهلية دامية.
إننا نأمل أن يساهم المنبر في ممارسة الضغط السلمي العلني البناء على أطراف الصراع المختلفة للعمل معا نحو تحقيق أهداف ثورة فبراير.
إننا نلتزم بطرح التساؤلات وتقديم الرؤى والتحليلات المتحررة من قيود الأدلجة والتحزّب والجهوية والمناطقية والتطرّف بجميع مسمياته وأنواعه والتي نأمل أن تساهم في طرح بعض الحلول لمشاكلنا المستعصية.
هذا المنبر ليس بتنظيم ولا هو بحزب أو جماعة ولا يسعى لتجميع الناس من حوله، ولا يملك برنامجا للمشاركة في الصراع على السلطة أو المشاركة في حكم البلاد، إنما هو رواق للأفكار والرؤى النيرة التي تهدف إلى الصدع بكلمة الحق، وكشف الحقائق، والدفع بعملية التحول الديمقراطي في الإتجاه الصحيح لإنجاز مشروع إعادة بناء ليبيا الديمقراطية، وذلك من خلال الأولويات التالية:
أولا:ـ المساهمة في أخراج بلادنا من أزماتها الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
ثانيا:ـ طرح أهم القضايا التي تدفع بتسريع حركة التحول نحو الديمقراطية وإعادة بناء الدولة الليبية الديمقراطية.
ثالثا:ـ المساهمة في الحوار المفتوح من أجل إعادة السلم الإجتماعي ومعالجة التداعيات السلبية للنزاعات المسلحة التي كلفت البلاد والعباد الكثير من الخسائر في الأرواح والأموال والمصادر الحيوية والبنى التحتية.
رابعا:ـ استشراف المستقبل من خلال المساهمة في التخلص من ثقافة التسلط والقهر والتزوير سعيا لبسط ثقافة المواطنة والحقوق الدستورية والعدالة الاجتماعية والتوافق السياسي الحقيقي التي تهدف إلى تحقيق الحوكمة الرشيدة والتنمية المجتمعية والبشرية والسياسية والعلمية.
خامسا: المساهمة مع القوى الوطنية في تعزيز أدوات الدفاع عن الشرعية الدستورية وبسط المشاركة السياسية، وتحقيق العدالة الإنتقالية ، وحماية حقوق الإنسان.
والله من وراء القصد
المحرر