تستعد إيطاليا لتنظيم مؤتمر دولي في نوفمبر المقبل يجمع الأطراف الليبية الفاعلة في المشهد السياسي من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تنهي الأزمة التي حلت بالبلاد منذ سنوات.

وتسعى إيطاليا إلى حضور دولي واسع لهذا المؤتمر حيث تواصل السلطات الإيطالية توزيع الدعوات والحشد لهذا المؤتمر الذي أعلن عنه رئيس الحكومة الإيطالية قبل أشهر عند مقابلته مع الرئيس الأمريكي دولاند ترمب.

ويأتي مؤتمر باليرمو بعد أ شهر من اجتماع باريس في مايو الماضي، الذي يرى مراقبون أنه تعثر بعد تنصل الأطراف الليبية من مخرجاته وعدم تنفيذ بنوده واعتماده على تواريخ محددة“.

صدارة إيطالية

ويرى عضو مجلس النواب محمد عريفة، أن إيطاليا تسعى من خلال مؤتمر باليرمو إلى تحقيق موقع الصدارة في الملف الليبي بعد التفويض الأمريكي لترتيب البيت الليبي“.

ويعتبر عريفة أن الإدارة الأمريكية الحالية فوضت إيطاليا لقدرة الحكومة الإيطالية الجديدة على إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن ليبيا هي ساحة جغرافية مهمة لإيطاليا إضافة إلى أن روما قادرة على فرض استقرار أمني وسياسي في ليبيا“.

ويضيف عريفة لـأصو ات مغاربية، أن فشل لقاء باريس بسبب تنصل الأطراف من مخرجاته، ومؤتمر روما لقاء منافس لإعلان باريس سيعالج الأخطاء التي ارتكبت في لقاء باريس“.

ويؤكد عريفة أن الطرف المتردد حاليا في مؤتمر باليرمو هو القيادة العامة للجيش برئاسة الجنرال حفتر، مشيرا إلى أن وجود الأطراف الفاعلة في المشهد الليبي في مؤتمر روما قد ينتج بعض الاتفاقات الجديدة المؤقتة“.

فشل سياسي

ويؤكد المحلل السياسي محمد الهنقاري أن حشد إيطاليا لمؤتمر روما جاء نتيجة الفشل السياسي الداخلي في ليبيا في إعادة بناء الدولة بين الأطراف المتصارعة التي ظهرت بعد الثورة الليبية ولم تستطع هذه الكيانات حل الأزمة، بل تسببت في حروب وانقسام سياسي ومؤسساتي“.

ويتابع المتحدث لـأصوات مغاربية، أعتقد أن هناك اتفاقا سياسيا جديدا منافسا لاتفاق الصخيرات إذا حضرت الأطراف الفاعلة المؤثرة على الأرض“.

ويفيد الهنقاري بأن إيطاليا تعول في مؤتمر روما على إلزام الأطراف الدولية لوقف الدعم وحث الأطراف الليبية على المشاركة السياسية لإعادة استقرار الدولة الليبية.

 ويشير الهنقاري إلى أن مخرجات مؤتمر باليرمو تدعم الوصول إلى مرحلة التصويت على الدستور وعقد انتخابات عام 2020 إضافة إلى معالجة الأمن ومحاربة الإرهاب.

دعم لاتفاق الصخيرات

بينما يرى المحلل السياسي فرج دردور أن مؤتمر باليرمو هو جزء داعم للاتفاق السياسي ومسار من مسارات، الحل التي تدعمها الأمم المتحدة.

ويضيف دردور في مؤتمر باليرمو ستبحث الأطراف الليبية والدولية الإشكاليات والعقبات التي تعترض الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات ومحاولة الوصول إلى توافق على النقاط الخلافية“.

وبخصوص إمكانية عرض حلول ن هائية للملف الليبي يقول دردور لـأصوات مغاربية، إن إيطاليا لا تستطيع أن تعمل لوحدها في هذا الملف الليبي ويجب عليها التنسيق مع الدول الأخرى“.

وأخيرا يؤكد دردور أن الإشكالية تكمن في عدم وجود نضج سياسي وإدراك لما آلت إليه الأمور في ليبيا من قبل الأطراف الليبية المتصارعة.

_____________

 

مواد ذات علاقة