بقلم عثمان فكري

منذ الإعلان عن عقد مؤتمر باليرمو والمقرر انعقاده في جزيرة صقلية يومي 11 و 12 نوفمبر الحالي لتعزيز الأوضاع السياسية في ليبيا بمشاركة دول جوار ليبيا.. والمتابع للشأن الليبي يجد نفسه في حيرة من أمر هذا الباليرمو والهدف منه!

هل الهدف منه فعلا إعادة الاستقرار إلى الجارة العزيزة على مصر والمصريين.. ليبيا؟

وطبعًا معروف للجميع موقف الدولة المصرية من ذلك، وحرصها على استقرار ليبيا ووحدة الأراضي الليبية.. وهو ما نتمنى أن يكون نفس موقف كافة أطراف الأزمة الليبية، ومنها من سيشارك في مؤتمر باليرمو..

وعندما اطلعت على قائمة، أو كشف الأسماء في قائمة المجتمع المدني الليبي التي تمت دعوتها للمشاركة في المؤتمر.. ساورني وغيري القلق من أن يكون الهدف من هذا المؤتمر والصخب الإعلامي المصاحب له خاصة في الإعلام الغربي والإيطالي بالتحديد من أن يكون الهدف من باليرمو هو إفشال المبادرة المصرية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية أو الجيش الوطني الليبي، والتي تهدف إلى إعادة الاستقرار ومنع التناحر والقتال الذي لا ينقطع بين الميليشيات المتصارعة على أرض ليبيا..

وأن الهدف من حضور هذه الأسماء بالنيابة عن المناطق الليبية في الشرق والغرب والجنوب هو إحداث شوشرة على خليفة حفتر، وأيضًا إفشال مساعي توحيد الجيش الوطني الليبي والمؤسسة العسكرية، وبالتالي استمرار الفوضى الأمنية وفوضى السلاح؛ التي حولت ليبيا إلى دولة فاشلة للأسف الشديد..

ولكن يظل الأمل موجودًا خاصة أنه حسب توقعات رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أنه ستكون هناك مشاركة دولية رفيعة المستوى في مؤتمر باليرمو حول ليبيا من جانب الشركاء الإقليميين والأوروبيين والدوليين.. وأن تماسك المجتمع الدولي تجاه الأزمة الليبية سيسهم بالطبع لو صدقت النوايا واتفقت الأطراف الليبية على ضرورة التوصل لحل..

 ومن الأمور الإيجابية الكلمة أو الإحاطة التي جاءت على لسان غسان سلامة، المبعوث الأممي لمجلس الأمن الدولي يوم 8 نوفمبر عبر الفيديو كونفرانس من تونس إلى أعضاء مجلس الأمن، وجاء في عدد من النقاط منها بالطبع أهمية مؤتمر باليرمو في إيطاليا..

وإليكم جزء من النص حرفيا..

أمامنا الآن فرصة للتصدي للتحديات الجسيمة التي تواجهها المؤسسات الأمنية في ليبيا منذ عام 2011.

وقد اغتنمت البعثة هذه الفرصة، ويشكل المؤتمر الذي سيعقد قريبًا حول ليبيا بضيافة الحكومة الإيطالية في مدينة باليرمو فرصة للدول الأعضاء لتقديم الدعم الملموس المتجسد في تدريب القوات الأمنية تدريبًا مهنيًا، وأود هنا أن أشكر الدول الأعضاء التي عرضت المساعدة بالفعل، إذ يتعين علينا مساعدة الليبيين لطي صفحة الاعتماد على المجموعات المسلحة لتوفير الحماية لهم.

وعلى المدى المتوسط، علينا أن نسهم في توحيد الجيش، وإعادة هيكلته ليكون جيشًا مهنيًا وطنيًا، وعلينا أيضًا المساهمة في المبادرة المصرية“.

وعلى الرغم من الطابع المعقد للأزمة، فإن الحل واضح، وهو أن السبيل إلى الاستقرار يقتضي أن تكون مطالب واحتياجات المواطنين الليبيين هي ما يحدد وجهة الطريق الذي ينبغي السير فيه، وعلى السياسيين أن يتبعوه معًا، وعلينا أن ندعم المواطنين للتحدث إلى مؤسساتهم، وأن نضغط على المؤسسات لتصغي، وأن نلزمها بتحقيق ما هو مطلوب منها.

لذا فإن وحدة المجتمع الدولي حاسمة إذا أردنا إحراز تقدم في تحقيق الاستقرار في ليبيا، فالتحدي الحقيقي هو في إعادة بناء دولة موحدة وشرعية قابلة للاستدامة، لا أقل من ذلك..

وأختتم بما قاله غسان سلامة: “بأن إعادة الاستقرار إلى ليبيا بدايته توحيد الجيش وإعادة هيكلته؛ ليكون جيشًا مهنيًا وطنيًا، وأن تكون المبادرة المصرية لتوحيده هي الأساس، وعلى المجتمع الدولي والأطراف الليبية مساندة المبادرة المصرية:

نكرر.. المساهمة في المبادرة المصرية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا.. والله المستعان

______________

مواد ذات علاقة