شعر د. عبد المولى البغدادي

بني وطني أناشدكمْ
وأستجدي ضمائركمْ
بأن لا تضرموا نارا فإن النارتأكلكمْ

بأن لا تجعلوا الفتنة تسري في مفاصلكم
بأن لا تَسفكوا دمكم بغدر من خناجركمْ
بأن لا تجعلوا الشيطان يغويكم ويفتنكمْ
بأن لا تشركوا في الحب أوهاما تساوركمْ

شهامتكم وعزتكم ووحدتكمْ
هي التوحيد ركن في شريعتكمْ
تؤذَّن في مآذنكم وتتلى في مساجدكمْ
إذا انهارت دعائمها أو احترقت
فمن يكوى بلوعتها ويطعن مثل طعنتها
سوى أنتمْ وإخوتكمْ ومن يسعى لفرقتكمْ

***

ألا لبيْكِ يا أغـْلـى
ويا أَحلى من الحُــبِّ
ألا لبَّيْــكِ يا أَشهـــــــى
بلادِ الله في قلبــــــي
ً مَتىَ تتَحقَّق البُشـــرى
بعيـْــش آمــنٍ عـــذْب
وتعلو هامــة الشَّعــبِ
بلا خفْضٍ ولا نصْـــبِ
ونَنْسى عقدة الماضي
ونُعلن عَـــودَة الحُــبِّ

***
بني وطني:
وهْــل فــِي الكَـــون مَـن يحمي
حِــمــي وطــــنـي ســـوي أنتــــمْ
فمنْ أنتــمْ ..؟؟
ســؤالٌ حـَـيـر الـــدُنـيـا
إجـابـتُـه أتـتْ مِـنْـكـمْ
فَحين تجرَّأ الطغيانُ
يقذفــكمْ بمنْ أنتمْ !!..
تحركتم وقررتم بأنَّ رجالهَا
أنتــمْ ..!!
فهـلْ أنتـــمْ كمـــَا أنتم ..؟؟
نعـمْ أنتــمْ كمـا أنتـــُمْ
كمـَا كـنـــتــمْ ولازلـتُــــمْ
جنودُ الله لا أحَدٌ يُقاومُها
ولا أحــــدٌ يـُـمـــاثــلــها
سِــــوى أنــتــمْ..!!

***
أبعدَ النصرِ والتَّحريـــرِ تصرعُنا الصِّراعاتُ.؟؟
تُفِّرقنــا الإشاعاتُ
وتَجمعنَا الهُتافاتُ
ونقفزُ فَوق منْ فُقدوا ومنْ جُرحوا
ومن ماتوا
فهاتوا عهدكم للصلح
ياأحرارنا هاتوا 
فإنَّ بُطولة الأبطـالِ
تنسـفُهـَا الحَمَاقاتُ
وتُعليهـا وتُبقيـها وتُحييهـــا الشَّهاماتُ

***
السلام بني وطني
أناشدكُــــــمْ
مُناشـــــدةَ المُحـبِّـيـنــــا
بأن لا تجْعلـــوا الدنيــــا
تفرِّقكـــمْ ولا الـــدِّيــــنـا
لقد كنتــمْ بحـمـــــــدِ الله
أبطـــــالاً مَيَـــــاميــنَـــا
ولا زلتمْ كمـا شـئـتــــــمْ
وشـاءتـكـُـــــمْ أمـانيـــنا
سـوى بعــضِ اختراقاتٍ
وبـعــــضٍ مـنْ حـماقاتٍ
تُعيد لنا مَآسينا
فلا للعنفِ .. والتَّخويفِ .. لا للمستفزِّينا
ولا للمسْـخ .. والتَّشْويه .. لا للمستغلِّينا
وألفُ نعمْ لزرْع الأمن
ألفُ نعـم لنشرِ الحبِّ
كي تَزهُو ليَالينَا

***
بني وطـنـــي
أحــِّييــكُـــمْ
تحـيــــة شـــــاعـــرٍ حـــــرِّ
يـري فـيـــكـــــــمْ أمانـيــــه
تُجــسِــــد فــرحـــــةَ العُمـرِ
فـأنتــمْ خــــير مـــن فجَّــــر
لـُـغــمَ السـاعـة الصِّفـرِ
وأنـتـمْ خـير مـن حطـَّمَ
جســر الخــْوف والـذُّعرِ
نقشـتــمْ فــي جـبــين الليـلِ
مــوعـدكــمْ مـع الـفـجرِ
وأعلـنْـتــم بصــوتِ الـحَــقِّ
مـــوْلـد ثـوْرة العـصْـرِ
ونـلـتـمْ كـلِّ ما فــي الكـونِ
مِــن شـرف ومِـن فـخـرِ
فـهـيَّـا بنا يا أحبَّـائـي نـواصـل رحلـة النـصـرِ
لـعـيـشٍ آمـنٍ حـرٍّ بـلا خــوْفٍ ولا ذُعــر
بني وطني
أحيِّيكمْ
تحيـَّـة والــدٍ عــاتبْ
لماذا لـمْ يعد للحبِّ
في أَعمـاقِنــا جـانبْ
لماذا يَنْهش الحاضرُ
مـنـَّا ذمـة الغـائبْ
لماذا نرقــبُ الفجرَ
بوجهٍ عابسٍ غاضبْ
أما نُدركُ أن البُغــضَ
صَاحبـه بــلا صاحبْ
وأنَّ تسامُــحَ الأخـوةِ
أمـرٌ لازمٌ واجــبْ
وأن الرِّفقَ بالمغلـوبِ
يُعـلي قيمَـــــة الغالبْ

***
لمَاذا يا بَني وَطني
يُكفِر بعضُنا بعضا
ويُنكـرُ بعضُنا بعضا وَيلعنُ بعضنا بعضا
ولمْ يرْحم لنا التَّجريحُ لا أرْضا ولا عِرْضا
ولم نَحفلْ بمنْ يغضبُ مِنَّا أو بِمن يرضى
فصار لقاؤُنا صمْتاً وصار حَديثُنــا رفضاً
وأصْبَـحَ قُربنـا بُـعـداً
وأصْبـحَ حُبـُنـا بُغْضـاً
كأنَّ الله لـمْ يـَخـلـقْ
سِوانا يعـرفُ الفـرضا
وأن القائلينَ بما
يُخالفنا: هـم المرضى!!
ونُدرك أنَّ فرضَ الرأي
لايعنى سِــوى الفوْضى
كحـدِّ السيْف أو أمْضى
فـماذا لـوْ تـحـاورْنـا
حوار الحب والودِّ
ولمْ نصرُخْ بتكفيرٍ
ولا رفْضِ ولا صدِّ
ودأب العقـلُ في العقلِ
ودأبَ الجُهد في الجُهدِ
هنالِك يبْلغُ الليبيُّ أقصى غايةِ المجدِ

***
لماذا أيُّهــا الأحْرارُ
لم نرْحــمْ ضَحايَانا
ولم نُوقفْ نزيفَ الدَّم من أشْلاءِ قتلانا
ولازالتْ بنادقنا تُضاعف حجْم جرْحانا
دعونا نحَملُ الثورةَ في الأعماقِ وجدانا
وليْس مجــرَّد التغـيـيـرِ أسـماءً وألوَانا
فإن الثورةَ الجوفاءَ
لا تُسعـد إنْسـانا ولا تمنــعُ عدوانا
ولا تَصنَعُ عُمْرانا
ولا غالبَ إلا الرُّعبُ إن لم ننتهِ الآنا
فهيَّـا ننتـهي الآنا
فليْسَ لنا سِوى الآنا

***
دعونا أيُّها الأحرارُ
ننْسى عُقدة الماضي
وماذا فيه من حقدٍ ومن بُغــضٍ وإعْراضِ
ومَا يحْويـه من جهــلْ ومنْ فقْرٍ وأَمرَاضِ
ومنْ فتك ومـنْ سفـكٍ لأرواحِ وأعراضِ
وهيَّا نعلن الصَّفْـحَ بقلْب مُخْـلصٍ راضِ
وإن غـُصت مَجـالِسَنا بمغتـاض ومُرْتاضِ
نفــوِّض أمْـرنـا لله والقـَانُـون والقاضي

***
دعونا أيُّها الأحْرار
نَبنى دَولة حرَّةْ
ونَطوى صَفْحة الماضي ويُعلن كلنا نصرَه
نقيــمُ الحبُّ أعْراسـا ويعـرفُ كلنا قدرهْ
ويقبلُ كلنا غيْرهْ
فـلا حـزب يمـزقـنا ولا حِـقـد يـفـرِّقـنـا
ولا رُعـب يـؤرِّقـنا ولا خَوْف ولا حيرَةْ
ويَمضى ركبُنَا حرَّا
يُـواكبُ ليبيا الحرَّةْ

***
سـَلـوا (بـوسليم)
كـمْ مَارسْــتَ منْ ظلمٍ ومنْ قهرِ
وكــمْ دَنَّـسْـت من شَـرف وكـمْ أْنزَلـتَ منْ قَـدْرِ
وكـمْ حَـطَّـمـتَ مـنْ قلـب وكـمْ سَطَّـرت من قَـبْــِرِ
فـمـاذاَ حـقـَق السَّـجـَّان مـنْ فـَـوز ومن نصْـرِ
سـِـوى الـتـَعْجـيـل بالثـَأْرِ
سِـوى تحْريـك لُغــمِ الصبر نَحْـو السَاعـة الـصفْـرِ
وقدْ علمنا التـأريـخُ مُنْــذ ولادة الـدَّهــرِ
بـأنَ الشَّـرَّ بالشَّـرِّ وأنَ الخـيـْر بالخــيْــرِ
وأنَّ الليــلَ مهْما طــــال لابدَّ مـِن الفجـرِ
فهيا يا بني وطني نعـانـق طـلعــة الفجــر
نُـجسّـِد فرحــة العُمرِ ونحملُ رَايةَ النَّصـرِ
تُصبِّحُنا تُمسِّيـــنا مسـاءِ الحمْـد والشُّكـر
مساءَ الحـبِّ والأفْراحِ والإصْلاح والبشْـرِ

* * *
ولوْ أنِّى مزجتُ الشكــرَ في نثرٍ من الدُّرِّ
ودوَّبْت لكـــمْ فيه شُعـاع الشَّمسِ والبدرِ
وضمَّته شِفـاهُ الورد سكري منْ نَدَى الفَجْرِ
وبثَّتْ أجْمل الأشـواقِ ما شاءتْ من الشِّعرِ
لما عبَّرتُ عن معشـارِ ما عندي من الشُّكرِ
لكـــلِّ مُواطـــٍن حُـــرٍّ
يُواكــــبُ ثوْرةَ الأحْرَاِر منْ نصْر إلى نَصِر
_________

الدكتور عبدالمولى البغدادي ـ شاعر وكاتب وأستاذ جامعي من مواليد طرابلس، حصل على الليسانس من كلية اللغة العربية بمدينة البيضاء، والدكتوراه من جامعة .الأزهر

***

اللوحة الأعلى ـ هي من رسومات الفنان ياسر أحمد وعنوانها ليبيا.. الرصاص الذي يقتل الجميعـ الاستاذ ياسر أحمد من سوريا وخريج معهد إعداد المدرسين. عمل مع العديد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية والقنوات الإخبارية (موقع صحيفة العرب).

______________

المصدر: صفحة الشاعر على الفيسبوك

مواد ذات علاقة