بقلم علاء العماري

إذا وصلوا رأس دولة أفسدوها وجعلوا أعزة البلاد أذلة، هذا ما فعله العسكر في مصر وما سيفعلونه في ليبيا إن مُكّنوا منها.

خليفة حفتر آمر عملية الكرامة المنصب قائدًا عامًا للجيش من مجلس النواب المنعقد بطبرق ظهر مؤخرًا غير مكتف بوضع يده على شرق ليبيا ليوسع قبضته محاولًا شمل الجنوب هذه المرة.

فيطلق الرجل المدعوم من أبو ظبي والقاهرة كما أكد ذلك رئيس مجلس النواب عقيلة صالحعملية عسكرية يقول هدفها طرد العصابات الأجنبية بمن فيها المعارضة التشادية والسودانية والمجموعات الإرهابية من الجنوب الليبي.

إن سيق ذا الخبر لغير متابع للشأن الليبي فلعله لن ينكر الفعل أو على الفاعل، لكن المدرك لملف ليبيا يدرك أن تحرك خليفة حفتر لا يختلف هدفه عن تحركه في مدينتي بنغازي ودرنة بشرق البلاد.

فهو المعلن في عام 2014 تجميد الإعلان الدستوري وعمل المؤتمر الوطني العام أعلى سلطة في البلاد آنذاكمطلقًا عملية الكرامة قائلًا إن هدفه إعادة سيادة الدولة ومحاربة منتهكيها والقضاء على الإرهاب.. ولا يُدرى إن كان بعد إعلان تجميد الدستور انتهاك أكبر للسيادة!

أما هدف حفتر في الجنوب اليوم فيراه المبصر منسلخًا عن الواقع فالمجموعات المسلحة التي جاء «المشير» حفتر لمحاربتها كانت في صفه يومًا ما، بل ربما نال بعضهم رتبًا عسكرية وإن لم ينالوها فكفاهم نعتهم بمنتسبي «الجيش الليبي».

إذ شاهد الجميع ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي مختلفة من مقاطع فيديو تظهر نساء من منطقة الجنوب الليبي يصرخون قهرًا من اقتحام قوات حفتر منازلهم عليهم سرقة لمقتنيات المنازل تمامًا كما فعلوا في مدينتي بنغازي ودرنة.

سيناريوهات حرب الجنوب الليبي

قد يفشل حفتر في السيطرة على الجنوب ولو جزئيًا إذا ما قررت القبائل إفشاله فهو قد دخله بها، والقبائل اليوم قد رأت جزءًا من شغب قواته ما جعل بعضها يخرج في بيانات يرفضون حفتر وتقدمه للمنطقة.

وقد ينجح خليفة حفتر في وضع يده على منطقة الجنوب خصوصًا مع استمرار الدعم المصري الإماراتي له، وإن فعل فإن قوة الرجل على أرض الواقع ستزداد وتزداد، بل ربما سيصبح الحاكم الفعلي للمنطقة كما هو الآن في المنطقة الشرقية.

فرغم أن رجل الرجمة يتبع وفق اللوائح والقوانين مجلس النواب المنعقد بطبرق بشرق البلاد إلى أن المجلس لا يملك السيطرة على تحركات وقرارات حفتر، بل صار برلمانيون يخافون معارضة أي قرار يتخذه الرجل.

فإذا مُكن اليوم من منطقة الجنوب فستتفوق قوته على المجلس الرئاسي بطرابلس كما تفوقت سابقًا على مجلس النواب بطبرق، ولن يبقى أمام خليفة حفتر سوى بضع كيلومترات ليحكم قبضته على طرابلس.

ولن يوقف تقدم حفتر لطرابلس سوى القوى الضاربة في المنطقة الغربية حيث مدينة مصراتة فهي المعروف عنها كثرة عتادها والكتائب العسكرية فيها ولكن هل ستتحرك؟!

أما الكتائب المتركزة في العاصمة طرابلس وغربها فلم تتخذ موقفًا واضحًا بعد.. فهي مختلف على طبيعة توجهتها فبعضها سهلة الاشتراء بالمال وأخرى يربطها ولاء ديني متماش مع أراء الكتائب الدينية التي تقاتل في صف حفتر وهذين النوعين من الممكن إخضاعهما أو خضوعهما بسهولة.

إذ تتحدث صحف ليبية عن تنسيق بين حفتر والكتائب العسكرية والأمنية بطرابلس لتأمين دخوله العاصمة دون حروب ولكن حتى اللحظة لا شيء معلن بعد.

وفي هذه الأثناء يرى الليبيون قواهم السياسة المجزئة عاجزة واقفة، بل ربما مترقبة مصيرها الذي سيقرره حفتر لها بعد أن تولت عن محاربته أو تحييد أفكاره وحلمه غير الخفي بكرسي الحكم.

_____________

مواد ذات علاقة