هي المرة الأولى التي تظهر فيها أسلحة في ليبيا تثير حفيظة الولايات المتحدة أحد المزودين الرئيسيين بالأسلحة لدولة الإمارات. وتفتح الباب لتحقيقات دولية تشير بأصابع الاتهام للإمارات في استهداف المرحلة الانتقالية الليبية.

هذه الأسلحة كانت تتبع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، وتم عرضها بعد أن سيطرت قوات الحكومة الليبية المعترف بها دولياً على مدينة غريان من قوات شرق ليبيا التابع لخليفة حفتر.

المسؤولون في الحكومة الليبية عرضوا الأسلحة من بينها صواريخ جافلين المتطورة أمريكية الصنع المضادة للدبابات. كما عرضوا أيضا قذائف مدفعية موجهة بالليزر صينية الصنع وقالوا إنه تم الاستيلاء أيضا على طائرات مسيرة هجومية صينية.

وتشير العبارات المكتوبة على صواريخ جافلين إلى أنها كانت في الأصل تخص القوات المسلحة لدولة الإمارات.

وكانت نيويورك تايمز قالت إنّ الكتابات المدوّنة على صناديق هذه الصواريخ تشير إلى أنّها بيعت إلى الإمارات العربية المتحدة، حليفة الولايات المتحدة، في 2008.

وأكّدت الصحيفة أنّه في حال ثبت أنّ هذه الصواريخ بيعت أو أعطيت لقوات حفتر، فإن ذلك يشكّل انتهاكاً لشروط البيع وكذلك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

ومن شأن العثور على الطائرات المسيرة أن يدعم تحقيقاً للأمم المتحدة حول الأمر الذي فتحت تحقيقاً حوله شهر مايو/أيار الماضي.

التحقيق الأمريكي

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية طالباً عدم نشر اسمه نحن نأخذ على محمل الجدّ كل المزاعم المتعلقة بسوء استخدام معدات دفاعية أميركية المنشأ. نحن على علم بهذه التقارير ونبحث عن معلومات إضافية“- حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأضاف نتوقّع من جميع المستفيدين من عتاد دفاعي أميركي المنشأ التزام تعهّدات الاستخدام النهائي الخاصة بهم“.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية أن البنتاغون بدأت تحقيقًا حول كيف انتهى الأمر بتخزين مخبأ للقذائف الأمريكية الصنع في أيدي خليفة حفتر.

الاعتراف

وتشكّل استعادة قوات حكومة الوفاق غريان أوّل تقدّم عسكري هامّ لها منذ سيطرت قوات حفتر على المدينة في بداية هجومها على طرابلس قبل أكثر من شهرين ونصف شهر.

ومنذ 2014 تشير تقارير الأمم المتحدة أن الإمارات ومصر تسلحان حفترلكن التفاصيل الآن أكثر وضوحاً.

ومنذ أغسطس/آب 2014، تدخلت الإمارات عسكريا معظم الوقت لمحاربة أعداء حفترمن الإسلاميين.

واعترف وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش خلال مقابلة هذا الأسبوع مع صحيفة إيطالية بأن الدولة تدعم خليفة حفتر في عملياته. لكنه برر هذا الدعم بكونه ضد “الإرهاب في ليبيا” التي تواجه الجماعات المتطرفة المدعومة من تركيا، حسب أقواله.

وكان كشف آمر حماية غرفة العمليات الرئيسية التابعة لقوات حفتر في مدينة غريان المقدم علي محمد الشيخي أثناء استجوابه من قبل قوات الحكومة المعترف بها دولياً، أن عددا من العسكريين الفرنسيين والإماراتيين شاركوا في إدارة العمليات العسكرية على طرابلس من داخل غرفة العمليات بالمدينة.

أكدت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً أن قواتها عثرت على أسلحة متطورة، أمريكية وإماراتية، بعد سيطرتها على مدينة غريان وإحكام السيطرة عليها، وطرد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر منها.

ونشرت قناة مصراتة قبل ساعات صوراً لأسلحة متطورة في مدينة غريان، بعد انسحاب قوات خليفة حفتر من المدينة، واعتقال عدد من مقاتليه.

وأعلنت الولايات المتّحدة السبت أنّها تتحقّق من صحّة معلومات بشأن العثور في مدينة غريان الليبية على أربعة صواريخ أمريكية مضادّة للدروع من طراز جافلينتركتها وراءها قوات خليفة حفتر لدى انسحابها من كبرى مدن الجبل الغربي.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز أفادت الجمعة أنّ قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً عثرت داخل قاعدة عسكرية كانت تستخدمها قوات حفتر في مدينة غريان (حوالي مئة كيلومتر جنوب غرب طرابلس) على أربعة صواريخ من طراز جافلين.

ونشر المركز الإعلامي لعملية بركان الغضبالتابع لحكومة الوفاق صوراً تفيد بأنّ ملكيّة الصواريخ تعود إلى الإمارات العربية المتحدة، بحسب ما هو مدوّن على صناديقها.

وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية طالباً عدم نشر اسمه: “نحن نأخذ على محمل الجدّ كل المزاعم المتعلقة بسوء استخدام معدات دفاعية أمريكية المنشأ. نحن على علم بهذه التقارير ونبحث عن معلومات إضافية“.

وأضاف: “نتوقّع من جميع المستفيدين من عتاد دفاعي أمريكي المنشأ التزام تعهّدات الاستخدام النهائي الخاصة بهم“.

وبحسب عملية بركان الغضبفقد تم العثور على الصواريخ الأربعة هذا الأسبوع عندما استعادت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني مدينة غريان الاستراتيجية في هجوم مفاجئ.

وأوردت نيويورك تايمز أنّ الكتابات المدوّنة على صناديق هذه الصواريخ تشير إلى أنّها بيعت إلى الإمارات العربية المتحدة، حليفة الولايات المتحدة، في 2008.

وأكّدت الصحيفة أنّه في حال ثبت أنّ هذه الصواريخ بيعت أو أعطيت لقوات حفتر، فإن ذلك يشكّل انتهاكاً لشروط البيع وكذلك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

وتعتبر الإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية الدول الإقليمية الثلاث الرئيسية الداعمة لحفتر في مواجهة قوات حكومة الوفاق المدعومة أساساً من تركيا وقطر.

وبحسب الصحيفة النيويوركية فقد تمّ العثور في ليبيا أيضاً على طائرات مسيّرة هجومية صينية الصنع.

وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إنّ واشنطن تدعم الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة للمساعدة في تجنّب مزيد من التصعيد ورسم طريق للأمام يوفر الأمن والرخاء لجميع الليبيين“.

وأضاف: “ندعو جميع الأطراف للعودة بسرعة إلى الوساطة السياسية التي تقوم بها الأمم المتحدة والتي يتوقّف نجاحها على وقف لاطلاق النار في طرابلس وحولها“.

وغريان أكبر مدينة في الجبل الغربي من حيث عدد السكان والمساحة، هي معبر حيوي لسكان الجبل الذين يتخطّى عددهم نصف مليون نسمة في طريقهم إلى العاصمة طرابلس.

وكانت المدينة تشكّل قاعدة عمليات حفتر، إذ أطلق منها في الرابع من نيسان/أبريل الهجوم على العاصمة، على بعد ألف كيلومتر من معقله بنغازي (شرق).

وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلاً على الأقلّ وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجوماً للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق، وسط رفض واستنكار دوليَّين، باعتبار الهجوم وجَّه ضربة لجهود الأمم المتحدة الساعية إلى معالجة النزاع في ليبيا.

___________

مواد ذات علاقة