الإمارات تلعب دورا قذرا في ليبيا

أكدت تقارير خبراء الأمم المتحدة على أن الإمارات قد جلبت المئات من المرتزقة من السودان وتشاد للقتال في ليبيا إلى جانب حفتر، بالإظافة إلى أكثر من 100 شحنة جوية من الأسلحة التي تم إرسالها من الإمارات ومصر إلى شرق ليبيا

بن زايد أمر حميدتي بإرسال مزيد من المرتزقة لنجدة جنرال أبوظبي

فجّر موقع ليبي إخباري مفاجأة من العيار الثقيل وكشف في تقرير له أثار جدلا واسعا، أن دولة الإمارات طلبت من حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني إرسال المزيد من الميليشيات لمساعدة الجنرال الليبي المتمرد المدعوم من ابن زايد خليفة حفتر بعد الهزيمة الساحقة التي لحقت به من قبل قوات الوفاق.

موقع “ذا ليبيا أوبزرفر” كشف أن محمد حمدان دقلو والشهير بـ”حميدتي” وافق على إرسال كتيبتين من القوة التابعة له بقوات الدعم السريع، مقابل وعود إماراتية بتقديم الدعم المالي والعيني اللازم له.

الإمارات وبحسب الموقع وعدت حميدتي بنقل أسلحة ومدرعات له، مقابل إرسال قوات سودانية إلى ليبيا، ضمن حملتها لنجدة حفتر في ظل الضربات التي يتلقاها من قوات حكومة الوفاق.

وعرضت قوات الوفاق، مرات عدة صورا وفيديوهات لعشرات الأسرى والقتلى من “الجنجويد” السودانيين، الذين سقطوا بالمعارك في محيط العاصمة طرابلس، ما ينسف مزاعم حميدتي ونفيه وجود قوات سودانية نظامية منخرطة في القتال إلى جانب قوات حفتر.

هذا واتهم تقرير لخبراء الأمم المتحدة وللأمين العام للمنظمة الأممية في نوفمبر 2019، ويناير 2020، الإمارات بإحضارها المئات من المرتزقة من السودان وتشاد للقتال في ليبيا إلى جانب حفتر.

وأفادت إذاعة “دبنقا” السودانية في يوليو 2019 أن حميدتي أرسل حوالي 4 آلاف جندي من قوات الدعم السريع إلى ليبيا؛ لحماية المنشآت النفطية في منطقة الهلال النفطي، وهو ما ساعد قوات حفتر بتركيز كل قوتها على مهاجمة طرابلس.

وحشدت حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة قواتها لمهاجمة آخر معاقل حفتر في غربي ليبيا ومدينة ترهونة وقاعدة الوطية الجوية، ومع انهيار هذين الموقعين الاستراتيجيين، سينتقل القتال إلى قاعدة سرت والجفرة الجوية في وسط ليبيا.

وأعلنت قوات الحكومة الليبية، الجمعة، أن سلاح الجو التابع لها نفذ 4 ضربات استهدفت مليشيات حفتر، بقاعدة الوطية الجوية.

وقال الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق الوطني، مصطفى المجعي، إن سلاح الجو نفذ 4 ضربات قتالية استهدفت تمركزات وآليات لمليشيات حفتر داخل وفي محيط قاعدة الوطية.

وفي السياق ذاته، نعت صفحات للتواصل الاجتماعي مقربة من حفتر 3 عناصر للمليشيات المعتدية على طرابلس، قالت إنهم قتلوا في القصف الجوي على قاعدة الوطية، وجميعهم من مدينة صبراتة، غرب طرابلس.

وردا على الانتهاكات المستمرة، أطلقت الحكومة في 26 مارس، عملية “عاصفة السلام” العسكرية ضد مليشيا، ما كبّده هزائم ساحقة.

*****

هذا هو سر دعم الإمارات المالي والسياسي غير المنقطع للجنرال السيسي.

سلطت مجلة “فورين بوليسي” في مقال نشرته للكاتب عماد الدين بادي، الضوء على الدور الإماراتي في ليبيا الذي وصفت بالقذر كاشفا عن السر وراء الدعم الإماراتي السياسي والمالي الغير منقطع من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي منذ انقلابه على محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر.

بادي” شدد في مقاله على أن أحد المحفزات الرئيسية للإمارات لدعم الجنرال الليبي المتمرد خليفة حفتر، هو هوسها بالإسلاميين، حيث تريد الإمارات إنشاء دكتاتورية في ليبيا تقوم بمحو أي شكل من أشكال الإسلام السياسي.

وأضاف وفق ترجمة موقع “عربي21”: “ولهذا الهدف قامت الإمارات فعلا بتقديم الدعم المادي والسياسي للانقلاب في مصر عام 2013 على الرئيس المنتخب ديمقراطيا حينها الرئيس محمد مرسي”، مضيفا أنه بينما ركز المجتمع الدولي جهوده لإيجاد حل سياسي في ليبيا فقد توسعت بصمة الإمارات في البلد، ومنذ 4 أبريل 2019 قامت الإمارات بتنفيذ أكثر من 850 غارة جوية بالطائرات والطائرات المسيرة لصالح حفتر.

وكشف أيضا أن البيانات من مصادر معلنة تظهر أنه منذ يناير 2020، كان هناك أكثر من 100 شحنة جوية لما يشك في أنها أطنان من الأسلحة التي تم إرسالها من الإمارات ومصر إلى شرق ليبيا، ويعتقد بأن الإمارات متورطة في خداع سودانيين للعمل كمرتزقة مع الجيش الوطني الليبي بالإضافة إلى نقل وقود للطائرات لدعم جهود حفتر الحربية.

بادي” لفت أيضا إلى أن غارات الطائرات المسيرة الإماراتية قتلت عشرات الناس وتسببت بأضرار مادية بالغة، وتحمل الجزء الأكبر من هذه الأضرار المدنيون الليبيون، مشددا على أن هذا الوضع لا يطيل الصراع فقط، وإنما يفاقمه ويخلق كارثة إنسانية في أحد أكثر المناطق هشاشة في العالم.

وذكر أنه مع كل هذه النشاطات، فلا الأمم المتحدة ولا حماة أبو ظبي من القوى العظمى – أمريكا وفرنسا – فعلوا الكثير لكبح هذا النشاط، حتى إن بعض صناع القرار قاموا بتبرير تصرفات الإمارات لأنهم يتفقون مع أهدافها الجيواقتصادية.

وشدد على أن “انتصارات حفتر الدموية المدمرة في بنغازي ودرنة ما كانت ممكنة بدون دعم مكثف من كل من الإماراتيين والمصريين.

فقرب مصر على ليبيا والعلاقة الأيديولوجية بين السيسي وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد شكلا عكازة لحفتر، والذي اعتمد على الرجلين لإمداده بتفوق جوي بالإضافة للدعم الاستراتيجي والمادي.

وقامت أبو ظبي حتى بإنشاء قاعدة جوية خاصة بها في شرق ليبيا عام 2017، والمفارقة أنها قامت بإصلاح القاعدة العسكرية وسط حوار سياسي كان يهدف لإنهاء الصراع”.

وفي السياق نفسه تابع بادي: “هذا الدعم ساعد حفتر على مد نفوذه لمناطق أخرى في البلد بينما وفرت أبو ظبي الغطاء الجوي، وخلال هذه الجولة من القتال حول طرابلس تقوم الطائرات المسيرة إماراتيا والمصنعة صينيا والطائرات الحربية باستخدام القاعدة لدعم تقدم قوات حفتر”.

وأردف: “حفتر بحاجة لهذا الدعم لتحقيق التفوق الذي يتمتع به اليوم، ومع أن ذلك منحه قوة ضغط في الحرب الأهلية الدائرة وفي المفاوضات إلا أن إمكانيته بأن يحكم ليبيا بعد الصراع دون دعم أجنبي مشكوك فيه جدا”.

ورأى بادي أن الإمارات نجحت في تمييع الدبلوماسية المتعلقة بليبيا، ومن خلال علاقاتها الثنائية وجهودها في الضغط استطاعت أبو ظبي أن تمكن حفتر من تجنب الشجب بسبب عدوانيته، حتى وصل الأمر إلى أنه بعد المؤتمرات المتعلقة بليبيا والتي أقيمت في أكثر من عاصمة أجنبية، كان حفتر يشن عمليات عسكرية تعاكس أهداف تلك المؤتمرات.

ولم يفعل صناع القرار الأوروبيون شيئا لتحدي حفتر بهذا الشأن، كما أنهم لم يشككوا في فعالية استراتيجيتهم القائمة على الاسترضاء أو مشاركة السلطة.

وأضاف: “وفر الدعم الإماراتي لحفتر هروبا من المساءلة في الساحة الدولية. وزاد من تعقيد المشكلة تدخل كل من تركيا وروسيا، مستفيدتين من السكوت الدولي تجاه هجوم حفتر في نيسان/ أبريل 2019، ولكن تدخل أنقرة وموسكو لفت انتباها وجلب انتقادا من القوى الغربية أكثر من تدخل أبو ظبي”.

ودعا بادي المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين إلى أن يقوموا بالضغط معا بالتهديد برفع السرية عن المعلومات بخصوص خروقات حظر الأمم المتحدة لتصدير الأسلحة لليبيا – بما في ذلك قائمة الخروقات الطويلة للإمارات. فالتهديد بتقديم الذين قاموا لفترة طويلة بخرق القرارات للجنة العقوبات في الأمم المتحدة سيفرض قواعد تصرف جديدة على أبو ظبي في ليبيا.

___________

مواد ذات علاقة