كشفت وثائق أن الإمارات عمدت إلى تحريض الاتحاد الأوروبي على التدخل العسكري في ليبيا بغرض مواجهة نفوذ تركيا المتنامي في البلاد.

وأظهرت وثائق اطلعت عليها “إمارات ليكس”، أن أبوظبي وجهت مراسلات مكتوبة متعددة إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي والدول الرئيسية فيه للدعوة إلى إرسال مهمة عسكرية أوروبية إلى ليبيا.

وأشارت الوثائق إلى أن الإمارات بررت دعوتها بسياق التنافس على النفوذ مع تركيا في ليبيا ودفع تعزيز عملية السلام في البلاد وفق خطى نزع سلاح وتسريح وإعادة دمج على نطاق واسع للمقاتلين، بالإضافة إلى إصلاح أساسي لقطاع الأمن.

وعرضت الإمارات تحمل أجزاء من التكلفة المالية حال وافق الاتحاد الأوروبي على موازنة القوى العسكرية المتدخلة في ليبيا وفي مقدمتهم تركيا وعدم ترك مجال النشاط بأكمله في المجال العسكري لأنقرة.

وتأتي الدعوة الأوروبية للتدخل عسكريا في ليبيا في ضوء ما كرسته تركيا من نفوذ كبير في البلاد عبر دعمها الحكومة المعترف بها دوليا ودعمها في إلحاق هزائم متكررة بحليف أبوظبي خليفة حفتر.

وعمدت الإمارات في رسائلها بحسب الوثائق على التحريض على تركيا وادعاء أنها لا تزال “ترفض عمليات التفتيش لشحنات الأسلحة” التي تنقلها إلى ليبيا، في “انتهاك واضح لقرارات الأمم المتحدة بشأن حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا”.

كما حرضت الإمارات بأن تركيا “تحافظ على وجود عسكري قوي في ليبيا وتوفر التدريب لقوات مسلحة مختارة في غرب ليبيا، لا سيما خفر السواحل والبحرية الليبيين”.

وأشارت إلى إعلان وزارة الدفاع التركية عن اعتراض مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل الليبية، وأن ذلك يجب أن يشعر الاتحاد الأوروبي بالانزعاج من توسع النفود التركي وسعيه للمزيد من السيطرة على طريق الهجرة في البجر المتوسط الذي تنشط فيه عملية “إيريني” الأوروبية وتحاول كبح جماح نشاط الهجرة غير الشرعية.

ومعروف أن الإمارات تتحالف مع فرنسا فيما يخص التدخل في ليبيا  في ظل استمرار التوتر مع تركيا رغم الحديث عن خفض حدة التوتر بين باريس وأنقرة ولقاءات تمت على مستوى وزراء الخارجية بينهما في الأشهر الأخيرة.

وحذر مراقبون أن استدعاء الإمارات تدخلا أوروبيا في ليبيا وإمكانية إرسال بروكسل بعثة عسكرية سيعزز عمق مشكلة القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا وسيؤجل حلها إلى أجل غير مسمى وهو أمر تطمح إليه أبوظبي.

وأبرز المراقبون أن الإمارات تعمل بكل الوسائل على إفشال الأطراف الليبية في التقدم باتجاه الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري وإحداث انقسامات داخلية بينها.

كما تنشط الإمارات داخليا بتحريض مجلس النواب، الذي عاد لموالاة ودعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، للسعي لحصار الحكومة التي أصبحت هي الأخرى قريبة من الأهداف والمصالح التركية.

وتواجه ليبيا معضلة المرتزقة الأجانب الممولين من الإمارات في ظل سعي البلاد للاستقرار وإنهاء واقع الصراع الداخلي المستمر منذ سنوات طويلة.

وعمدت الإمارات في إطار تدخلها العدواني في ليبيا على إغلاق البلاد بمرتزقة أجانب لدعم حليفها مجرم الحرب خليفة حفتر.

وصرح رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة بأن حكومته تسعى لبناء دولة مدنية بجيش حقيقي وقوي ومنظم للخروج من أزمة البلاد.

غير أن هذا المسعى يواجه معضلة المرتزقة الأجانب وفي مقدمتهم مرتزقة شركة فاغنر الروسية الذين مولت أبوظبي جلبهم إلى ليبيا لدعم نفوذها.

********

اتفاق عسكري في ليبيا يهدد بتقويض نفوذ الإمارات

شهدت ليبيا في الساعات الأخيرة تطورا عسكريا غير مسبوقة بالاتفاق على خطة مستعجلة لإخراج المقاتلين المرتزقة من البلاد وهو ما يهدد بتقويض نفوذ الإمارات.

وأعلنت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 عن اتفاق أعضائها على “خطة مستعجلة” بشأن المرتزقة والقوات الأجنبية، وطالبوا المجلس الرئاسي والحكومة بتجميد الاتفاقات ومذكرات التفاهم العسكرية.

وقالت اللجنة العسكرية إن أعضاءها اتفقوا على “وضع تدابير وخطة مستعجلة لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية دون استثناء لأحد وفي أسرع وقت”.

وأضافت أنها “خاطبت المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية بضرورة تجميد الاتفاقات العسكرية لأي دولة كانت، ومذكرات التفاهم وفق ما ورد في بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف”.

وحمّلت اللجنة أعضاء ملتقى الحوار السياسي المسؤولية “عن أي عواقب قد تؤدي إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار إذا فشلوا في اعتماد القاعدة الدستورية” وذلك قبيل إجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر/كانون الأول 2021.

وتواجه ليبيا معضلة المرتزقة الأجانب الممولين من الإمارات في ظل سعي البلاد للاستقرار وإنهاء واقع الصراع الداخلي المستمر منذ سنوات طويلة.

وعمدت الإمارات في إطار تدخلها العدواني في ليبيا على إغلاق البلاد بمرتزقة أجانب لدعم حليفها مجرم الحرب خليفة حفتر.

وصرح رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة بأن حكومته تسعى لبناء دولة مدنية بجيش حقيقي وقوي ومنظم للخروج من أزمة البلاد.

غير أن هذا المسعى يواجه معضلة المرتزقة الأجانب وفي مقدمتهم مرتزقة شركة فاغنر الروسية الذين مولت أبوظبي جلبهم إلى ليبيا لدعم نفوذها.

وصرح رئيس الأركان الليبي الأسبق اللواء يوسف المنقوش أن مرتزقة فاغنر أصبحوا عبارة عن وجود روسي رسمي في الأراضي الليبية وحتى خليفة حفتر لا يستطيع أن يخرجهم.

وقال المنقوش إن القوات الأجنبية في ليبيا نوعين، الأول أتت إلى ليبيا بناء على اتفاقيات رسمية ما بين حكومتين شرعيتين وهي القوات التركية، وللعلم لا توجد قوات مقاتلة تركية في ليبيا إنما هي عبارة عن أطقم تدريب وأطقم استشارات فنية.

وأضاف أن “القوات الأخرى هي قوات المرتزقة التي جاءت من دون استئذان من الدولة وجاء بها طرف معين، استأجرها في البداية ثم أصبح هو نفسه لا يستطيع أن يمارس سيطرته عليها” في إشارة إلى حفتر المدعوم إماراتيا.

وتابع “يمكن تصنيف المرتزقة أيضًا إلى صنفين: أحدهما مرتزقة شركة فاغنر الروسية الذين أصبحوا عبارة عن وجود روسي رسمي في الأراضي الليبية، وهناك المرتزقة الأفارقة الذين جاء بهم حفتر ويزدادون نموًا ويستفيدون من الإمكانيات التي تمنح لهم ويؤثرون حتى على دولهم”.

وأكد المنقوش إن “القوات الأجنبية التي جاءت بناء على اتفاقات رسمية، خروجها تحكمه القوانين والاتفاقيات واللوائح”.

وأشار إلى أن المرتزقة الأفارقة هم الحلقة الأضعف، ويمكن إخراجهم بالتعاون مع دولهم وهي تشاد والسودان، لأنهم قوات معارضة لهذه الدول وحتى إخراجهم بالقوة ليس من الصعوبة بمكان.

وفي أيار/مايو الماضي كشف تقرير سري للأمم المتحدة أن دولة الإمارات تغرق ليبيا بعشرات آلاف المرتزقة خدمة لمؤامراتها في نشر الفوضى والتخريب.

واعتبر التقرير الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي وحصلت “إمارات ليكس” على نسخة منه، النظام الإماراتي بأنه عقبة رئيسية أمام إحلال السلام والاستقرار في ليبيا.

وأبرز التقرير الأممي استمرار دعم الإمارات ماليا وعسكريا لميليشيات خليفة حفتر بما في ذلك تمويل عمليات حشدة مرتزقة من عدة جنسيات إفريقية.

ولدى تقديمه التقرير، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش عن أسفه أمام مجلس الأمن لكون جهود إعادة فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة وانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا “تراوح مكانها”.

وقال كوبيش خلال اجتماع عبر الفيديو للمجلس أمس الجمعة إن “التقدم في قضايا رئيسية مثل إعادة فتح الطريق الساحلي بين سرت ومصراتة وبدء انسحاب المرتزقة الأجانب والمقاتلين والقوات الأجنبية يراوح مكانه”.

وأضاف أن “التأخير أكثر في إعادة فتح الطريق يصب ضد الجهود المبذولة لبناء الثقة بين الجانبين ويمكن أن يقوض الجهود المبذولة للمضي قدما في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ودفع عملية الانتقال السياسي”.

وحذّر كوبيش من أن “استمرار استخدام آلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب والجماعات المسلحة ووجودهم وأنشطتهم يمثل تهديدا كبيرا ليس فقط لأمن ليبيا، ولكن للمنطقة ككل”.

ووجه كوبيش انتقادات حادة بهذا الصدد إلى دولة الإمارات بسبب ما تحشده من مرتزقة أجانب في ليبيا ورفض سحبهم.

وذكر المبعوث الأممي إلى ليبيا “من الأهمية بمكان ضمان الانسحاب المنظم للمقاتلين الأجانب والمرتزقة والجماعات المسلحة إلى جانب نزع سلاحهم وتسريحهم وإعادة دمجهم في بلدانهم الأم”.

وبحسب الأمم المتحدة، لا يزال في ليبيا أكثر من 20 ألفا من المرتزقة والجنود الأجانب، بينهم مرتزقة روس وسودانيون وتشاديون تمولهم الإمارات.

____________

مواد ذات علاقة