رفيعة الطالعي
برزت الحقوق السياسية والمدنية، يليها الاقتصاد، والتعليم والتقنية، والسلام وتوقف الحروب بوصفها أهم المجالات التي يتطلع الشباب العرب إلى حدوث تغييرات جوهرية بشأنها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يأتي ذلك في استطلاع مصغر أجرته (صدى) لمعرفة مجالات التغيير التي يرى الشباب العرب أنها ضرورية لتحسن الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدانهم.
تنوعت إجابات الشباب العرب بحسب ظروف كل بلد، ولكن اللافت هو أن الشباب اتفقوا في مجملهم على أن مشاركة الشباب في صنع القرارات السياسية والاقتصادية، وخفض معدلات البطالة وتحسن الظروف الاقتصادية وتحرير الأسواق العربية من نظم الاقتصادات الريعية سيكون من العوامل الأساسية لاستقرار البلدان ووقايتها من الاضطرابات السياسية. المطالبة بالتمتع بالحقوق المدنية والسياسية في ظل حكم القانون والعدالة الاجتماعية، واحترام حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان جاءت في المركز الأول في قائمة التغيير، بينما احتل مجال تنمية الاقتصاد وخلق بيئة اقتصادية مناسبة للشباب المركز الثاني في قائمة المجالات التي يريد الشباب العرب أن يشهدوا فيها تغييرا خلال العام الجديد.
في البلدان العربية التي تشهد حروبا وصراعات مسلحة مثل اليمن وسوريا وليبيا، شكل توقف الحرب والصراعات أولوية قصوى، إضافة إلى عودة السلام والاستقرار في بلدانهم. شكل تحسين الاقتصاد الأولوية الثانية، يليه الاهتمام بالتعليم، وضمان الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان.
ترتيب أولويات التغيير عند الشباب العرب
- ضمان الحقوق المدنية والسياسية
- تنمية الاقتصاد وحل مشكلة البطالة
- الاهتمام بالتعليم والتقنيات المتقدمة
- السلام والاستقرار وتوقف الحروب والانقسام
- احترام حقوق المرأة
- رعاية الثقافة والفنون
تلقينا 79 مُشارَكة من 19 دولة عربية، أكثر المشاركات جاءت من الأردن 12 مشاركة، والمغرب 10 مشاركات، والعراق 10 مشاركات، وتاليا اليمن وليبيا ب 6 مشاركات لكل منهما. مُثلت بقية الدول العربية ب 1-4 مشاركات. أغلب المشاركات جاءت من إناث، حيث شاركت 44 شابة في هذا الاستطلاع في الوقت الذي شارك فيه 35 شابا. تنوعت مشاركات الشباب العرب بين المكتوبة 32 والمسجلة في مقاطع مصورة 46، وقد شاركت الإناث ب 27 مقطعا مصورا و17 مكتوبا، بينما شارك الذكور ب 19 مقطعا مصورا و16 مكتوبا. تجدر الإشارة إلى أن قوائم التغيير لدى الذكور والإناث من المشاركين لا تختلف كثيرا، فقد جاء ترتيب الأولويات موحدا، غير أن التركيز على حقوق المرأة ورعاية الثقافة والفنون جاء في قوائم الإناث فقط.
وجهت (صدى) إلى المشاركين، ضمن الفئة العمرية من 21-35 سنة، هذا السؤال: ما التغيير الذي ترغب أن تشهده في بلدك العام المقبل؟ ولماذا تعتقد أن هذا التغيير مهم لبلدك وللمواطنين؟ تنوعت اهتمامات الشباب العلمية والعملية، وكذلك المناطق التي ينتمون إليها، ولكن همومهم وتطلعاتهم اتفقت على توفير بيئة آمنة للشباب للمشاركة السياسية وصنع القرار، واحترام حريات الرأي والتعبير والصحافة، ومحاربة الفساد السياسي والاقتصادي، والعدالة في توزيع الثروات، وحل مشكلات البطالة، وضمان العدالة الاجتماعية، وتحسين مستويات التعليم والمناهج والاهتمام بتقنية المعلومات والتقنيات المتقدمة لمواكبة التطور السريع الذي يحدث في العالم. تجدون إجابات الشباب العرب وتطلعاتهم للعام الجديد في المقاطع المصورة والمكتوبة التالية.
…
ليبيا
أعتقد ان التغيير يبدأ من التعليم. إذا صلح التعليم، صلح حال المواطن والبلاد. التعليم هو الركيزة والانطلاق نحو الأفضل. سوء خدمات التعليم في البلاد هو سبب الفوضى التي نحن فيها الآن.
بالنسبة لموضوع الانتخابات فهناك مخاوف من عدم قبول نتائج الانتخابات في البلاد من قبل الأطراف المسلحة بغض النظر عن مدى نزاهة الانتخابات.
—خولة الأمين -سرت
الانتخابات موضوع معقد في ليبيا، وأصبح يتفاقم شيئا فشيئا. هناك أمران يعرقلان الحركة السياسية والتنموية في البلاد. أولا، الطغيان السياسي، واستئثار القلة بسلطة اتخاذ القرار، والباقون مهمشون، وكذلك توزيع المناصب بالمحاصصة. ثانيا، سوء توزيع المال، وهذا يخلق ثغرة وفجوة كبيرة جدا تعزز التهميش، وتخلق الرغبة في الانتقام ممن تسبب فيها. المطلوب تغيير هذه الممارسات السياسية للحد من الطبقية المخيفة جدا التي نتجت عنها. أتمنى أن يتغير سلوك بعض السياسيين المتمثل في الارتماء أو التبعية للخارج، وهذه النقطة عززت الانقسام في ليبيا لأنه عند مواجهة أي مشكلة يقوم المسؤول على الفور بطلب المساعدة من الخارج حتى إن كان ذلك على حساب المصلحة العامة.
—عزالدين أحمد- طرابلس
العدالة الاجتماعية أساس كل شيء. هذا التغيير المهم الذي أطمح اليه، فأنا عشت أياما صعبة بسبب غياب العدالة الاجتماعية، وغياب سيادة القانون الذي يخلق الشعور بعدم المساواة والتهميش. هناك امتيازات وفرص حكر على فئة معينة من المجتمع. في بلدنا يتم إقصاء المواطنين الآخرين من التوظيف الجيد، والتسهيلات البنكية، وفرصة الحصول على مسكن جيد، و العلاج بالخارج، كل هذه الامتيازات نحن محرومون منها بشكل او بآخر. لقد عشت معظم حياتي في منزل شعبي بسيط في منطقة عشوائية وسط البلد تنعدم فيها خدمات البنية التحتية. أكرر مبدأ العدالة الاجتماعية وسيادة القانون هو أساس كل شيء، والباقي ينبغي أن يترك للمنافسة والاجتهاد.
—سما – موظفة – طرابلس
أتمنى أن أشهد في بلدي استقرارا حقيقيا بعيدا عن المشاكل والخوف، وبدون أعمال عنف يومية. بدون استقرار ليس هناك طموح أو أحلام أو تطور. أريد أن أشهد تغيرا في مجال الشباب، فمن الضروري تفعيل دور الشباب وإقحامهم في عمل مؤسسات الدولة والمنظمات المحلية، اريد أن أشهد تركيزا على تطوير الشباب بالصورة الصحيحة.
كذلك أود أن أرى تركيزا على السياسات البيئية، بقدر الاهتمام بالشؤون السياسية، فالسياسة البيئية تحدد الشكل العام للدولة. أيضا أتمنى الاهتمام بمراكز البحوث وتطوير التعليم في البلد.
—ملاك -باحثة في مجال سياسات البيئة- طرابلس
_____________