حسن خليل

حذر المبعوث الأممي الخاص الجديد لليبيا، يوم الثلاثاء الماضي، من اقتراب الذكرى السنوية الأولى للانتخابات المؤجلة، دون أن يتم تحديد موعد جديد، وأنّ المزيد من تأجيل الانتخابات قد يؤدي بالبلاد إلى مزيد من عدم الاستقرار، مما يعرضها لخطر التقسيم.

باثيلي أخبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أنّ وقف إطلاق النار في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 لا يزال سارياً، على الرغم من التصعيد في الخطاب السياسي نحو المواجهة، وتكديس قوات الحكومتين المتنافستين في شرق وغرب البلاد.

وقال باثيلي، وهو وزير ودبلوماسي سنغالي سابق، وصل إلى ليبيا في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وسافر إلى جميع أنحاء البلاد، إنّه يرى أنّ الليبيين يأملون في السلام والاستقرار ودعم المؤسسات الشرعية“.

تراشق بين روسيا وأمريكا

وبحسب موقع (African news) الناطق بالإنجليزية، قال باثيلي إنّ بعض المؤسسات الفاعلة، تعيق التقدم نحو الانتخابات“. وحذر من أنّ إطالة أمد تحديد موعد للانتخابات سيجعل البلاد أكثر عرضة لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، وقد يؤدي ذلك إلى خطر التقسيم“. وحث أعضاء مجلس الأمن على توحيد الجهود؛ لتشجيع القادة الليبيين على العمل من أجل إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن“.

وحث باثيلي المجلس على إرسال رسالة لا لبس فيها إلى المعرقلين، بأنّ أفعالهم لن تمر دون عواقب“. وقال إنّ مجلس الأمن يجب أن يوضح أنّ إنهاء وقف إطلاق النار، واللجوء إلى العنف والترهيب لن يتم قبوله، وأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية“.

كانت روسيا طلبت هذا الاجتماع التحضيري، ووصف نائب سفيرها، ديمتري بوليانسكي، الوضع في البلاد بأنّه متوتر للغايةوغير مستقر إلى حد ما، مع عدم وجود مؤشر على نهاية الحكومات المتنافسة قريباً. وقال إنّ هذا يعني أنّه لن تكون هناك انتخابات وطنية شاملة، أو توحيد أجهزة الدولة الليبية على المدى القصير“.

محمود الكزة: احتمال نشوب المزيد من الصراع، لن يؤدي فقط إلى البؤس لليبيين، بل المخاطر كبيرة بالنسبة إلى دول الجوار والعالم، فقد تعني الحرب مسرحاً جديداً للصراع بين روسيا والغرب على غاز المتوسط

وحذر بوليانسكي من أنّ الوضع ينذر بالخروج عن نطاق السيطرة؛ تحت تأثير المصالح المتباينة“. واتهم الدول الغربية، وخاصّة الولايات المتحدة، بإطالة أمد الأزمة الليبية من خلال استغلال الوضع المضطرب في البلاد؛ لتحقيق مصالحها الخاصة، وهي الوصول غير المقيد إلى النفط الليبي.

بوليانسكي أكد أنّ الحكومات الغربية حددت لنفسها هدفاً، هو تحويل ليبيا إلى محطة وقود؛ لتلبية احتياجاتها من الطاقة. وقال إنّ الإدارة الأمريكية لا تزال تنظر إلى العملية السياسية الليبية، من منظور المصلحة الاقتصادية الأمريكية فقط، بهدف منع ارتفاع أسعار الذهب الأسود“.

بدوره، ردّ نائب السفير الأمريكي ريتشارد ميلز بالقول إنّ الولايات المتحدة ترفض الاتهامات القائلة بأنّ الوصول إلى احتياطيات النفط الليبي، بطريقة ما، هو سبب المأزق السياسي في ليبيا اليوم“.

وفي إشارة إلى روسيا، قال إنّ الولايات المتحدة تشعر بالفزع لأنّ أحد أعضاء المجلس الذي انتهك ميثاق الأمم المتحدة، من خلال غزو واحتلال دولة جارة، يقصد أوكرانيا، يواصل تحويل انتباه مجلس الأمن بنظريات مؤامرة لا أساس لها“.

وقال ميلز هذه ببساطة محاولة فاشلة؛ لحماية روسيا من النقد المشروع“. مستطرداً: “يجب على القادة الليبيين تحمل مسؤولية تحقيق السلام الدائم، والحكم الرشيد والازدهار النهائي للشعب الليبي. والولايات المتحدة على استعداد لدعمهم“.

الانزلاق نحو المواجهة العسكرية

وبحسب وكالة رويترزللأنباء، فإنّ تفاقم الجمود السياسي في ليبيا، بات يدفع بقوة نحو الانزلاق مرة أخرى نحو الحرب الأهلية، مع توقف الجهود الدبلوماسية، وإحباط السياسيين من التقدم نحو الانتخابات.

إنّ تحرك القوات المتحالفة مع حكومة طرابلس هذا الأسبوع، لحصار اجتماع المجلس الأعلى للدولة، وتحذيرات حفتر من اندلاع حرب جديدة، كلها تؤكد هذه المخاطر.

من جانبه، قال عثمان جاجيجي، الرئيس السابق للجنة الانتخابية الليبية، إنّه لم يعد أحد يتحدث عن الانتخابات، واللعبة التي يمارسها الزعماء السياسيون الآن، هي عرقلة الانتخابات.

الناشط السياسي البرقاوي، محمود الكزة، خصّ حفرياتبتصريحات، لفت فيها إلى أنّ الأزمة تطول؛ لأنّ من هم في السلطة يسعون وراء مصالحهم الخاصة وليس مصالح الليبيين، وقال إنّ الانتخابات الوطنية النزيهة، هي الحل الوحيد؛ ذلك أنّ احتمال نشوب المزيد من الصراع، لن يؤدي فقط إلى البؤس لليبيين العاديين؛ بل إنّ المخاطر كبيرة أيضاً بالنسبة إلى دول الجوار والعالم، فقد تعني الحرب مسرحاً جديداً للصراع بين روسيا والغرب على غاز البحر المتوسط، وخفض إنتاج ليبيا البالغ 1.2 مليون برميل يومياً من النفط، خلال نقص إمدادت الطاقة عالمياً، هو ما يتيح مساحة لازدهار المتشددين الإسلاميين.

المسماري أعلن الأسبوع الماضي أنّ قوات الجيش قضت على خلية متطرفة في جنوب غرب ليبيا، كانت تخطط لعمليات إرهابية، مؤكداً أنّ العملية تمت دون وقوع إصابات في صفوف الجيش

هذا الصراع السياسي، فتح بدوره، بحسب الكزة، ثغرات كثيرة دخلت من خلالها الجماعات الإرهابية إلى ليبيا، ما يفاقم من الأزمة، وهو ما انتبه إليه الجيش الوطني الليبي؛ حيث أكد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، مؤخراً، أنّ الوحدات العسكرية للجيش الوطني تواصل عملياتها العسكرية ضد الإرهابيين، واستهداف كافة التنظيمات، وأشار المسماري إلى استمرار العمليات على كافة الأراضي الليبية، التي تؤمنها القيادة العامة للجيش الوطني الليبي.

وكان المسماري قد أعلن الأسبوع الماضي أنّ قوات الجيش قضت على خلية متطرفة في جنوب غرب ليبيا، كانت تخطط لعمليات إرهابية، مؤكداً أنّ العملية تمت دون وقوع إصابات في صفوف الجيش.

__________________

مواد ذات علاقة