صور اصطناعية تكشف كيفية استهداف قوات فاغنر في ليبيا

خالد السعدي

الحقائق والتناقضات حول الهجوم الجوي وتفاصيل الضربة التي ألحقت أضرارًا بقوات فاغنر.

أظهرت صورٌ التُقطت بالأقمار الصناعية، عملية استهداف طائرة شحن عسكري روسية تستخدمها قوات فاغنر، كانت موجودة في قاعدة الخادم شمال شرق ليبيا، فيما كشفت منصة إيكاد عمن استهدف الطائرة، وكيفية الاستهداف بجانب السلاح المستخدم.

وكانت البداية مع انتشار عدة أخبار في الأيام القليلة الماضية، حول قصف حكومة الوحدة الوطنية الليبية لمواقع تابعة لمجموعة “فاغنر” الروسية، مستغلة – الخلاف والتوتر بين القوات بزعامة يفغيني بريغوجين والكرملين، في حين خلت الأخبار التي نشرت من أدلة أو صور تثبت الهجوم.

وقالت منصة “إيكاد“، إنها تتبعت الخبر واستطاعت الوصول لصور أقمار صناعية حصرية تعرض للمرة الأولى إعلاميًا، التقطت في ٣٠ يونيو الماضي من Airbus Pleiades أظهرت آثار حريق على المصف الرئيسي لمطار الخادم العسكري.

وأظهر تحليل الصور، وتحديدًا شكل مركز الضربة والشوائب المحيطة بها من الأسفل، أن الضربة الجوية تمت عبر صاروخ محمل أتى من جهة جنوب غرب القاعدة.

وتبين أن الشوائب التي وُجدت هي بالفعل لحطام طائرة، لصورة أقمار صناعية حصرية التقطت للقاعدة يوم ١ يوليو الجاري أظهرت حطاما متناثرا في المصف الرئيسي، وقد تم نقله بنسق واضح شمال المصف.

ولمعرفة طبيعة الجسم المستهدف، عادت المنصة لصور أقمار صناعية من موقع Sentinel Hub التقطت يوم ٢٩ يونيو الماضي، أي قبل يوم الاستهداف بيوم واحد، أظهرت وجود طائرة كبيرة في ذات مكان الحطام الذي تم الكشف عنه.

ومن خلال تحليل أبعاد الطائرة (الطول ٤٦ متر، والعرض ٥٠ متر)، تبين أنها طائرة شحن عسكري من طراز IL-76 الروسية والتي تستخدمها فاغنر في ليبيا والقارة الإفريقية.

وأكّدت مصادر ملاحية، رصد طائرة من طراز IL-76 برقم تسجيلي TL-KMO في ليلة ٢٩ يونيو، ورجحت أن تكون هذه الطائرة هي بديلة لطائرة TL-KBR التي استهدفتها واشنطن مطلع الشهر في قاعدة الخادم.

وفيما قالت التقارير إن الضربة أتت من طرابلس، فمن خلال حساب المسافة بين مناطق نفوذ حكومة طرابلس وقاعدة الخادم (لا تتجاوز ١٠٠٠ كيلو متر)، يمكن القول إن السلاح المستخدم غالبا هو مسيرة تركية من طراز Akinci القادرة على قطع ٦٠٠٠ كيلو متر.

وقد أثبتت مقاطع مصورة نشرتها حكومة الدبيبة لأحد ضرباتها الجوية مطلع يونيو الماضي أنها تستخدم بالفعل مسيرة أكنجي التركية.

كما أن صور الأقمار التي تم الحصول عليها بتاريخ ١ يوليو الجاري من Airbus SPOT كانت تغطي مساحة القاعدة كاملة، وأظهر تحليل معمق أن الضربة استهدفت المصفّ الرئيسي فقط، ولم تكن هناك استهدافات أخرى.

وختمت المنصة بالقول: “أثبتت إيكاد وعبر صور أقمار حصرية استهداف طائرة شحن عسكري من طراز IL-76 تابعة لقوات فاغنر كانت تقف في قاعدة الخادم العسكرية بضربة جوية.. يأتي ذلك كمحاولة لطرد قوات فاغنر التي تعمل في ليبيا منذ إبريل ٢٠١٩ حين استقدمهم خليفة حفتر للمشاركة في هجوم طرابلس”.

قصف قوات فاغنر

يُشار إلى أنه تم الكشف قبل أيام، على لسان مصدر بوزارة الدفاع الليبية، قوله إن طيرانا مسيرا تابعا لحكومة الوحدة الوطنية قصف مواقع لمجموعة “فاغنر” الروسية في قاعدة الخروبة شرق البلاد.

وقال المصدر في حديث لموقع عربي 21، إن مواقع “فاغنر” المستهدفة تقع ضمن قاعدة الخروبة شرقي مدينة المرج، وهي إحدى القواعد العسكرية اللوجستية التي تستخدمها مجموعة المرتزقة الروسية.

في حين نقلت صحيفة المرصد الليبية عن مصدر بالقيادة العامة التابعة لقوات خليفة حفتر، نفيه قصف قوات حكومة الدبيبة لموقع قوات فاغنر في المرج.

وقال المصدر في حديثه، إنه لا صحة لما تسربه حكومة الدبيبة عن قصفها موقع في المرج، موضحا أنه إذا تجرأ الدبيبة وحكومته على عمل كهذا يُعتبر اتفاق وقف إطلاق النار ملغيًا وأن الرد سيكون في طرابلس.

***

خالد السعدي ـ صحافي كويتي متخصص في الشؤون السياسية، يناقش القضايا العربية والإقليمية، حاصل على ماجستير في الإعلام من جامعة الكويت، وعمل في العديد من المنصات الإخبارية ووكالات الأنباء الدولية.

___________

مواد ذات علاقة