توقفت الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس، ليل الثلاثاء الأربعاء، بعد مفاوضات أسفرت عن إطلاق جهاز قوة الردع، سراح قائد اللواء 444″ العقيد محمود حمزة.

وتفقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المقال من البرلمان، عبد الحميد الدبيبة، بلدة عين زارة بالعاصمة طرابلس، الأربعاء، للوقوف على حجم الأضرار التي تعرض لها بعض المواطنين والمرافق جراء الاشتباكات التي راح ضحيتها نحو 27 شخصاً.

واندلع القتال بين بين الفصيلين المسلحين جهاز الردعواللواء 444 قتالعلى مدار يومي الاثنين والثلاثاء، عقب اعتقال جهاز الردع، العقيد محمود حمزة، آمر اللواء 444، وإجباره على النزول من طائرة خاصة في مطار معيتيقة، بحسب مصادر لـالشرق“.

ويتبع اللواء 444″ المنطقة العسكرية طرابلس الخاضعة لوزارة الدفاع التي يرأسها الدبيبة، فيما يسيطر المجلس الرئاسي الليبي على جهاز الردعالذي يرأسه عبد الرؤوف كارة.

صديق الأمس

وشغل حمزة من قبل منصب الرجل الثاني في جهاز الردع، الذي اعتقله، وارتبط اسمه بالفرقة 20 وهي إحدى فرق الجهاز، وتعد بمثابة قوات النخبة بداخله، قبل أن ينفصل عنه ويؤسس قوة عسكرية تحت مسمى اللواء 444″ يتبع وزارة الدفاع، بحسب صحيفة الشرق الأوسط“.

وتحالف حمزة قائد اللواء، الذي أُسس في طرابلس عام 2019، مع حكومة الوفاق الوطني السابقة برئاسة فايز السراج، ولعب دوراً مهماً في إحباط الهجوم الذي شنته قوات شرق ليبيا الجيش الوطني الليبيبقيادة اللواء خليفة حفتر، في نفس العام، للسيطرة على طرابلس.

وتمكن اللواء 444″ من السيطرة على مساحة كبيرة من ضواحي طرابلس، وصولاً إلى مدينة ترهونة وبني وليد حتى جبل نفوسة غرباً، وتخوم مدينة الشويرف جنوباً، وهذه المساحة الشاسعة جعلت القوة تتموضع بشكل ممتاز على الساحة العسكرية في ليبيا.

ويعدّ اللواء 444″ من أكثر القوى العسكرية تنظيماً في ليبيا، وتنتشر معظم قواته جنوب العاصمة، كما تسيطر على مدن بارزة في غرب ليبيا، وتحديداً ترهونة وبني وليد، وتقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوب البلاد.

 من هو محمود حمزة؟

حمزة لم يكن شخصية مؤثرة كما هو الحال الآن، قبل سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي في عام 2011.

ويحمل حمزة الآن رتبة العقيد، ويعد أحد أبرز المقربين من رئيس حكومة الوحدة المقال من البرلمان عبد الحميد الدبيبة، لكنه لم يكن قبل 2011 سوى مجرد شخص مدني، لا يتمتع بأي خلفية عسكرية أكاديمية.

وانتقل حمزة من مواطن مدني إلى كونه أحد المقاتلين في مواجهات الإطاحة بنظام القذافي، وظهر في مقاطع فيديو على يوتيوبحاملاً السلاح. وتردد أنه عمل في مكتب زعيم الجماعة الليبية المقاتلة سابقاً عبد الحكيم بلحاج في معيتيقة، حينما ترأس مجلس طرابلس العسكري.

ومن المفارقات أن حمزة، الذي جرى توقيفه على يد عناصر من جهاز الردعلمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، كان في طريقه للانضمام إلى الدبيبة لحضور حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الكلية العسكرية الجوية بمدينة مصراتة، الواقعة غرب البلاد.

وتدرج حمزة بعدما مُنح رتبة ملازم في الشرطة، والتحق بقوة الردع، وعمل ناطقاً باسمها، وقاد فترةً عملياتها الأمنية، لكنه سرعان ما أسس كتيبة منفصلة تحمل اسم “20 – 20” في معيتيقة بقيادته، بعد انفصاله عن قوة الردع.

وصعد نجم محمود حمزة قبل عامين، بعدما اقتحمت مجموعة من اللواء 444″ منزل آمر منطقة طرابلس العسكرية، عبد الباسط مروان، حينما أقاله الدبيبة.

ولمع حمزة في المشهدين السياسي والعسكري، بعدما لعب دوراً لإنهاء قتال الميليشيات المسلحة، حيث نجح خلال العام الماضي في وقف اشتباكات مسلحة في منطقة (سوق الثلاثاء) بوسط العاصمة طرابلس بين مجموعات تابعة لقوة النواصي بوزارة الداخلية، وجهاز حفظ الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي بعد نشر قوة عسكرية محايدة.

كما نجح حمزة في إخراج رئيس الحكومة السابق المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا، من طرابلس، وقام باصطحابه من منطقة النوفليينإلى خارج العاصمة لإيقاف الاشتباكات، التي اندلعت بين مجموعات مسلحة مؤيدة لحكومة الدبيبة، وأخرى داعمة لباشاغا، بعد ساعات من وصول الأخير إلى المدينة لمباشرة أعمال حكومته.

حكومتان متنازعتان

وتشهد ليبيا نزاعاً على الشرعية بين حكومتين، الأولى في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في بنغازي برئاسة أسامة حماد الذي خلف باشاغا.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر 2021، غير أنه تم تأجيلها بسبب غياب التوافق بين الأطراف السياسية بشأن الأسس القانونية للاقتراع.

ولم تنعم ليبيا إلا بقليل من السلام أو الأمن منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي الناتو، وانقسمت في 2014 بين فصائل متحاربة في الشرق والغرب.

وتوقف هجوم شنته قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) على طرابلس في الغرب عام 2020 مما أدى إلى وقف لإطلاق النار وضع حداً لأغلب المعارك الكبرى. وأبقت تركيا، التي دعمت حكومة طرابلس، على وجودها العسكري في ليبيا.

لكن ليس هناك تقدم يذكر صوب التوصل لحل سياسي دائم للصراع ولا تزال الفصائل المسلحة على الأرض التي اكتسبت صفة رسمية وحصلت على تمويل تتمتع بنفوذ واسع.

وفي العام الماضي، حاولت فصائل تدعم حكومة منافسة أعلنها برلمان الشرق الإطاحة برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة على مدار يوم في طرابلس.

كما هزت معارك متفرقة في ذلك العام مدينة الزاوية غربي العاصمة.

____________

مواد ذات علاقة