عبدالله الكبير

تصطدم مبادرة المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا عبدالله باتيلي بشروط يضعها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وعبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، وخليفة حفتر قائد مليشيات عملية كرامة.

الأول لا يريد التفاوض حول قوانين الانتخابات، ويريد فقط بحث موضوع تشكيل حكومة جديدة،

والثاني يرفض النقاش حول تشكيل حكومة جديدة، ويرى أن الحوار لا ينبغي أن يتجاوز الوصول لصيغة توافقية حول القوانين الانتخابية، لتصبح قابلة للتنفيذ،

والثالث يشترط إشراك الحكومة الموازية أو استبعاد الحكومتين.

تهدف تحركات المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، ولقاءته مع الأطراف المدعوة للحوار إلى الضغط لإزالة هذه الشروط، وجلب الجميع إلى طاولة باتيلي.

التأثير الأمريكي لا يمكن إغفاله لضمان نجاح المبادرة، وليس المقصود بالنجاح هنا هو إزالة كل العقبات التي تعترض طريق الانتخابات، وإنما كسر حالة الجمود السياسي بانطلاق الحوار على مستوى الممثلين للأطراف الخمسة المدعوة، ثم تأتي الخطوات اللاحقة في حينها.

 مواقف الشخصيات الثلاث مفهوم.

عقيلة يسعى إلى تمديد المرحلة الانتقالية وقضم المزيد من السلطة، بالهيمنة على السلطة التنفيذية،

يسعى الدبيبة يسعى إلى الاستمرار رئيسا للحكومة، وفي حوزته حجة قوية تساندها قطاعات شعبية واسعة، وهي عدم السماح بتمديد المرحلة الانتقالية وإنجاز التغيير عبر الانتخابات، لتزول كل الكيانات المهيمنة على السلطة منذ سنوات،

حفتر يريد الدخول إلى المفاوضات مع حكومته الموازية أو استبعاد الحكومتين، لإضعاف موقف الدبيبة، إذ لا أحد في موازاة حفتر في طاولة باتيلي إلا الدبيبة، فمجلس النواب هو نظير مجلس الدولة، ورئيس المجلس الرئاسي سيتماهى مع مواقف عقيلة وحفتر، بعد التحاقه بلقاء القاهرة مع حفتر وعقيلة، وتوقيعه على بيان يرحب بالمبادرة، ولكنه يدعو إلى الاستجابة لتحفظات عقيلة وحفتر.

مشاركة المنفي في لقاء القاهرة قسمت المجلس الرئاسي، وانهت حالة التوافق الهش بين أعضائه، باتخاذ النائبين عبدالله اللافي وموسى الكوني موقفه مضادا لتوجهات المنفي المتحيزة بالمشاركة في حوار القاهرة.

يطرح باتيلي مبادرته بعد فترة طويلة من الجمود السياسي، مصحوبة بتوترات عسكرية بين المجموعات المسلحة المختلفة الأهواء والمصالح، وفي زمن اضطراب دولي حاد بين القوى الكبرى، باستمرار الحرب في أوكرانيا والعدوان الهمجي الذي ينفذه كيان الاحتلال في فلسطين ضد الأهالي في قطاع غزة، ما يضاعف من احتمال فشل المبادرة أو على أقل تقدير تعثرها، بعدم استجابة الأطراف المدعوة إلى تبادل التنازلات التي تدفع بالعملية السياسية إلى الأمام

وهنا سيكون السؤال البارز.

ماهو البديل؟

لا يمكن أن يبقى مصير البلاد في يد كيانات وشخصيات تريد الاستمرار في السلطة، من دون إدراك حاجة البلاد إلى توحيد مؤسساتها من دون ابطاء، وانتشالها من حالة الانهيار التي تتكرس بزيادة حجم التوغل الخارجي.

____________

مواد ذات علاقة