بقلم المهاجر

سفير ليبيا في السعودية المدعو عبدالباسط البدري، والذي يعرف بنفسه أنه المبعوث الشخصي لخليفة حفتر، حضر المؤتمر الليبي الأميركي الذي انعقد الأربعاء في واشنطن وعبر عن فرحته بنجاح المؤتمر الذي وصفه بأنه كان ناجحا جدا جدا، حسب ما تناقلته وسائل الأعلام في واشنطن.

هذه قراءة سريعة لبعض تصريحات السفير التي أدلى بها إلى صحيفة إيلاف مؤخرا :

  • قال لصحيفة إيلاف، إن مؤتمر واشنطن أوصل الصوت الليبي لتحقيق أهداف الشعب المتمثلة بالامن ووحدة التراب الليبي والاستقرار، ولكنه تناسي دور سيده وباعثه في عدم استقرار بنغازي ودرنة منذ سنوات .

  • قال لصحيفة إيلاف أيضا أن الاجتماعات بين السراج وسيده الأول (حفتر)، وبين السويحلي وسيده الآخر (عقيلة) كلها تصب في تحقيق السلم والاستقرار ولم يبين كيفية ذلك رغم تأكيدات المراقبين بأن المفاوضات التي تمت في تلك الاجتماعات ليس لها علاقة بمصالح الوطن أو المواطن وإنما هي مفاوضات لتحقيق مصالح شخصية لكل منهم. ربما لا يدرك الصبي أن الصراع الجاري حاليا هو حول السيطرة على السلاح أما السلطة والثروة فهم متفقون جميعا على تقاسمهما رغم الخلافات بينهم على نصيب كل طرف من أطراف الأزمة فيها.

  • هذا السفير اتهم الرئيس أوباما برزاعة النبتة التي أفسدت الربيع العربي، بقوله لصحيفة إيلاف أن “ سياسة اميركا الخارجية (هي) التي اتبعها اوباما وأدت الى وقوع اشكالات كبيرة وزرعت نبتة الاخوان المسلمين وافسدت الكثير من ثورات الربيع العربي وجعلت منها مأساة“. ولا أدري إن كان هذا السفير يعلم أي شئ عن الثورة المضادة وعن الجريمة المنظمة وعن الدولة العميقة التي ازدهرت في ليبيا بسبب تصرفات ومواقف القيادات الفاسدة وعلى رأسها (حفتر وعقيلة) الذان أفسدا كل فصول السنة في ليبيا.

  • هذا السفير سوّق دور الإمارات ومسرحية الإتفاق الذي رتبته بين سيده والسراج، بقوله أنه يعول على استمرار اتفاق الامارات ويأمل أن تحل الازمة مع مكافحة الارهاب وأن الاتفاق سينجح اذا حصل الجيش الليبي على حقوقه المشروعةويقصد هنا الحصول على السلاح الأميركي المتطور بعد الفشل في الحصول على السلاح الروسي والهدف هو المزيد من القتل والتدمير للعباد والبلاد.

  • هذا السفير لم يتعلم شيئ من محاولة العارف النايض المفضوحة والفاشلة الضحك على الإدارة الأميركية رغم كل إدعاءاته حول المشهد الليبي وخاصة في الغرب. فها هو يردد نفس الأكاذيب المفضوحة بقوله انه (يقصد سيده حفتر ) يقاتل داعش في شرق البلاد وجنوبهاوالغبي لا يدرك أن الإميركان يعلمون تفاصيل مملة عن الخروج الآمن لداعش من درنة والإنتقال لسرت والجفرة ويعلمون أن ذلك الخروج تم بالترتيب مع سيده حفتر . (ألا يدرك هؤلاء الصبية أن القيادات الأمنية والعسكرية والإستخباراتية في هذه الدول العظمى ليسو بهذه السذاجة والغباء وأنهم يعلمون تماما من هم الذين قاتلوا داعش في ليبيا، فإذا لم يصدق الروس كل إدعاءات هذا الصبي و سيده فكيف بالإمريكان)

  • هذا السفير يتمسكن لمساعدي ترمب بادعائه أن التسليح محظور على سيده، وأن الميليشيات الغرباويةتحصل على دعم لا محدود له من بعض الأطراف، ويقصد قطر وتركيا طبعا وربما غيرهما، وتجاهل الغبي أن الأمارات اعترفت رسميا والعالم كله يعلم حقيقة الدعم الذي يتلقاه سيده منها بل أن الطائرات الأميركية التي يبيعها الإمريكان للإمارات تشارك في عمليات القصف الجوي الذي دمر أجزاء كبيرة من مدينة بنغازي ودرنة ، ويسعى حاليا إلى دفع سبها لنفس المصير بل أنه صرح أكثر من مرة أنه سيحرر طرابلس العاصمة قريبا ربما بعد تدميرها، ولكن هيهات.

  • طبعا موضوع الإخوان ووصف المؤتمر والثوار في طرابلس بأنهم إخوان أصبح اسطوانة مشروخة لم يتردد هذا السفير على ترديدها بقوله أن الشارع الليبي يرفض الإخوان المسلمين بشكل مطلق لأنهم أفسدوا البلاد وأدخلوها في فوضى (وسيده بريئ منها) ولم ينس أن يشير إلى أن ذلك تم برعاية إدارة أوباما (!!).

  • هذا السفير المدلل لا يدرك أن الأجهزة الاستخباراتية الغربية تعلم تماما بأن الإخوان والمقاتلة لا يزيد عددهم عن بضع مئات من الأفراد وأن الذين يقاتلون سيده في بنغازي هم من الثوار الذي علموا كتائب سيده الكبير القذافي درسا .

  • هذا السفير تطاول على أكثر من دولة أوروبية فصرح لإيلاف بالتالي:

ـ أن الحكومة الايطالية (في زمن إوباما) كانت تفرض شروطها وتدخلت بشكل كبير وفرضت حكومة موالية لها وفرضت أيضا اتفاق الصخيرات

ـ أن إيطاليا عينت باولو سيرا حفيد الجنرال غراسياني الذي قتل عمر المختار وأقام المعتقلاتعلى رأس لجنة الترتيبات الامنية للبعثة الاممية.

ـ أن الإنجليز تدخلوا في نفس الفترة واتخذوا نفس موقف الطليان، و دعموا المجلس الرئاسي الذي يضم جماعات متشددة ومنهم الجماعة الليبية المقاتلة

  • صرح بكل ذلك ولم يبين لنا كيف تدخلت إمارة بن زايد ومصر السيسي في الصراع السياسي والعسكري في ليبيا

  • أما بالنسبة لرموز النظام الهالك ودورهم في الحل السياسي الذي يتمناه فقال:

ـ أن مجلس النواب اصدر قرارا بالعفو العام (على الجميع بغض النظر عما قاموا به من جرائم وانتهاكات)

ـ وأن مجلس النواب ألغى قانون العزل السياسي الذي اقره المؤتمر الوطني التابع للاخوان المسلمين (يعني أن كل المؤتمر هو تابع للإخوان) ولكنه هنا يتناقض مع محمود جبريل الذي أعلن أكثر من مرة بأنه هو الذي صاغ قانون العزل السياسي (وهنا لابد لي من الإشارة إلى أني اعتقد جازما بأن هذا الدعي هو من صنع محمود جبريل وهذا الإعتقاد أبنيه على الكيفية والتوقيت والمكان الذي سطع فيه نجمه في سماء الدبلوماسية الليبية، وأيضا على الشكل والمضمون لهذا الفتى الذي يتناغم تماما مع إخراجات جبريل السابقة)

ـ أنه يرفض المنظومة السابقة ويطالب بإطلاق سراح البغدادي المحمودي وابوزيد دوردة ويبدو أنه نسي عبدالله السنوسي

ـ أنه يؤكد بأن سيف القذافي لا يزال مسجونا في الزنتان التي يقول بأنها رحبت بقانون العفو العام والمطلق لكنها وضعت سيف القذافي تحت الإقامة الجبرية

ـ لم نسمع منه رأيه في عائشة القذافي وما إذا كان يرى بأنها ستكون رئيس وزراء بارع في جماهيرية أخيها سيف وإن كان يتمنى أن يكون وزير خارجيتها في المستقبل.

ـ لم ينس هذا الدبلوماسي الخبير التحدث في شؤون القبائل الليبية وأن يبين لنا ما تريده وما ترفضه هذه القبائل بقوله أن قبائل ليبيا العربية والامازيغ والطوارق (ونسى التبو) ترفض اي تيارات دينية متشددة وترفض التقسيم حيث أن لغتنا وثوابتنا واحدةوهنا لا يدرك هذا السطحي أن ما قاله يعتبر إهانة للأمازيع والطوارق الذين لن يتخلوا عن مطالبهم المشروعة وعلى رأسها مسألة اللغة، فكيف تكون لغتنا واحدة وأي لغة ، هل تكون لغتنا عربية أو أمازيغية أو ..

، ـ دعى هذا الفتى المدن التي حدث اقتتال بينها في الغرب (ولم يذكرها) إلى المصالحة ولم الشمل وعودة المهجرين واطلاق سراح السجناء ، ومن الغباء أن يتصور هذا الدعي وغيره بأن الأمر بهذه البساطة والسهولة فالمصالحة كلمة استبيحت وابتذلت حتى فقدت معناها الإجتماعي والأمني والسياسي والقانوني

ـ ختم السفير تصريحاته بقوله أنه يعرف بأن مدينتي مصراتة وطرابلس (بكل مكوناتهما) مختطفتان من قبل الميليشيات ولكنه لم يصرح لنا لماذا لم يتول هو وسيده أمر تحرير المدينتين الكبيرتين من المختطفين حتى الآن.

***

المصدر: مقابلة لصحيفة إيلاف بعنوان مبعوث حفتر الشخصي في واشنطنهذا ما نريده من ترامب

___________

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *