بقلم عزة كامل المقهور

نشر موقع المرصد رسالة بالبريد الإلكتروني من الدكتورة عزة المقهور، جاء فيها ما يشبه الورقة البيضاءبعنوان كيف تقرأ مشروع الدستوروهي عبارة عن توجيهات أو مقترحات بالكيفية التي ينبغى على المواطن أن يقرأ بها مسودة الدستور التي تم التصويت عليها بإغلبية المصوتين. الورقة ضمت عدة نقاط بعضها في المنطلقات وأغلبها في القراءة،كالتالي:

أولاً : المنطلقات

1. انك مواطن ليبي تنتمي إلى هذه الارض الشاسعة بكل اختلافاتها وانتماءاتها، ولست وحدك المعني بهذا المشروع، وهو لستة ملايين ليبي وليس لك وحدك.

2. أنه كتب في زمن الحرب والانشقاق والاصطفاف والتحيز والاقتتال، لذا حينما تقرأه لا تصطف ولا تنحاز ولا تنشق ولا تقاتل، ولكن فكر وتساءل هل هذا المشروع يمكن ان يشكل لبنة للوحدة ورأبا للصدع والتئام للانشقاق ووقفا للقتال؟

3. أن هناك كثيرين في السلطة يرفضونه لأنه نهاية لمرحلة انتقالية يقتاتون عليها، وانهم يريدون لهذه المرحلة أن تطول.

4. أن المتربصين الخارجيين كثر، والتدخل الأجنبي حاضر ويزداد شراسة وقوة وتغول، ومن مصلحته أن تنهار ليبيا بالكامل حتى تصبح طيعة بين اياديهم.

5. إن المواطن الليبي اصبح في حال حرج، والحالات الحرجة يسهل فيها الاستقطاب محليا او دوليا.

لذا، انصح بإسم المواطنة وحقوقها وواجباتها بما يلي:

ثانياً: القراءة

1. أن يقرأ كل مواطن ليبي نصوص الدستور كاملة بشكل مبدئي، وأن لا يقفز للنص الذي يهمه شخصيا. بمعنى انصح المرأة ان تقرأ كامل المشروع ولا تبحث عن النصوص التي تعنيها، كذلك المكونات الثقافية، وابناء المدن الكبرى أو القرى .

2. أن تكون هناك قراءة كاملة ثانية مع التركيز على النصوص التي تهمه، والنصوص ذات العلاقة. فمثلا، بالنسبة للمكونات الثقافية أن تركز على المواد المباشرة التي تتعلق بها، ولكن ايضا على النصوص العامة التي تكفل حقوقها، وعلى أية نصوص أخرى قد تشكل نافذة للمطالبة بالمزيد او تساعد في مد رقعة المطالبات.

3. القراءة لا تكون مجتزئة، بمعنى ان النصوص مرتبطة ببعضها البعض وبالتالي عليك البحث في نصوص اخرى تدعم موقفك.

4. وانت تقرأ عليك ان تعلم بأن مطالبك قد تم تقديمها وعرضها ومناقشتها، لكن المفاوضات قد تجبر على الانتقاص منها مقابل انتقاص من مطالب الجانب الآخر.

5. ابحث عن النصوص ” التعويضية” إذا وجدت أن مطالبك منقوصة ، بمعنى لو كان هناك مطلباً لمدينة او لفئة او جماعة ما ولم يلبى، فهل هناك نصوص تعويضية يمكن ان تحقق هذا المطلب أو جزء منه.

6. فتح باب النقاش ليس مع مجتمعك الصغير الذي يبدأ بأسرتك بل مع الجماعات الأخرى التي قد يكون لها رأيا آخر او مطالبا قد لا تتفق مع مطالبك.

7. إن ثقافة الدستور ثقافة بصرية وليست سمعية، فأقرأ ثم استمع حتى لا تضلل.

8. أتمنى من اصحاب الأعمال ان يقوموا بطباعة مشروع الدستور وتوزيعه في الاماكن العامة والمحلات التجارية.

9.أتمنى على المتخصصين أن لا يستعجلوا في ابداء الرأي ، وان يعطى الرأى بتجرد وعناية، فالظروف صعبة والناس متعطشة لرأيهم.

10. أتمنى ان يكون المشروع عودة بنا إلى الحراك المدني المتحضر دون تعصب او تشنج او انفعال. فقد يكون الكوة التي سنخرج بها مع الاجيال القادمة إلى النور.

***

د. عزة المقهور ـ محامية وقانونية وعضو لجنة فبراير للتعديلات الدستورية

__________

مواد ذات علاقة