لن أقف على تفاصيل ما في بيانكم الأخير من خروقات وتجاوزات، فقد كفاني ذلك كثير من الأفاضل… ولكن يكفيني معه هذه الوقفة.

ولا بد لي في البداية أن أؤكد على وجود أفاضل في هذا الحزب دخلوه ثقة بقادته والمتنفذين فيه، ظنوا أنه يمكنهم خدمة ليبيا من خلاله، ولكن لما تبين لهم حقيقته استقال منه كثير منهم، وحاول آخرون تغيير مساره فلم يقدروا.

لقد امتهنتم الدجل، واحترفتم التلبيس، واخترتم أن تنحازوا إلى اللصوص وقطاع الطرق… أما أهل الصدق والتضحية، من قادة وعلماء ونشطاء وثوار فمالكم ولهم؟؟
فالطيور لا تقع إلا على أشكالها… والآنية لا تنضح إلا بما فيها!

نعم إنكم لا تستحقون مفتياً كالشيخ الصادق العلَّامة المعروف على مستوى العالم الإسلامي، وصاحب قدم الصدق في هذه الثورة التي انتسبتم إليها.. وإنما مستواكم مفتٍ يصفق للعري ويهش لذوي الأمراض النفسية. ويروم تزوير ما درَسَه من علوم ومعارف… ويبدل كلام الله أو يشتري به ثمنا قليلاً … كما هو حاصل في بعض دول الجوار!

أما أنتم فلا فقه في الدين، ولا بصر بالسياسة

إلا إذا كانت السياسة مجرد تطواف في فنادق جنيف ومالطا وباريس والمغرب، وسعياً هش المحتوى فارغ المضمون بين الصخيرات والحمامات.

وما يغني ذلك السعي عن الليبيين وهم يعانون الأمَرَّيْن، ويكابدون تطوافاً غير تطوافكم؟!

لم ينقضِ عجبي من إشادتكم في بيانكم بإنجازات الصخيراتوقفزت إلى مخيلتي إنجازات الفاتحالتي كان يحسدنا عليهاالسويديون“.

انزعجتم من كلام سماحة المفتي ونقده لمن انتحل صفة ليست له ووقع على اتفاق كبَّل البلاد بقيودٍ ثِقال وزاد من تعميق الأزمة، افتئاتاً وتجاوزاً، لم نجد له مبررا مقبولاً، وأنتج شخوصاً أنتم أول من انتقدها

ضاقت صدوركم بنصح المفتي لكم، وأخذتكم العزة بالإثم… فاتهمتموه باستباحة الدماءوتوظيف الفتوى لتمرير رأي سياسيوالافتراق عن الوطن، وما خرَقَ الصفَّ الوطني إلا حزبكم وأشباهه عندما ساهمتم مع غيركم من الأطراف الفاسدة والمرتشية لتفتيت جسم الوطن بعد أن كان أمره جميعاً حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه

أما زلتم تكابرون ؟! أما آن لكم أن تَصْدُقوا مع ربكم وشعبكم وأنفسكم؟!

لا تحسبوني منزعجاً من مجيء مذمة الشيخ من طرفكم، فهي بمثابة شهادة تبرئة له من أباطيلكم، وما أقلامكم إلا آلات سخرها الله لنشر فضائل الشيخ التي أراد لها سحرة الإعلام ومشعوذو السياسة أن تُطوَى

فهو في وادٍ غير واديكم، وهذا من توفيق الله له، وما عساه يوجد في واديكم غير النفاق والتزلف والحب من طرف واحد، وتقبيل الضحية لسكين الجلاد.

وفي النهاية:
(
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)

****

بيان حزب العدالة والبناء رقم (20) لسنة 2017م
بشأن رفض اتهامات الشيخ الصادق الغرياني لمن وقّع على الاتفاق السياسي ودعمه

تتابع إدارة الإعلام بحزب العدالة والبناء الاتهامات التي يطلقها الشيخ الصادق الغريانيمن حين لآخر خلال التعبير عن آرائه عبر وسائل الإعلام المختلفة، وآخرها ما جاء خلال حلقة الأربعاء لبرنامج الإسلام والحياةعبر قناة التناصح الفضائية.

وإذ يرفض حزب العدالة والبناء هذه الاتهامات المتكررة للموقّعين على الاتفاق السياسي وداعميه، ووصفهم من قبل الشيخ بالعمالة وبائعي الوطن، ودعوتهم للتوبة عن اجتهادهم، وهذه الاتهامات مردودة على من أطلقها، وفي هذا الصدد فإن الحزب يؤكد على الآتي:

1. تعتبر تصريحات الشيخ غير مسؤولة وهي تحريض صريح واستباحة لدماء من انتهج الوفاق الوطني ودعم الاتفاق السياسي، فقد يؤدي ذلك إلى الاعتداء عليهم وانتهاك حقوقهم تحت مبرر فتوى المفتي خاصة في ظل انتشار السلاح.

2. تعتبر تصريحات الشيخ رأيا سياسيا لاعلاقة له بالفتوى، ويختلف تماما مع رؤية الحزب واجتهاده لحل الأزمة التي تشهدها البلاد، مع الاحتفاظ بحق الشيخ في الاختلاف مع هذا الاجتهاد دون وصف من قاموا به بالأوصاف التي يطلقها في كل حين، ونحذر من توظيف الفتوى لتمرير الآراء السياسية ولتحشيد الرأي العام خلفها.

3. حزب العدالة والبناء وقَّع على الاتفاق السياسي ودعمه، حرصا منه على القيام بمسؤولياته الوطنية، وسعيا مع شركاء الوطن لإنهاء الصراع المسلح وحقن الدماء وإحلال الأمن والاستقرار والبدء في التحول الديمقراطي نحو تأسيس دولة القانون والمؤسسات.

4. لم يدّعِ أحد أن الاتفاق خالٍ من القصور فهو انبثق عن فترة انقسام حاد، كما لا يدّعي أحد أن الأوضاع السائدة الآن مُرضية خاصة ما يتعلق بمعاناة المواطن والأزمات التي تثقل كاهله، ورغم ذلك لا ينبغي إنكار ما تحقق في ظل الاتفاق فقد وضعت الحرب أوزارها في أغلب ربوع ليبيا، وتم القضاء على تنظيم الدولة داعشخاصة في أكبر معاقله بمدينة سرت برعاية حكومة الوفاق ودعمها وبغطاء دولي داعم لها، كذلك الزيادة التدريجية لمعدلات إنتاج النفط، فضلا عن إعادة الاستقرار بشكل نسبي للعاصمة، وانتقال الخلاف من السلاح إلى طاولة الحوار بشكل تدريجي، على أمل أن تساهم هذه الجوانب في تحسين الأوضاع المعيشية والأمنية.

5. يعلم الجميع أن الاتفاق السياسي عبارة عن نصوص حال المعرقلون من الطرفين دون تطبيقها على الواقع ومن ورائهم دول تريد إفشال الاتفاق وتسعى لاستمرار الأزمة، ويظل الاتفاق رغم كل ذلك الإطار الوحيد الآن القابل للبناء عليه لإخراج الوطن من هذه الأزمة.

6. ندعو الجميع إلى التسامي عن كافة الخلافات وجمع الصف تحت مشروع التوافق الوطني في إطار الاتفاق، وإن كان لا يحقق كل الرغبات بدلا من رفع شعارات رص الصفوف دون تقديم مشروع سياسي قابل للحياة، والاصرار على الاستمرار في عرقلة تنفيذ الاتفاق بمختلف الوسائل والأساليب.

7. ما زلنا وسنظل في حزب العدالة والبناء نعمل بكل جهد وعلى كل المستويات مع شركاء الوطن لإنجاح العملية السياسية رغم اتهامنا من قبل المتشددين من الطرفين والذين افترقوا عن الوطن والعمل في سبيله واجتمعوا على النقد وعرقلة أي تسوية تخرج الوطن من أزمته الراهنة.

حفظ الله ليبيا

حزب العدالة والبناء
19
أغسطس 2017

_______________

المصدر: فيسبوك

مواد ذات علاقة