تجميع رضا عيسى

الجزء الثاني

ـ من اعترافات الساعدي القذافي

ننقل هنا بعض اعترافات مدير مكتب الساعدي القذافي، عبد الواحد احميدة ابوعجيلة أبوزقية، وهو ضابط سابق بالقوات البحرية، كلف مديرا لمكتب الساعدي القذافي في شهر ابريل عام 2010 صحبة عبد المجيد الكميشي وعبد الحكيم شعُبّة.

ـ من اعترافات عبد الواحد احميدة ابوعجيلة / مدير مكتب الساعدي القذافي

مع بداية مظاهرات بنغازي كان الساعدي في رحلة صيد في الصحراء، وبتاريخ” 17 فبراير 2011 اتصل بي الساعدي القذافي وطلب مني أن أسبقه لمطار طرابلس قائلا لي: باتي حطني حاكم علي بنغازي واعطاني مليارات.. وبالفعل سافرت مع الساعدي الى بنغازي في طائرة خاصة، وكان معنا مجموعة من الرياضيين منهم عمر القزيري و رجب المقريف وشخص يدعى الحاج إلفيظ من الأصابعة، وشخص كبير في السن يدعى عبد العالي وهو ورفلي يرافق الساعدي كخبير صحراوي.”

في مطار بنغازي استقبلنا محمد الخويلدي الحميدي وآخرين، وتوجهنا بصحبة الساعدي لكتيبة الفضيل بوعمر، تم توجه لإذاعة بنغازي المحلية وألقى كلمة لأهالي بنغازي، تم عدنا لكتيبة الفضيل والتقى الساعدي بكل من منصور ضو وعبد الله السنوسي وأذكر أنه رفض مصافحتهم وأمرهم بمغادرة بنغازي.

كما التقى الساعدي في كتيبة الفضيل بعدد من المحامين وكانوا غاضبين، وخرج من الاجتماع منهم الساعدي وقال لي غاضبا: ريت بالله كيف يطاولوا

في منتصف ليلة الخميس 17 فبراير جاء اتصال للساعدي يعلمه بأن متظاهرين في مدينة البيضاء استولوا على كتيبة الجويفي الأمنية، فتم تجهيز رتل من سيارات مسلحة عليها 14.5 وخرجت متوجهة لمدينة البيضاء. تم طلب منا الساعدي الاتصال بشخص يدعى البياري وهو سلفي سبق للساعدي أن كان له دور في إعادته من الأردن في وقت سابق، وبالفعل حضر البياري لكتيبة الفضيل.”

ويوم الجمعة 18 فبراير وصلت على متن طائرة خاصة إلى بنغازي حقيبة بها مبالغ مالية من فئة 50 دينار كنت قد استلمتها وصرفت منها بعض المبالغ بناء على أوامر الساعدي.

في نفس اليوم الجمعة خرجنا من معسكر الفضيل وتوجهنا إلى معسكر الصاعقة، والتقى الساعدي هناك مع عبد الفتاح يونس وعبد السلام الحاسي وكان متواجد أيضا عبد الرحمن العبار ومحمد الخويلدي، وبعد منتصف النهار خرج الساعدي من معسكر الصاعقة وتركنا هناك، ليتصل بي بعدها ويقول لي بأنه في مطار بنغازي وطلب مني الاتصال بصبري شادي مدير شركة الخوط الافريقية لتوفير طائرة، توجهت بعدها لمطار بنغازي وهناك شاهدت الساعدي يركب طائرة مع حرسه فيما تركنا نحن في المطار.”

كانت بالمطار طائرة ايرباص فاتصلت بصبري شادي وكذبت عليه قائلا: إن الساعدي يطلب منك أن تقلنا عبر الطائرة لطرابلس، فقال لي: هذه الطائرة راهي بتجيب عسكريين من سرت لبنغازي، فقلت له: قالك الساعدي دبر راسك، وبعد مضي بعض الوقت اتصل بي صبري شادي وقال لي اذهب للكابتن ونسق معه فذهبت لكابتن الطائرة فوافق على نقلنا لطرابلس.”

بعد بيومين حضر الساعدي للمكتب واجتمع بنا وقال لنا بأن والده طلب منه عدم التدخل في الشأن العسكري وأن يقوم فقط بالتنسيق مع السلفيين ومنذ ذلك الوقت بدأ الساعدي يرتدي قميص طويل وسروال قصير ويظهر بمظهر السلفيين وأنشأ مكتب سماه المكتب السلفي واتخذ من أحد مكاتب قصور الرئاسة القصر رقم 13 مقرا له، كما حاول إنشاء مدرسة سلفية بمسجد في شارع بن عاشور.”

ـ من اعترافات عبد الله امحمد السنوسي/ مدير إدارة الاستخبارات العسكرية

اتصل بي معمر القذافي وطب مني مغادرة بنغازي أنا ومنصور ضو والرجوع إلىطرابلس، وبأن ابنه الساعدي سيأتي لبنغازي للتواصل مع الشباب المؤثرين وأن الساعدي لا يستطيع القيم بمهمته بوجودي ومنصور ضو، فقلت للقذافي بأني لا أنصح بوجود الساعدي في بنغازي لأنه غير مقبول ولديه مشاكل مع جماهير النادي الأهلي وإن حضر فليس لديه ما يطرح وإن كان لزاما حضور أحد فليحضر سيف الى بنغازي لكني فشلت في اقناع القذافي وبالفعل وصل الساعدي لبنغازي، وذهبت لكتيبة الفضيل وهي تابعة للساعدي أنا ومنصور ضو وعندما التقيناه رفض مصافحتنا على وقال لنا: أنا بعثني باتي وأنا نبي انحل مشكلة، ولدي اتصالات مع المحامين وما تشوشوش عليا وأذعت بيان في إذاعة بنغازي والأمور ماشية كويس.. فقلت له: احنا مروحين وكان ماكلوكش الي تبيه خوذه وإن شاء الله تنجي براسك لانك مش محل ثقة.. ثم استقلينا طائرة ورجعنا فجرا إلى طرابلس.

عضو تنظيم القاعدة في سيدي بلال

في عام 2005 قبض النظام الليبي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية على أحد قيادات تنظيم القاعدة ويدعى إبراهيم سليمان عدنان، نيجيري الجنسية، وبقي مسجون في ليبيا حتى عام 2011، فما الذي حل به؟

كان الضابط السابق بجهاز الأمن الداخلي طائف جمعة الراعي، أحد المسؤولين على سجن تابع لجهاز الأمن الخارجي يعرف بسجن السوق، هذا السجن الذي كان آمره النقيب عبد البارئ آدم حتى شهر أغسطس 2011، وهو السجن الذي اعتُقل به عبد الحفيظ غوقة وفتحي تربل وادريس المسماري ومحمد سحيم في فبراير 2011.”

يقول الراعي إنه في بداية شهر يونيو 2011 وبناء على تعليمات العقيد ناصر اعظيم قمت أنا والسائق عبد الواحد بشير بنقل شخص يدعى إبراهيم سليمان عدنان الذي كان مسجون بالأمن الخارجي، نقلناه إلى معسكر سيدي بلال التابع للقوات البحرية، واتصلت برقم أعطاني إياه ناصر اعظيم، فجأت سيارة نوع باصات بها شخصان وسلمتهم المدعو إبراهيم، وعلمت فيما بعد أنه وضع على قارب هجرة غير شرعية ليتوجه نحو إيطاليا. “

إضافة: قبض على عدنان أدام صالحمن قبل السلطات الإيطالية، وسلم لأمريكا، وحكم عليه عام 2018 بالسجن مدى الحياة.

عن جريمة تفجير السجون

عندما أيقين نظام القذافي بقرب دخول الثوار للعاصمة طرابلس، طرح مقترح تفخيخ السجون التي بها معتقلين من مناصري ثورة فبراير، وبدأ فعلا في تجهيز القنابل، وهنا يعترف عبد الله السنوسي بتفاصيل القصة.

ـ من اعترافات عبد الله السنوسي/ مدير إدارة الاستخبارات العسكرية

منذ شهر يوليو 2011 طلب مني معمر القذافي كما طلب من غيري من المحيطينبه مثل منصور ضو و عز الدين الهنشيري و عبد الله منصور أن نقوم بالتجهيز لتفجير السجون المحجوز فيها المسلحين الذين عارضوا النظام وكان التخطيط هو بوضع قنابل جوية وغيرها على أسطح مباني السجون وحولها ومن تم تفجير هذه القنابل عن بعد في لحظة ما ونسبة الأمر إلى الناتو، وقد بدء في التمهيد لهذا الأمر عن طريق الإعلام وصدر بيان بهذا الشأن يحمل الناتو مسؤولية تدمير السجون وقتل من فيها، وأذكر أنه بعد أن قصف الناتو مقر الشرطة العسكرية في سجن أبوسليم ومقر مكتب النصر التابع للأمن الداخلي ومقر الإدارة العامة للبحث الجنائي اتصل بي معمر القذافي وقال لي أن هذا هو الوقت المناسب لتنفيذ خطة تفجير السجون بمن فيها فقلت له أننا لسنا جاهزين لتنفيذ الأمرالآن، فغضب واحتد معي قائلا: كنت اعتقد أنكم جاهزين منذ زمن

وقبلها كنا قد اجتمعنا في فندق ركسوس وكان الجميع متحمس لفكرة تفخيخ السجون، وأذكر أن هذا الاجتماع كان بحضور شعيب الفرجاني و منصور ضو و ميلاد دامان و عبد السلام ابشير وآخرين، وقد أبلغني شعيب بأنه قد جهز القنابل الجوية والمركبات التي ستنقلها لأن القنابل كانت تزن أطنان وكذلك جهز آلات الرفع والفنيين وطلب مني مقابلة الفنيين فقلت له لا داعي لذلك فرد علي: إنهم 4000 سجين لو خرجوا انتهت طرابلس.. فقلت له سنحاول البحث عن غاز يتم نشره بينهم عند الضرورة لمنعهم من الحركة وطلبت من عبد السلام ابشير البحث عن هذا النوع من الغازات وانتهى اللقاء، والحقيقة أن ابشير ودامان كان حضورهم صدفة ولا علاقة لهما بالأمر. وقد اتصل بي خميس القذافي وقال لي بأن لديه فنيين وإمكانات للقيام بمهمة تجهيز القنابل، وكان سيف القذافي على علم بهذا الأمر وكان يريد تنفيذه بحماس.

عن جريمة تجهيز وتفجير سيارات مفخخة في بنغازي

في مطلع شهر يونيو 2011 انفجرت سيارة مفخخة أمام فندق تبستي ببنغازي، واتضح بعد التحقيق مع قيادات من نظام القذافي أنهم كانوا وراء تفجير تلك السيارة، وتجهيزهم لغيرها من السيارات بالمفخخات لغرض تفجيرها في بنغازي ونسبتها للمتطرفين والجماعات الإرهابية.

هذه بعض اعترافات من كانوا وراء تجهيز السيارات بالمفخخات التي كان يتم تجهيزها بمعرفة عبد الله السنوسي مدير إدارة الاستخبارات العسكرية بنظام القذافي.

ـ من اعترافات أبوعجيلة محمد خير مسعود المريمي/ مدير إدارة الشؤون الفنية بجهاز الأمن الخارجي

جاء في أقواله بشأن واقعة تفخيخ السيارات ـ

مدير إدارة العمليات بجهاز الأمن الخارجي عبد السلام حمودة اتصل به بداية شهر مايو عام 2011 وطلب منه إرسال اثنين من الفنيين إلى عبد الله السنوسي، وذلك لغرض تفخيخ مركبات وتفجيرها في مدينة بنغازي. مضيفا بأنه أبلغ رئيس قسم العمليات الفنية التابع له العميد محمد الواعر بإرسال اثنين من الفنيين إلى مكتب عبد الله السنوسي.

ـ من اعترافات محمد خليفة محمد الواعر الضابط بجهاز الامن الخارجي، ورئيس قسم العمليات الفنية

أكد استقباله لمكالمة من مدير إدارة الشؤون الفنية بجهاز الأمن الخارجي العقيدأبوعجيلة محمد خير المريمي وطلب منه اصطحاب كلا من سعيد الغرياني وجمال الشاهد والذهاب إلى عبد الله السنوسي.

ـ من اعترافات سعيد إبراهيم عبد الله الغرياني ضابط برتبة عميد بجهاز الامن الخارجي،

جاء في اعترافاته أنه ذهب مع محمد الواعر رئيس قسم العمليات الفنية بجهاز الامن الخارجي، والملازم أول عبد الله الشعلاني للقاء عبد الله السنوسي الذي طلب منهم تجهيز عدد من السيارات بالمفخخات ليتم إرسالها وتفجيرها في بنغازي. مضيفا بأنه تم الاستعانة بالمدعو جمال الشاهد ليباشروا العمل بمقر الشركة الصينية بمنطقة السراج، وقد تم تجهيز 5 سيارات هي سيارة نوع شيفروليه رصاصية اللون، وسيارتان هونداي توسان، وسيارتان متشي دبل وضعت بها مواد متفجرة من 20 إلى 30 كيلو جرام بكل مركبة.

ـ من اعترافات جمال علي حميدة الشاهد موظف بقسم العمليات الفنية بجهاز الأمن الخارجي

يقول في اعترافاته:

كلفت ضمن مجموعة في شهر مايو 2011 بإعداد وتجهيز سيارات مفخخة لتفجيرها في بنغازي بناء على تعليمات من العقيد أبوعجيلة خير، وأنه استلم من عبد الله السنوسي في فندق ركسوس 10 تلفونات نوع كاتيل ليقوم ببرمجتها بحيث تستقبل مكالمة واحدة من رقم واحد هو الذي يستخدمه الشخص الذي يقوم بعملية التفجير عن بعد، معترفا بإعداد دائرة التحكم عن بعد للمركبات بعد تفخيخها من قبل كلا من سعيد الغرياني، و محسن اللموشي، و عبد الله الشعلاني. وقد كان عادل الجبو هو من يجلب السيارات، وهو من كان من المفترض أن ينقل المركبات إلى بنغازي باعتباره من المنطقة الشرقية، وقد خرجت السيارة الأولى شيفروليهوتوجه بها عادل الجبو إلى بنغازي، وهي كانت مسجلة باسمه، ثم أُرسلت بقية المركبات وانفجرت إحداها قرب فندق تبستي.

ـ من اعترافات احميد عبد الله بركة العزومي مدير فرع الأمن القومي بنغازي وضابط برتبة مقدم بالأمن الخارجي

يعترف بأنه في بداية شهر مايو 2011 كانت هناك مجموعة من ضباط المنطقة الشرقية تعمل من فندق الواحات وتحديدا بالدور الثالث، مكونة من عادل الجبو و عمران سالم و هيبلو نصر و كمال الزوبيك و محمد الطويل و مفتاح الزروق كانوا يجهزون أشخاص ليقوموا بنقل سيارات مفخخة برّا لتفجيرها قرب أماكن تجمّع المعتصمين في بنغازي ونسبتها للقاعدة.”

وفي نص اعترافاته يقول العزومي: طلب مني العقيد مفتاح الزروق الورفلي الذهاب إلى فندق ريكسوس حيث التقيت بالعقيد عبد السلام حسين اللصيق بسيف القذافي وكذلك عادل الجبو وكان سيف القذافي متواجد، وطلب مني تفجير مرافق بالقاعدة الجوية بنينا كخزانات الوقود والبرج والمبنى الإداري واسقاط طائرة الرئيس الفرنسي ساركوزي.”

في اليوم التالي اتصل بي عادل الجبو وطلب مني اللقاء بمقر النقلية التابعللاستخبارات العسكرية في منطقة الدريبي، ذهبت مع مفتاح الزروق ووجدنا عادل الجبو و صلاح رجب الأوجلي و صالح حدوث المغربي وكان بالمقر مركبة نوع تويوتا فجعة عليها بلات تبن وتحت التبن أسلحة متعددة وصواريخ حرارية، وأبلغني بأن صلاح الاوجلي سيذهب معاك لتنفيذ مهمة أخرى أذ سيقود سيارة مفخخة لتفجيرها ببنغازي.

غادرنا في اليوم التالي أنا و صالح حدوث على المركبة التويوتا، وبصحبتنا على مركبة تويوتا خيمة دبل كابينة مفخخة يقودها صلاح الأوجلي.. بتنا في بوابة الـ90 من سرت، والتقيت في مبنى جهاز الدبيبة في سرت بالعقيد على الزرقة الفرجاني، غادرنا في اليوم التالي سرت وتوقفنا في البريقة وبالتحديد منزل 5 حيث كانت غرفة عمليات والتقيت بـ المعتصم القذافي فقال لي: وكان درتها يا باكستاني تمسح التحفظات اللي عليك.”

وبعدها غادرنا عبر طريق الكيلو 16 الترابي الذي يخترق منطقة خير وقيدة وتجاوزنا منطقة انتشار الهاوزر الخاص بالثوار بالالتفاف عليها وبعد تجاوز هذه المنطقة التقينا ببوابة ترابية خاصة بالثوار وكان فيها النقيب أشرف الزردومي وهو من الصاعقة وضابط يدعى يونس النمر وبعض الثوار، وكانوا يعرفون صالح حدوث وهو من نفس المنطقة وبدا لي أنه عميل مزدوج وقررت إبلاغ أشرف الزردومي بالمهمة التي جئت لأجلها وفعلت ثم أحالني على سالم الرفادي بغرفة العمليات في اجدابيا بعد ان استلم مني الأسلحة ثم تم اقتيادي لمقر كتيبة شهداء الزاوية .

_________

المصدر: نقلا عن صفحة الكاتب في الفيسبوك

مواد ذات علاقة