سلطت صحيفة ألمانية الضوء على قضية وجود مرتزقة فاغنرالروسية في مالي وإفريقيا الوسطى، وذلك بعد تمرد مجموعة فاغنرشبه العسكرية ضد قادة جيش موسكو.

وأوضحت صحيفة مينا واتشأن المرتزقة تنشط في العديد من الدول في إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك ليبيا والسودان وسوريا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وغيرها“.

ولفتت إلى كون مجموعة فاغنر الممثل الروسي الأكثر نفوذا في الشرق الأوسط وإفريقيا، وعزت ذلك لالتزام المجموعة بتعزيز المصالح الروسية في المنطقتين“.

وفي هذا الإطار، حللت الصحيفة مستقبل فاغنر في إفريقيا والشرق الأوسط، موضحة مصالح الطرفين من هذا الوجود.

وجود مستمر

وفي 24 يونيو/ حزيران 2023، تمردت مجموعة فاغنرضد قادة الجيش الروسي، من خلال السيطرة على مدينة روستوف ثم التحرك نحو العاصمة موسكو، قبل أن يتوسط الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في اتفاق لإنهاء التمرد.

ولم توضح الاتفاقية بشكل مفصل مستقبل مجموعة فاغنر، ولا سيما دورها في مناطق مختلفة مثل إفريقيا والشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.

ومع ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أخيرا في بيانات صحفية أن مجموعة فاغنر ستواصل عملياتها في مالي وإفريقيا الوسطى“. 

وأوضح لافروف أن أوروبا وفرنسا بالتخلي عن إفريقيا الوسطى ومالي، دفعت البلدين إلى الانفتاح على روسيا وفاغنر لتجنيد مدربين عسكريين وضمان سلامة قادتهم“.

وبحسب تقارير، فإن قوة المرتزقة تنشط في العديد من الدول في إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك ليبيا والسودان وسوريا ومالي وإفريقيا الوسطى وموزمبيق وبوركينا فاسو ومدغشقر“.

وقالت الصحيفة الألمانية إن مقاتلي فاغنر متهمون بارتكاب جرائم مروعة في ليبيا وسوريا وإفريقيا الوسطى ومالي، والتي غالبا ما اُرتكبت ضد مدنيين عزل“. 

ومع ذلك، وفقا لما نقلته الصحيفة عن التقارير الروسية، فإن المجموعة تقوم بتدريب القوات المحلية وتوفير الأمن.

إدانة أميركية

من ناحية أخرى، أشارت مينا واتشإلى أن صانعي السياسة الأميركيين ينظرون إلى المجموعة من منظور التنافس مع روسيا على النفوذ في إفريقيا والشرق الأوسط، ويتهمونها بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان“. 

وبهذا الشأن، أوضحت الصحيفة أن الجيش الأميركي كان قد اشتبك بشكل مباشر مع قوات فاغنر في سوريا“.

وقال مسؤول أميركي: “من بين الاحتمالات التي يدرسها محللو السياسة هو أن استعداد قادة الدول الإفريقية لتوظيف مقاتلي المجموعة قد يتراجع بعد مشاهدة زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين ينقلب على رعاته“. 

والجدير بالذكر أن أحد الخيارات التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأعضاء فاغنر كان توقيع عقد مع القوات المسلحة“.

وقال مسؤول أميركي آخر: “إذا استوعبت قوات فاغنر هذه في الجيش الروسي بين عشية وضحاها، فقد تكون هناك مشكلة، العديد من هذه الدول لم تكن تطلب وجودا عسكريا روسيا عندما طلبت قوات فاغنر“.

وبحسب الصحيفة الألمانية، أضاف المسؤول الأميركي أن بعض هؤلاء الزعماء الأفارقة قلقون بشدة من الخصوم الداخليين، وأن مسيرة فاغنر صوب موسكو قد تغذي مخاوفهم“.

وفي البنتاغون، كما ذكرت الصحيفة، رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البريغادير جنرال باتريك رايدر التكهن بمستقبل فاغنر، لكنه أدان تصرفات المجموعة في إفريقيا وغيرها.

وقال رايدر: “لهم تأثير مزعزع للاستقرار في تلك المنطقة وبالتأكيد يشكلون تهديدا، ولهذا السبب تم إعلانهم منظمة إجرامية عابرة للحدود“.

وذكر أنه رغم تصريحات لافروف، التي أفادت بأن نشاط فاغنر سيستمر في إفريقيا الوسطى، فإن الولايات المتحدة تتطلع لمعرفة ما إذا كانت الدول في إفريقيا تثق في هذه الوعود“.

الأكثر نفوذا

كذلك يُعد فاغنر، حسب الصحيفة الممثل الروسي الأكثر نفوذا في الشرق الأوسط وإفريقيا، بسبب التزامه بتعزيز مصالح موسكو في المنطقتين“. 

وكما نقلت الصحيفة الألمانية، فإن عمليات المجموعة تجاوزت عادة الجهود الأمنية لتشمل قطاعات مثل قطع الأشجار والتعدين“. 

وأضافت أن بعض الدول الإفريقية قد اعتمدت بشكل كبير على شركة فاغنر لضمان أمنها، لذا فإن تراجع دور المجموعة أو حتى تفككها قد يعرض تلك الدول لصدمات شديدة في المستقبل، وفق مينا واتشالألمانية.

ورغم المصدر الدبلوماسي في الأمم المتحدة الذي أفاد بأن وحدات المجموعة في إفريقيا لن تتلقى بعد الآن دعما من السلطات الروسية إذا احتدم الخلاف مع الحكومة، فإن تحليلا إعلاميا يشير إلى سيناريو مختلف لمستقبل المجموعة في إفريقيا.

وكما تنقل الصحيفة الألمانية، فقد تنبأ التحليل باستمرار أنشطة المجموعة في القارة الإفريقية بنهج جديد وأكثر استقلالية من موسكو، والذي سيعتمد على الشبكات الرئيسة التي بنتها في الآونة الأخيرة.

وتابع التحليل: “ستستمر فاغنر في الانتشار والنمو في إفريقيا إذا لم يعمل الشركاء الغربيون على تحسين العلاقات مع شركائهم الأفارقة، لا سيما بالنظر إلى الفراغ الأمني ​​الكبير الذي تواجهه الدول الإفريقية في مواجهة الجماعات الإرهابية أو المواجهة الداخلية بسبب الحروب الأهلية“.

وأكدت الصحيفة على حقيقة أن مجموعة فاغنر لن يختفي وجودها بشكل مفاجئ ومباشر من إفريقيا والشرق الأوسط بعد التمرد الأخير“.

وأوضحت أن المجموعة ستستمر في لعب دورها القديم لفترة، وإن كان بطريقة أكثر استقلالية“.

____________

مواد ذات علاقة