RAS LANUF, LIBYA - MARCH 08: A rebel militiaman weeps after his brother was critically wounded on March 8, 2011 near Ras Lanuf, Libya. Government troops loyal to Libyan leader Moammar Gaddafi continued their counteroffensive, pushing rebels back east towards the strategic oil town of Ras Lanuf which the opposition had seized only days before. (Photo by John Moore/Getty Images)

بقلم علاء فاروق

تضاربت الروايات حول الاشتباكات التي تشهدها العاصمة الليبية، طرابلس، وهوية المجموعات المنخرطة فيها.

ففي حين تقول وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق إنها حملة أمنية للقبض على مجموعات خارجة عن القانونونزع سلاحها، تؤكد رواية أخرى أنها اشتباكات للصراع حول السيطرة بين حكومتي الوفاق الوطني وحكومة الإنقاذ السابقة التي استطاعت السيطرة على قصور الضيافة منذ أشهر، فيما تواردت أنباء عن إصابة رئيس حكومة الإنقاذ، خليفة الغويل، في الأحداث.

من جهته، ألغى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج زيارته إلى السودان والتي كانت مقررة، الأربعاء، بسبب ظروف طارئة حالت دون تحركه من العاصمة طرابلس، وفقا لوكالة الأنباء السودانية.

وفي السياق ذاته، طالبت قوات البنيان المرصوص، التابعة لحكومة الوفاق، جميع التشكيلات المسلحة أيا كانت تبعيتها بوقف فوري لإطلاق النار والرجوع إلى مقراتها وإطلاق سراح المقبوض عليهم، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث، بحسب بيان لهذه القوات.

وأثارت هذه الاشتباكات المخاوف من احتمال دخول العاصمة في حالة فوضى واقتتال على غرار مدينة بنغازي في الشرق. كما برزت تساؤلات عمن يقف وراء هذه الاشتباكات المتكررة، وما إذا كانت هناك بالفعل خلايا نائمة تابعة للواء خليفة حفتر؛ متورطة في الأحداث الأخيرة، لا سيما في إحراق مقرات قناة النبأ المحلية؟

ماذا يحدث؟

من جانبه، قال هاشم بشر، القيادي في مديرية أمن طرابلس التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، إن الاشتباكات هي بين قوات المديرية وبعض الخارجين عن القانون وغير التابعين لشرعية حكومة الوفاق، وتحدث عن أن هذه العمليات تندرج في إطار الخطة 25″ للمديرية.

وذكر بشر، وهو رئيس اللجنة المركزية بوزارة الداخلية، في تصريح خاص لـعربي21، أن قوات الأمن المركزي طردت مسلحين كانوا يعرقلون عمل أقسام الشرطة والمرور من عدة مناطق في العاصمة، وقال إن قوات الوزارة سيطرت بشكل تام على القصور الرئاسية، وطردت الحرس التابع لحكومة الإنقاذ السابقة“.

وحول الهجوم على قناة النبأ، التابعة للقيادي الإسلامي عبدالحكيم بلحاج، قال بشر: “من قام بالهجوم عليها هم الأهالي، كونها في أشد أوقات الاشتباكات وهي تنقل أخبار سرايا دفاع بنغازي والهلال النفطي وكأنها ليست في طرابلس، مضيفا: “لن تدخل العاصمة في فوضى، وحكومه الإنقاذ في اضمحلال، ولا توجد خلايا نائمة في طرابلس، حسب قوله.

صراع مليشياوي

من جهته، رأى عضو مجلس النواب الليبي في طبرق، صالح فحيمة، أن ما يحدث في طرابلس الآن صراع مليشياوي؛ يؤكد ضعف وعدم سيطرة قوات حكومة الوفاق، ويثبت أن العاصمة مقسمة إلى مناطق نفوذ وفوضى لن تنتهي، على حد قوله.

وأضاف لـعربي21“: “لا توجد خلايا نائمة للجيش (يقصد قوات حفتر)، بل يوجد شعب بأكمله يعي جيدا أن خلاصه في وجود دولة شرعية وجيش يحمي هذه الدولة، ومن هنا فإن الشارع الطرابلسي بالكامل متأهب لاستقبال طلائع الجيش والالتحام معه كما حدث في الهلال النفطي، على حد تعبيره.

ورأى الباحث والناشط الليبي، عز الدين عقيل، أن ما يجري بالعاصمة اليوم، هو شأن داخلي مليشياوي بعد أن قررت مليشيات طرابلس المحلية إنهاء طغيان مليشيات مدينة مصراتة وإلحاقها بنظيرتها التابعة لمدينة الزنتان، بإجبارها على الرحيل إلى مدينتها، خاصة أن هذه المليشيات سبق طردها من العاصمة بعد مذبحة غرغورفي 2014، وفق قوله لـعربي21“.

أمر مريب

من جهته، وصف عبد المنعم الحر أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان، فرع ليبيا، ما يحدث في طرابلس بأنه وضع مأساوي وأمر مريب، يتحمل مسؤوليته ونتائجه طرفا النزاع“.

وقال لـعربي21“: “نعمل الآن كمنظمة عربية حقوقية على الرصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون، وكان يجدر بكافة المليشياتالمتناحرة ترجيح كفة العقل، وتجنيب المدنيين ويلات حرب لن تكون لها نهاية قريبة، حسب تعبيره.

حفتر؟

وقال الناشط السياسي الليبي، خالد الغول، إنه لا شك يوجد مؤيدون لحفتر في العاصمة طرابلس، لكن التيارات السياسية هناك تستخدم المليشيات الإجرامية جميعها من أجل البقاء، والخوف الآن من خلط الأوراق، واعتبار الهجوم على مجموعات تابعة لمدينة مصراتة محاولة لإخراج المصاريت من العاصمة، وهذا قد يشعل فتنة كبرى في طرابلس، وفق قوله لـعربي21“.

ورأى الكاتب الليبي، نصر سعيد عقوب، لـعربي21، أن الصراع بين حكومة الغويل وحكومة السراج جزء من صراع أكبر يدور حول السلطة، ولا يمكن لأحدهما إنهاء الآخر، مع إمكانية تلاقيهما في قادم الأيام، نظرا للخطر المحدق بهما على يد المشير خليفة حفتر، والقوى التي كانت نافذة فيما مضى“.

واعتبر عقوب أن ما يحدث في طرابلس ربما تكون وراءه قوة إقليمية ودولية تهدف إلى زعزعة الاستقرار حتى يستقر لها وحدها القرار، حسب قوله.

***

توسع الاشتباكات بالعاصمة الليبية طرابلس

بقلم سراج الدين عبد الحميد

أعلنت فرق الهلال الأحمر الليبي في العاصمة الليبية طرابلس، مقتل مدني، وجرح تسعة آخرين من المشاركين في اشتباكات بين مسلحين .معارضين لحكومة الوفاق الوطني ولاتفاق الصخيرات السياسي، وبين آخرين تابعين لوزارة داخلية حكومة الوفاق

وسيطر فرع الأمن المركزي أبو سليم، بإمرة عبد الغني الككلي، على مقر قصور الضيافة، أحد أهم تجمعات القوات الموالية لحكومة الإنقاذ الوطني، التي كانت مقرا للمجلس الأعلى للدولة قبل إخراجه في شهر تشرين الثاني/ أكتوبر من العام الماضي.

وتدور الاشتباكات في حي الأندلس وقرقارش وقرجي وغوط الشعال وباب بن غشير، ومحيط القصور الرئاسيةركسوسغرب العاصمة الليبية طرابلس، بين كتيبة من مدينة مصراتة يقودها نوري فريوان، وأخرى تابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق الوطني يقودها هيثم التاجوري.

وأعلنت الفرقة الأولى التي يقودها هيثم التاجوري، والتابعة لداخلية حكومة الوفاق، أن عمليتها العسكرية تأتي في إطار مطاردة من وصفتهم بـالمجرمين والخاطفينوالخارجين عن القانون، الذين يروعون سكان مناطق وأحياء غرب العاصمة، وعلى الأخص حي الأندلس.

بينما بررت كتيبة نوري فريوان في بيان لها الاشتباكات الجارية، بأن قوات هيثم التاجوري هاجمت الكتيبة قرب المصرف التجاري الوطني المكلفة بتأمينه واحتجزت ستة أفراد من الكتيبة وعدد من السيارات، مطالبة كشرط لوقف هذه الاشتباكات خروج الفرقة الأولى من مقر المصرف.

من جانبه حذر الهلال الأحمر في العاصمة طرابلس سكان مناطق حي الأندلس، قرجي، الحي الإسلامي، غوط الشعالمن الخروج من بيوتهم بسبب الاشتباكات التي يستعمل طرفاها الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع مضادة للطائرات.

وطالب المجلس البلدي طرابلس المركز من طلاب المدارس العامة والخاصة والجامعات والمعاهد بعدم الذهاب، بسبب الظروف الأمنية، وهو ما تسبب في خلو معظم شوارع العاصمة الرئيسة وإغلاق محطات الوقود.

رواية أخرى

في الجهة المقابلة قالت مصادر عدة لـعربي21إن للصراع في العاصمة طرابلس وجها آخر، ما بين مؤيدين لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، والمعارضين لها من مؤيدي حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة خليفة الغويل.

وذكرت المصادر أن رئيس حكومة الإنقاذ الوطني خليفة الغويل، كان على وشك إبرام اتفاق مع مناطق ورشفانةغرب العاصمة طرابلس، يقضي بفتح الطريق الساحلي، المغلق من مسلحي ورشفانة منذ قرابة عامين، بعد عملية فجر ليبيا في يوليو/ تموز 2014.

وأفادت تلك المصادر، بأنه عقب فتح الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة طرابلس، ومدن غرب البلاد حتى الحدود مع تونس، فستدخل كتائب مسلحة من مدينتي الزاوية وصبراتة إلى طرابلس كدعم لحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة خليفة الغويل. وبالتالي السيطرة على أجزاء واسعة غرب طرابلس وأجزاء من الزاوية وصبراتة.

وصرحت المصادر المتطابقة بأن قوات هيثم التاجوري وهاشم بشر، التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق، استبقت خطوة دخول قوات مؤيدة لحكومة الإنقاذ، بقطع الطريق عليها، وتوسيع نفوذ المسلحين المؤيدين لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.

وتتبع كل تلك الكتائب قانونيا وإداريا الجهات الرسمية الحاكمة في العاصمة طرابلس، سواء أكانت وزارة الدفاع أم الداخلية، ويتقاضى منتسبوها رواتبهم من تلك الجهات، إلا أن الولاءات لأشخاص يقودون تلك الكتائب ومعظمهم ليس له صفة عسكرية أو أمنية.

 وتشكل الكتائب الموالية لحكومة الوفاق تحالفا متماسكا وهي كتيبة التاجوري وقوة الردع وكتيبة غنيوة وقوة الردع الخاصة وكتيبة النواصي، فيما يتمثل تحالف الكتائب الموالية لحكومة الإنقاذ في الحرس الوطني كتيبة البركي والأمن الرئاسي إضافة إلى لواء الصمود والقوة الوطنية المتحركة.

مصراتة في قلب الصراع

هذا وطالبت قوات عملية البنيان المرصوص، التي تشكل مدينة مصراتة القوة الضاربة فيها، جميع المسلحين في العاصمة طرابلس، بوقف القتال، وعودة كل طرف إلى مقره، وإطلاق سراح المعتقلين، وفتح الطرق في العاصمة أمام حركة المواطنين.

وهددت عملية البنيان المرصوص بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفتها بالتصرفات غير المسؤولةوأنها ستتدخل كقوة حفظ أمن وسلام في أحياء العاصمة الغربية.

حفتر يسيطر ويقصف

وفي سياق مختلف قصفت طائرة تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، قاعدة الجفرة الجوية، جنوب مدينة سرت، في ساعة مبكرة من اليوم الأربعاء، والتي تتخذ قوات سرايا الدفاع عن بنغازي  مقرا، لانطلاق هجومها على مناطق الهلال النفطي.

وأفاد الناطق باسم مستشفى العافية في هون بمنطقة الجفرة، سالم الأمين، لـعربي21، بوصول ثلاثة عشر جريحا من قوات سرايا الدفاع عن بنغازي، إثر القصف الجوي.

يشار إلى الناطق باسم قوات عملية الكرامة، أحمد المسماري، أعلن عن استعادة القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر السيطرة على موانئ وحقول الهلال النفطي شرق ليبيا، إثر هجوم بري وبحري وجوي على ائتلاف قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني، وآخرين من سرايا الدفاع عن بنغازي.
_____________

 

مواد ذات علاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *