قالت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، الثلاثاء، إن روسيا أرسلت مؤخرا مقاتلات عسكرية إلى ليبيا لـ "دعم" مرتزقة شركة "فاغنر" التي تقاتل لصالح ميليشيات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر. جاء ذلك في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، ونشرت فيه صورا قالت إنها مقاتلات أرسلتها روسيا إلى ليبيا. ( AFRICOM - وكالة الأناضول )

كشفت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا أفريكوم، الأربعاء 27 مايو/أيار 2020، عن إخفاء روسيا هوية ما لا يقل عن 14 مقاتلة حربية في قاعدة عسكرية بسوريا، قبل إرسالها إلى ليبيا.

جاء ذلك في بيان نشرته القيادة على موقعها الإلكتروني، ضمن سلسلة بيانات تتحدث عن الدعم الروسيلمرتزقة شركة فاغنرالتي تقاتل لمصلحة ميليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر.

كيف أخفت روسيا الطائرات؟

ذكر البيان أن القيادة رصدت انطلاق مقاتلات ميغ 29، وسوخوي 24، من روسيا خلال مايو/أيار الجاري، وكانت تحمل شعار القوات الجوية الروسية، لكن بعد هبوطها في قاعدة حميميم (غرب) سوريا، تمت إعادة طلاء مقاتلات ميغ 29، وخروجها من القاعدة دون أي علامات (تدل على تبعيتها لدولة ما)”.

أضاف البيان أن ما لا يقل عن 14 مقاتلة روسية تمت إعادة طلائها، جرى إرسالها إلى قاعدة الجفرة الجوية في ليبيا (وسط الصحراء الجنوبية)”.

كما أشارت القيادة الأمريكية إلى أن أفراداً من الجيش الروسي يرافقهم مقاتلون روس يتمركزون في ليبيا، هم من نقلوا الطائرات إلى ليبيا، وأنهم هبطوا قرب مدينة طبرق شرق البلاد؛ للتزود بالوقود.

دعم المرتزقة الروس:

قبل ذلك نشرت أفريكوم، الثلاثاء 26 مايو/أيار، بياناً مزوَّداً بصور لمقاتلات، قالت إن روسيا أرسلتها إلى ليبيا.

ذكر البيان أن القيادة تقيّم خطوة موسكو المتمثلة في إرسال مقاتلات إلى ليبيا لدعم المتعاقدين العسكريين الخاصين المموَّلين من الحكومة الروسية، والموجودين هناك“.

كما رجحت القيادة أن يكون إرسال تلك المقاتلات، بهدف تقديم الدعم الجوي للهجمات البرية التي يشنها مرتزقة فاغنرالموجودون لمساعدة ميليشيا حفترفي نزاعها مع القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً.

نقل البيان عن قائد أفريكوم، ستيفن تاونسند، قوله إن روسيا تحاول بوضوحٍ قلب الموازين العسكرية في ليبيا لمصلحتها.. وكما فعل الروس في سوريا، فهم يوسّعون نفوذهم العسكري بإفريقيا، مستخدمين جماعات مرتزقة تدعمهم الحكومة مثل فاغنر“.

خسائر حفتر:

تواصل ميليشيا حفتر تكبُّد خسائر فادحة، من جراء تلقيها ضربات قاسية في محاور جنوب طرابلس، ومدن الساحل الغربي كافة وصولاً إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة الوطيةالاستراتيجية (غرب)، وبلدتي بدر وتيجي، ومدينة الأصابعة بالجبل الغربي (جنوب غربي طرابلس).

بينما يواصل مقاتلون مرتزقة من شركة فاغنرالروسية يدعمون الجنرال خليفة حفتر، انسحابهم من مناطق عدة في ليبيا، آخرها مدينة بني وليد الواقعة بشمال غربي البلاد، والتي قال عميد بلديتها سالم نوير، الثلاثاء، إن أكثر من 90% من المرتزقة الروس غادروا المدينة.

بدعم من دول عربية وأوروبية، تشن ميليشيا حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.

أول تعليق لروسيا على اتهام أمريكا بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حفتر

ذكرت وكالة إنترفاكس، الأربعاء 27 مايو/أيار 2020، أن روسيا لم ترسل عسكريين إلى ليبيا، وأن مجلس الاتحاد الروسي لم يتلق طلباً بالموافقة على إرسال قوات إلى هناك.

الوكالة نقلت ذلك عن فلاديمير دزاباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي، وهو المجلس الأعلى في البرلمان.

وفي وقت سابق، قالت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، في بيان، الثلاثاء 26 مايو/أيار 2020، إنَّ روسيا نشرت مؤخراً مقاتلات عسكرية في ليبيا لدعم مرتزقة من الروس يقاتلون هناك.

يأتي ذلك بينما أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ما تصفه بتدفق سيل هائل من السلاح والمقاتلين على ليبيا، ما يعد انتهاكاً لحظر على تزويد الأطراف الليبية بالسلاح.

كما أوضح بيان الجيش الأمريكي أنه من المرجَّح أن تُوفر الطائرات العسكرية الروسية دعماً جوياً وثيقاً والنيران الهجومية لمجموعة فاغنر، التي تُساند الجيش الوطني الليبي في قتال حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً“.

طائرات روسية في ليبيا:

مضيفاً أن الطائرات وصلت من قاعدة جوية في روسيا، بعد أن توقفت في سوريا، حيث أعيد طلاؤها للتمويه على أصلها الروسي.

بينما قال ستيفن تاونسند، الجنرال في الجيش الأمريكي: “من الواضح أن روسيا تحاول قلب الميزان لصالحها في ليبيا، مثلما يفعلون في سوريا، فإنهم يوسعون وجودهم العسكري في إفريقيا، باستخدام مجموعات المرتزقة المدعومة من الحكومة مثل فاغنر“.  

مرتزقة فاغنر:

كما أشار الجنرال الأمريكي إلى أن روسيا استخدمت مرتزقة فاغنر، الذين ترعاهم في ليبيا لإخفاء دورها المباشر، ولتحمل موسكو إنكاراً معقولاً لأفعالها الخبيثة. وقال: “تقدر القيادة الأمريكية الإفريقية أن العمليات العسكرية التي قامت بها موسكو قد أطالت الصراع الليبي وفاقمت الخسائر البشرية والمعاناة البشرية من الجانبين“.

أضاف وفق ما نشره الموقع الرسمي للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا: “سمع العالم أن حفتر أعلن أنه على وشك إطلاق حملة جوية جديدة، ذلك سيكون بالاستعانة بطيّارين من المرتزقة الروس، الذين يحلِّقون بالطائرات الروسية لقصف الليبيين“.

قال الجنرال في سلاح الجو الأمريكي جيف هاريجيان، قائد القوات الجوية الأمريكية في القوات الجوية الأوروبية: “إذا استولت روسيا على قاعدة على الساحل الليبي، فإن الخطوة المنطقية التالية هي نشر قدرات دائمة بعيدة المدى لمنع الوصول إلى المنطقة (A2AD)”.

___________

مواد ذات علاقة